بقلم: مينا ملاك عازر
بدايةً، وحشتوني جدًا جدًا، واكتشفت أني أحب الكتابة لكم، والقراءة لتعليقاتكم، والنقاش معكم.. بحبكم موت، والكتابة وحشتني، والتفكير والضحك وحشني، البلد وحشتني. ما تستغربوش، أنا ما كنتش بره "مصر"، أنا كنت جواها في "الغردقة"، لكني كنت مقاطع كل أخبار السياسة، لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم إلا في موجة كوميدي، والنايل كوميدي، وروتانا سينما. روتانا مصرية ما نعرفهاش، مالناش دعوة بيها، ولا ناس بوك، ولا غيره. لا يعلو صوت على صوت ملودي أفلام وأمثالها من القنوات.
وأذكر أنني لما كنت أجد زوجتي تحوِّل التليفزيون لقناة "دريم تو" أو "الحياة الحمراء" لتتابع برنامج ما من البرامج الخبرية أو المعنية بالشأن السياسي، أقول لها: لا، لا صوت يعلو فوق صوت الراحة والاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الخلابة والأجواء المنتجعية التي أفتقدها، والسياسة جاية جاية، حاتروح فين؟ وكنت أقلب القناة.
وأذكر أيضًا، أنني لما عدت والتقيت بصديقي الذي أخذني من المطار، سألته: إيه أخبار البلد إللي كنت سمعت عنها طراطيش بالفعل، زي: هدم جدار أمام السفارة الإسرائيلية، وإلقاء وثائق بها في الشارع، والمليونية بتاعة الجمعة قبل الماضية؟؟. فقال لي صديقي: البلد زي ما هي بحطة إيدك ثائرة بتغلي. ثم سألته عن اسم شارع "صلاح سالم"، قائلًا ده شارع إيه؟ فرد وقال: "عبود الزمر".. فقلت له: "لا بتهرج!، هما غيروه؟!". فقال: "لا، لكن حاتحصل، لا تقلق". فقلت: إذن، لازالت "مصر" تجري بسرعة الصاروخ نحو المنحدر، نحو الهاوية، ومازال المجلس العسكري يقود في رغبة جامحة لإرضاء كل الأطراف، وهو الأمر الذي لن يحدث طبعًا، وبالتالي ستتفسخ "مصر" بين النخلتين إللي في العلالي وإللي طرحوا بلحهم، وستنتهي الدولة بين أيدينا، ونحن بنتفرج كمن يشاهد فيلم سينما، لا تعليق له على مجريات أحداثه.
والسؤال الآن، هل سيحدث تغيير؟ أم سنبقى ثائرين غاضبين بنغلي، وغير فاعلين؟ هل سنبقى متفرجين: نسب، ونشتم، ونلعن الظروف؟ أم سنأخذ موقفًا، ونهدم سور الظلم والضعف الذي هو أبغض من سور السفارة الإسرائيلية؟ هل سنكف عن القتال مع الشرطة ونقاتل من سيحكمونا بعد ذلك بالحديد والنار؟ هل سنفيق؟؟
على كل حال، وحشتونا. ونلتقي المقال القادم لنتدارس سويًا أي السورين أهم في هدمه، سور برلين أم سور السفارة؟
المختصر المفيد، قوم يا مصري، مصر دايمًا بتناديك.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com