بقلم :د. رأفت فهيم جندى
الأجيال المصرية السابقة لـ عام 52 كانت لها مشاركة سياسية قوية سواء خلال الأحزاب المصرية أو التظاهر ضد الأحتلال البريطانى لمصر وكان شعارها "الأستقلال التام او الموت الزؤام" ولكن اجيال ما بعد انقلاب 1952كان عليهم توجيه إنتمائهم فيما بين الأهلى او والزمالك و عبد الحليم حافظ او فريد الأطرش، وكان شعار الدولة وقتها "عبد الناصر هو ابويا وامى وخالى وعمى، ولو جعت روح لعبد الناصر ولو عطشت روح لعبد الناصر".
نشأت الأجيال المصرية المهاجرة وترعرعت فى حضن هذا النظام الشمولى المصرى الذى بدأ فى عصر عبد الناصر ولهذا قلما شارك المهاجرون المصريون فى الحياة السياسية فى المهجر وبالطبع كان اهتمامهم الأكبر وشغلهم الشاغل هو الدراسة او البحث عن عمل او ارتقائهم فى عملهم.
الأجيال المصرية الحالية اختلفت ونضج المصريون المهاجرون سياسيا، وها هم 3 مرشحون من اصل مصرى فى انتخابات حكومة اونتاريو كندا القادمة بغض النظر عن اسم الحزب الذى يرشحهم أو اماكن ترشيحهم أو حتى اسمائهم الشخصية.
تأثير الجماعات المختلفة فى الحياة السياسية فى دول المهجر له اهمية كبرى ولقد برر "بريان مالورنى" رئيس وزراء كندا السابق عدم اهتمامه بمناقشة مطلب معين للاطباء على مستوى الحكومة الفيدراليه بأن الأطباء لا يشاركون فى الحياة السياسية وقلما ذهبوا لصناديق الأنتخابات.
نجاح هؤلاء المرشحين هو نجاح كبير للجالية المصرية التى وصفها "جاسون كينى" وزير الهجرة الكندى الحالى بأنها جالية متميزة نابغة بالرغم من قلة عددها. فالمصريون لا يقارنوا فى العدد ببعض الجاليات الأخرى فى كندا مثل الصينية والإيطالية ولكنهم متميزون مهنيا واخلاقيا، ولقد اشار احصأء كندا عام 1988 أن المصريين اعلى مستوى تعليمى وسط كل الجاليات المهاجرة لكندا وان متوسط دخلهم السنوى هو الثانى بعد الجالية اليهودية الكندية.
ونجاح المصريين فى السلك السياسى المهجرى سيكون امتدادا لنجاح الجالية المهنى والأخلاقى، ونظرة العديدين فى الحياة المهجرية مستمدة من نظرتهم لكل الجالية، ولقد قال لى أحد اساتذتى عند بداية تدريبى معه أن الأطباء المصريين مستواهم العلمى طيب وبهذا الأنطباع توقع منى أن اكون على نفس المستوى، وعلى العكس من هذا نجد ان البعض يتهيبون بعض الفئات بسبب شهرتهم فى عالم الجريمة او الأرهاب او الاحتيال.
ولهذا فهناك اهمية قصوى لمساندة المرشحين المصريين لدخول الحياة السياسية الكندية، ونجاح هؤلاء ربما سيتبعه نجاح لمصريين أخرين فى باقى المقاطعات والاحزاب الكندية المختلفة وايضا فى جميع دول المهجر. هل سيرى المصريون قريبا وزير كندى من اصل مصرى؟ ولقد كان "جوزيف عطا اللة جهيز" رئيس وزراء مقاطعة "برنس ادوارد ايلاند" من 1986حتى 1992 من اصل لبنانى، وايضا صار أبنه "روبرت جهيز" رئيسا لوزراء نفس المقاطعة منذ عام 2007 فى حالة سياسية كندية نادرة.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com