ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

من الأخطاء إلى المعجزات

مدحت سيف | 2011-09-12 00:00:00

   بقلم : مدحت ناجى نجيب

حينما تتعامل مع الله فإنك سوف تكتشف انه يسلك الطرق التى تبعد عن فكرك البشرى ، انت تراها تحل بعقل بشرى ، لكنه ينتظر ويتأنى ليحلها بعقله الالهى ، انت تخاف من التجارب وهو يرى ان هذه التجارب هى لمنفعتك ، فلا تضطرب منها بينما رتل مع الرسول قائلاً " احسبوه كل فرح يا اخوتى ، حينما تقعون فى تجارب متنوعة : ( يع 2:1 ) . فإذا وثقت فى يد الله الحانية وفى قوته وعمله معك فى كل وقت ، وقت الضيق والفرح ، فسوف تشعر بسعادة ان كل ما تأخذه من يد الله هو كله للخير ، حتى وان كنت فى اتون التجارب ، فسيخرجك الى الرحب ، وبذلك تجد نفسك وقد دخلك الفرح والسلام الداخلى بعمل الله فى حياتك ، وإليك بعض الامور التى حولها الله من اخطاء الى معجزات واصبحت سبب بركة :

هيرودس الملك أراد ان يقتل المسيح ، فقتل كل اطفال بيت لحم حتى يطمئن انه قتل المسيح ، لكن المسيح نجا من يده ، وبسبب ذلك جاء المسيح فى صحبة العائلة المقدسة إلى مصر ، وتعهد مصر بالخير فقال " مبارك شعبى مصر " ، بدخول المسيح الى ارض مصر سقطت كثير من أصنام الاوثان ، فكأن الله كان يعد ويمهد للكرازة بالانجيل ففتح الطريق امام مرقس الرسول .
داود النبى مر بضيقات كثيرة ، من اولاده ومن شاول الملك فكان يهرب من برية الى برية هرباً من الموت ، لقد اراد الرب ان يعد داود الفتى الاشقر مع حلاوة العينين لأن يتولى المملكة ويصبح ملكاً ، كما ان هذه التجارب هى التى جعلت داود مرتل اسرائيل الحلو فيرتل مزاميره على العود والقيثار والمزمار ، لقد اثقلت التجارب والضيقات التى مر بها دواد الخبرة الروحية لكى يتذوق حلاوة العشرة مع الله ، وتحولت خطيته مع امراة اوريا الحثى الى مزمور نقرأه فى كل صلواتنا اليومية " ارحمنى يا الله كعظيم رحمتك " .
 
يوسف الصديق عامله اخوته معاملة قاسية حتى القوه فى البئر ثم بيع كعبد وخدم فى بيت فوطيفار ثم افتراء امراة فوطيفار عليه بالكذب ثم القى فى السجن ، ثم بعد هذه الضيقات ، صعد يوسف من السجن كمتهم مظلوم الى قصر الملك ليفسر احلامه وبذلك يصبح يوسف وزير تموين على ارض مصر ، ويشبع شعبها وبيت ابيه شعب اسرائيل ، الله قادر ان يحول المر الذى فى حياتك الى خير مثلما فعل مع يوسف ـ هذه الحياة التى عاشها يوسف لم تكن لها اى معنى ان لم يذق المر والالم ، لان حياة التنعم والرخاء لا تصنع رجال روحانيون ، فالضيقات والآلم هى تذاكر سفر للسماء ، كما انها منبع كل الفضائل .
 
بولس الرسول ضربه الرب بالمرض ، وكان الهدف من ذلك كما قال الرسول بولس " ولكى لا ارتفع بفرط الاعلانات ، أعطيت شوكة فى الجسد . ملاك الشيطان ليلطمنى لئلا أرتفع " ( 2 كو 7:12 ) . وقد صلى بولس كثيراً ليشقيه الرب لكن الرب أصر على قوله " تكفيك نعمتى " ، لقد اصبحت شوكة بولس سبب بركة وشفاء للامراض وتذهب الارواح الشريرة ، اتصدق ان العصائب والمناديل التى توضع على الجروح تشفى الامراض ؟!! نعم اصدق طالما اؤمن بالرب يسوع .
ايوب الصديق كان يفتخر بانه ابر انسان ، فكان يعرف عن نفسه انه بار ، وهذه خطية كبيرة ، فقد كان ايوب محارباً بالبر الذاتى فقال عن نفسه " لبست البر فكسانى . كجبة وعمامة كان عدلى " ( أى 9:29 ) لذلك رأى الله ان التجربة مفيدة لتنقية ايوب لكى يتحول من حالة البر الذاتى الى حالة الاتضاع والخضوع لمشيئة الله  ، حتى أوصلته التجربة لحالة من الانسحاق وقال " قد علمت انك تستطيع كل شىء ولا يعسر عليك أمر " ( أى 2:42 ) .
 
عزيزى القارىء:
لا تيأس من جملة الاخطاء التى عندك ولا تستطيع ان تعدها من الكثرة ، فتقول لنفسك ان خطاياك كثيرة ، فأنا مثلك أيضاَ ، لكن ثق انه " ان كان الله لا ييأس من توبتك ، فلا تيأس أنت من توبة نفسك " ، جاهد .. واسقط...لكن لا تتأخر فى القيام من السقوط ، فالله ينتظر رجوعك مهمت كانت حالة الخطية التى انت ساقط فيها . فتعلمنا خبرة الآباء الروحانيون " ليس القديسون أناس لا يفعلون الخطية ، بل مجاهدين ضد الخطية " ، ثق دائماً فى الله القادر على كل شىء والذى قادر ان يحول الاخطاء التى فى حياتك الى معجزات تتعجب منها ، انها حقاً قوة الله التى تغير كل الامور لصالحك ، تحول الشر الى خير . 
من : امراة خاطئة امسكت فى ذات الفعل .
إلى : امراة مؤمنة اصبحت مبشرة ومثال للساقطين التائبين .
من : امراة خاطئة لها خمسة ازواج والذى لها ليس زوجها ، وامرأة تخجل من الناس 
إلى : امراة مبشرة لكل مدن السامرة ، تبشر فى وسع النهار ولا تخجل من الناس .
من : تلميذ شكاك ومنكر لسيده ومعلمه ومتسرع فى احكامه .
الى : تلميذ ورسول يؤتمن على مسئولية الكرازة لكل المسكونة كلها ويرعى خراف المسيح، انه القديس بطرس الجديد .
من : رجل خاطئ بكت عليه امه لمدة 20 عاماً يفعل كل انواع الخطايا التى يمكن ان تتخيلها .
الى : رجل قديس وعلامة فى الكنيسة ، انه القديس اغسطينوس صاحب مؤلف اعترافات اغسطينوس .
من : رجل لا يعرف ان يتكلم لا اليوم ولا من اول امس .
 
إلى : رجل يقود خروج شعبه من مصر بتعداد يصل الى 2 مليون نسمة ، انه موسى النبى .
من : رجل جبار اضطهد الكنيسة وكان راضيا بقتل القديس اسطفانوس اول شهيد فى المسيحية . انه الرجل شاول الطرسوسى .
الى : رجل متواضع صار رسولاً للامم ، وسمى بفيلسوف المسيحية ، انه القديس بولس الرسول .
إذا لا تيأس من توبتك ولا من النقط السوداء التى فى حياتك ، فالله قادر ان يحولها من نقط سوداء الى نقط بيضاء ، تكون مثال للساقطين الذين يريدون القيام من سقطتهم ولا يقدرون .
تدريب : " انه لحقاً لفعل عظيم أن تساعد من سقط " " الام تريزا "
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com