بقلم: شريف منصور
في الأسابيع الأخيرة لحكم "مبارك"، كتبت عدة مقالات لم يُنشر معظمها بسبب خوف الناشرين من بطش زبانية جهنم في مباحث آمن الدولة. ولكنني نشرتها ضمن رسائل مجموعة الأقباط حول العالم.
في إحداها قلت لـ"مبارك" قبل انهيار الدولة المصرية: "أقل الأعمى وزير داخليتك وقدِّم الفاسدين للقضاء وارفع يدك عن ثروات البلد، ستصير بطلًا ويكرِّمك شعبك". ولكن لم يستمع "مبارك"، ولم يجرؤ ضيوف "ليمان طره" الحاليين على إعطائه الرسالة. وبالطبع، بعدما وقع ما وقع، عرفنا السبب؛ إنهم هم من يحرِّك "مصر" ويمتص ثرواتها، ويعبئ الشعب ضد بعضه البعض.
ذهب "مبارك" بغبائه وغباء من حوله، والآن يبكي من ألم الفضيحة على سرير بمستشفى في مملكته، وهو من كتبت له الرسالة بعنوان "رسالة إلى القابع في شرم الشيخ".
وكتبت أيضًا قبل الثورة: "إن كان مبارك رجلًا طيبًا ولا يستطيع أن يتحكم فيمن حوله من مصاصي دماء الشعب جلاديه، فهو إذن لا يصلح لكي يكون رئيسًا"..
وقلت أيضًا: "إن كان مبارك يعرف ما يدور حوله من سلب ونهب وفساد وديكتاتورية السلطة التنفيذية ومن يحركها، من الحبيب العادلي الذي لقبته بلقب الوزير الديكتاتور الأعمى، وغير الشريف صفوت، ودكتور الجامعة المرتشي محمد فتحي سرور، وابنه المغرور الذي لا يستحق حتى أن يدير جمعية تعاونية، والذي صار مقرِّرًا لسياسات مصر عن جهل وغباء وكبرياء. وبهذا أيضًا مبارك غير قادر وغير صالح للحكم".
لو كان "مبارك" قرأ آخر مقالة كتبتها ووجَّهت له فيها نداءًا عاجلًا أن يتخلص من كل هؤلاء لكي يثبت أنه إنسان شريف يستحق التكريم عوضًا عن محاكمته، ولكنه لا يسمع ولا يعرف شيئًا، فلم تصل إليه رسالتي.
وإن كان "مبارك" لم يفعل ما فعله "القذافي" في "ليبيا".. ولكن "ليبيا" بعد أن قُتل من شعبها ألوف، وفي أول أسبوع بعد هروب "القذافي" من "ليبيا"، رأينا دول العالم تعلن ما يملكه نظام "القذافي" من بلايين في كل دولة في العالم، واستعدادها لرد هذه الأموال فورًا. حتى "الصين" اعترفت أن "القذافي" حاول شراء أسلحة من أحد شركاتها على أن ترسل هذه الأسلحة إلى "الجزائر" لتعويضها عن الأسلحة التي تلقاها نظام "القذافي" من "الجزائر" لقتل شعبه.
وأخيرًا وليس آخرًا، من تحليل ما يدور في "مصر"، من المحتمل لنا أن السيد نائب رئيس الجمهورية الأخير "عمر باشا سليمان" هو من يقود "مصر" عن طريق ولاء المجلس العسكري له. ويُقال أنه سيرشِّح نفسه لرئاسة الجمهورية في آخر لحظة. وهذه هي صفقة المجلس العسكري مع الإخوان.
إن كانت هذه هي الصفقة، فإنني أفضِّل أن تتم بسرعة ونتخلَّص من المجلس العسكري بأسرع ما يمكن. ويكفي "مصر" من هذه التمثيلية الهزلية، حتى لا نجد زملاء "مبارك" يقعون في محظور الخلع، وتسيل دماء أبناء "مصر" الطاهرة في الشوارع برصاص الجيش.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com