مدارس تخلي المقيمين فيها.. ووصول دفعة جديدة إلى بلدة عرسال البقاعية
يبدو مصير نحو 5000 نازح سوري، في غياب آلية متابعة رسمية لوضعهم وليومياتهم، مهددا في لبنان، خصوصا أن موسم الشتاء بات على الأبواب، مع ما يعنيه ذلك من صعوبة في قدرة العائلات اللبنانية على الاستمرار باستقبال النازحين في منازلهم، فضلا عن الحاجة إلى إخلاء المدارس، التي يوجد قسم من النازحين فيها، مع بدء العام الدراسي، وبدء دوام الإداريين فيها، مطلع الأسبوع المقبل.
وبدأت أولى ملامح الوضع الجديد للنازحين بالظهور أمس مع نقل نحو مائة شخص من أبناء العائلات السورية النازحة من مدرسة الإيمان الإسلامية في بلدة مشتى حمود إلى مدرسة العبرة الإسلامية في جبل المنصورة قبالة بلدة مشتى حمود.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن «الهيئة العليا للإغاثة ستتولى عملية إعادة تأهيل وتجهيز المدرسة بما يضمن إقامة جيدة لهذه العائلات، وتأمين ما يلزم من فرش وبطانيات ومواد غذائية وكل مستلزمات السكن».
ويتخوف ناشطون حقوقيون يواكبون التفاصيل الميدانية للنازحين مما سيكون عليه واقع الحال في الأيام المقبلة، في ظل غياب أي اهتمام رسمي بهم. ويوضح مدير المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان، نبيل الحلبي، لـ«الشرق الأوسط» أن «لجان الأهالي وجمعيات حقوقية وإنسانية هي التي تتحرك فعليا على الأرض، في ظل غياب كامل للدولة اللبنانية بمعنى اتخاذ إجراءات رسمية لرعاية النازحين كما هو الحال في الأردن وفي تركيا»، ويشير إلى أن «مواكبة وزارة الشؤون الاجتماعية تغيرت منذ تشكيل الحكومة، كما أن النازحين باتوا حذرين في التعاطي مع الهيئة العليا للإغاثة التي تطلب أسماء النازحين خوفا من أن تتم إعادتهم إلى سوريا».
وعشية بدء العام الدراسي، من المقرر أن يتم نقل عدد إضافي من النازحين إلى مدارس قيد الإنشاء في منطقة عكار لم يتم بدء العمل رسميا فيها بعد، ومنها المدرسة التي تم بناؤها بتمويل تركي في بلدة مشتى حسن في عكار، وذلك بعد الحصول على موافقة تركية، بعد تواصل الحلبي مع منظمة حقوقية تركية.
ولا يقتصر الموضوع على بدء العام الدراسي والحاجة إلى إخلاء المدارس فحسب، بل يتعداه إلى ما سيرتبه بدء فصل الشتاء، خصوصا أن البلدات العكارية معروفة بموجات الصقيع التي تضربها في شتاء.
ويوضح الحلبي في هذا الإطار أن «بعض العائلات السورية النازحة تعيش في البساتين في عدد من القرى العكارية، كما أن العائلات اللبنانية التي فتحت منازلها ستعاني من أزمة مع بدء الشتاء، باعتبار أن النساء تنام داخل المنازل والرجال خارجها، وهذا الحال لن يبقى على ما هو عليه بعد شهر أو أكثر، مما يطرح تساؤلات عن المكان الذي سيتم إيواء النازحين فيه».
وتبرز معضلة أخرى، تتمثل في تردي الأوضاع الاقتصادية للعائلات اللبنانية في القرى التي تستقبل النازحين، وتحديدا تلك التي تعتمد على التجارة بين القرى الحدودية كمورد عيشها، وتوقفت عن العمل منذ قرابة سبعة أشهر. ومع استمرار الأزمة السورية، فإن صرخة اللبنانيين ستعلو، وليس النازحين فحسب.
ويوضح الحلبي أن الجمعيات الإنسانية والحقوقية المحلية تعمل بما هو متوفر لديها من موارد، إضافة إلى جمعيات قطرية وكويتية، لتزويد النازحين ومن يستضيفهم بمساعدات عينية من غذاء ودواء وحفاظات للأطفال. يذكر أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان تخطى الخمسة آلاف نازح، يتوزعون بشكل رئيسي في القرى الحدودية مع سوريا في عكار، شمال لبنان. ولفت الحلبي إلى وصول دفعة جديدة من النازحين إلى بلدة عرسال في البقاع الشرقي، دخلوا خلسة عبر الحدود البرية، في حين يسعى المقتدرون منهم إلى استئجار منازل لهم. والنازحون معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن وجود عدد من الناشطين الذين تتم ملاحقتهم في سوريا، فهربوا خوفا إلى لبنان.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com