ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك ( 2 )

د. فكرى نجيب أسعد | 2011-09-04 00:00:00

بقلم/ د. فكرى نجيب أسعد

يرشدنا الروح القدس الساكن فى القديس العظيم بولس الرسول من جهة أهمية العمل بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد وحفظ وحدانيتها ورفض الإنقسامات والإنشقاقات بالآتى :


+ أن لا يكون بيننا انشقاقات وخصومات وأن نكون كاملين فى فكر واحد ورأى واحد ( 1 كو 1 : 10 – 12 ) .
+ أن نعرض عن الذين يصنعون الإنقسامات والإنشقاقات خلافا للتعليم الصحيح ( رو 16 : 17 – 18 ) .
+ أن نجتهد فى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح الكامل محتملين بعضنا بعضاَ فى المحبة ( أف 4 : 1 – 5 ) .


لتحقيق تعاون وتقارب بين المسيحين فى المذاهب المسيحية المختلفة فى التقاسم المشترك بينها، ولتحقيق الرغبة الإلهية فى تحقيق كنيسة واحدة لا تعرف الإنقسامات والإنشقاقات الحالية فى ضوء ما أوصى به القديس العظيم بولس الرسول، فأنه من الضرورى رفع الصلوات إلى الله الواحد ليحل بروحه القدوس فينا لنعمل بالفكر الواحد والرأى الواحد لتوحيد الأعضاء المتفرقة فى جسد واحد .فإذا كانت الإنقسامات الكنيسية تمت فى غياب الفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد الذى للرب عن بعض القيادات الكنيسية االمسئولة عن هذه الإنقسامات، فأن التعاون لتحقيق الوحدة الكنيسية لا يمكن أن يتم على الأطلاق إلا بدعوة الله بالعمل فينا بالفكر الواحد والرأى الواحد والروح الواحد لعودة الكنيسة إلى حالتها الأولى، وليبكتنا على خطايانا التى هى سبب إنقسامنا بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الوصايا الإلهية التى لا تعرف سوى التجمع ونبذ الفرقة لمراجعة ومحاسبة النفس فى ضوئها. وإذا كانت خطايانا أفقدتنا الكثير من البركات والنعم الإلهية، فأن التوبة الصادقة ستعيدها بلا أدنى شك إلينا .


لقد سبق أن أشرت فى مقال سابق تحت نفس العنوان : " تحقيق تعاون بين المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك " ببعض المحاور المشتركة التى تستحق تحقيق تعاون فيها، ومن المحاور الأخرى الهامة التى تستحق تحقيق تعاون فيها لإرتباطها بمعالم الكنيسة الأولى والتى تستحق عرضها على مجالس الكنائس المسكونية بغرض الموافقة عليها وتشجيع الرعية بالعمل بها فى وحدة أذكر :


( 1 ) إنشاء صندوق دولى مشترك يلتقى عنده الغنى والفقير فى نقطة واحدة ويتساويان يعمل على توزيع الموارد الطبيعة والثروات على شعوب العالم لمن يعتبرها ملكاَ مشتركاَ " كان عندهم كل شيىء مشتركاَ " ، " لم يكن أحد يقول أن شيئاَ من أمواله له " ( أع : 4 ) وذلك على أساس من الحرية والمساواه وبلا تمييز بين إنسان وآخر على أساس اللون أو الجنس أو العقيدة أو النسب أو نوع العمل أو الوضع الإجتماعى لتحقيق منها التنمية والمساواه أو العدالة الإجتماعية لكافة شعوب العالم. وأن توزيع الموارد الطبيعية والثروات على أساس عادل يمكن تحقيقه من خلال إقامة المشاريع التى تتخطى الحدود والتى تعطى دخول تحقق مستوى معيشة واحد للأفراد والتى تقدم أيضاَ خدمات إنسانية متساوية فى التعليم والصحة والسكن وغيرها بلا تمييز بين فرد وآخر على أساس مادى .


( 2 ) أعتبار الأزمات والكوارث الطبيعية والغير طبيعية التى تعانى منها الشعوب محن مشتركة للأسرة البشرية التى نسعى تجميعها فى قرية كونية صغيرة تختفى فيها الحدود الدولية ، خاصة ممن يعملون منها على توزيع الثروات والموارد الطبيعية بالعدل والمساواه فى إعتبار أنها ملكاَ مشتركاَ وملكاَ للرب الذى من يده نعطى .


أن تعاون المذاهب المسيحية فى التقاسم المشترك بينها هو أمر بلا شك سيعود بالنفع عليها فى تحقيق تعاون مماثل بين الكنيسة كوحدة واحدة والأديان الأخرى فى تقاسم يجمعهم وفى محبة لا تعرف المحاباه أو التمييز أو الصراع وتضع الآخر كالنفس .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com