أشعار صلاح عبد الصبور دعت منذ زمن طويل إلى ثورة المصريين على الفساد والظلم
تأسيس جائزة للشعر الجديد باسم "عبد الصبور" باعتباره مؤسس الحداثة الشعرية
أهمية طبع أعمال عبد الصبور من جديد وطرحها في الأسواق بأسعار مقبولة
كتب: ميرفت عياد
احتفل بيت "الشعر" ببيت "الست وسيلة" بالأزهر بـ الذكرى الثلاثين لرحيل الشاعر الكبير "صلاح عبد الصبور" في أمسية شعرية نقدية شارك فيها لفيف من الشعراء والنقاد الذين أجمعوا على اهمية طبع أعماله من جديد وطرحها في الأسواق بأسعار مقبولة، وأن يتم الإعلان عن تأسيس جائزة للشعر الجديد باسم "عبد الصبور" باعتباره مؤسس الحداثة الشعرية، لأن ما قدمته له الدولة حتى الآن لم يكن لائقًا باسمه أو بحجم منجزه.
ويقدم الكاتب الصحفي "حلمي النمنم" رئيس مجلس إدارة دار الهلال رثاءه إلى الشاعر الكبير "صلاح عبد الصبور" مؤكدًا على أن أقل تقدير يمنح لهذا الشاعر الكبير أن تعاد طبع أعماله وإتاحتها فى كل مكان، هذا إلى جانب إصدار طبعة شعبية من أعماله الكاملة لتكون متاحة بسعر مناسب لجميع فئات الشعب، حتى يعرفوا قيمة هذا الرجل الحقيقية التي حاول النظام السابق أن يطمسها من خلال تهميش أعماله التي تندد بالفساد وتدعو إلى الثورة.
وقد ولد "محمد صلاح الدين عبد الصبور" عام 1931 بالزقازيق وتدرج في مراحل التعليم حتى وصل إلى التخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية عام 1947، وظهرت موهبته بصورة كبيرة إلى الدرجة التي جعلته من أهم رواد حركة الشعر الحر العربي، ومن رموز الحداثة المتأثرة بالفكر الغربي.
الحزن.. ورحلة الابداع
بدأت رحلة الشاعر الكبير مع الإبداع بصدور أول ديوان له بعنوان "الناس في بلادي" عام 1957، ثم أعقبه العديد من الدوواين الشعرية منها أقول لكم، شجر الليل، الإبحار في الذاكرة، تأملات في زمن جريح، أحلام الفارس القديم، وقصيدة الحزن، التي تعبر بصدق عما يجيش في صدور الكثيرين من المصريين حيث تقول كلماتها:
يا صاحبي، إني حزين
طلع الصباح، فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة خبز أيامي الكفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروشْ
فشربت شايًا في الطريق.. ورتقت نعلي
ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
قل ساعة أو ساعتين.. قل عشرة أوعشرتين
وضحكت من اسطورة حمقاء رددها الصديق
ودموع شحاذ صفيق..........
حزن تمدد في المدينة.. كاللص في جوف السكينه
كالأفعوان بلا فحيح
الحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوز
وأقام حكاماً طغاه .. الحزن قد سمل العيون
الحزن قد عقد الجباه .. ليقيم حكامًا طغاه
يا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يومًا صديق
مغرى بتزويق الكلام.. كنا نسيرْ
كفي لكفيه عناق.. والحزن يفترش الطريق
أما أبيات قصيدة "الناس في بلادي" التي خطَّها قلمه فتقول:
الناس في بلادي جارحون كالصقور
غناؤهم كرجفة الشتاء في ذؤابة الشجر
وضحكهم يجز كاللهيب في الحطب
خطاهمو تريد أن تسوخ في التراب
ويقتلون، يسرقون، يشربون، يجشأون.. لكنهم بشر
وطيبون حين يملكون قبضتي نقود.. ومؤمنون بالقدر
ليلى والمجنون.. وثوار التحرير
وأبدع الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور خمس مسرحيات شعرية هم: الأميرة تنتظر، مأساة الحلاج، بعد أن يموت الملك، مسافر ليل، ليلى والمجنون؛ تلك المسرحية التى يظن من يقرأ اسمها أنها تتحدث عن قصة العاشقين الشهيرة "قيس وليلى"، ولكن من يتصفح بأنامله صفحات تلك المسرحية يكتشف أنها بمثابة المرآة التي تعكس أوضاع البلاد من فساد وضياع وإرادة مسلوبة وحرية منقوصة.
ولعل هذا ما جعل ثوار التحرير يرددون العديد من أشعار تلك المسرحية وهم معتصمون في الميدان قبل تنحي الرئيس السابق "مبارك"، وإسقاط النظام الذي تجبر وطغى إلى الدرجة التي جعلته يحاول تشويه صورة هذا الشاعر الجميل، كما رفض بشكل واضح وقاطع عرض مسرحيته "ليلى والمجنون" لأنها تدعو إلى الثورة على جميع الأوضاع التي ظل يعاني منها الشعب المصري لعقود طويلة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com