اتهم الرئيس الأمريكى الأسبق "جيمى كارتر" حكومات إسرائيل المتعاقبة فى الإخلال باتفاقية "كامب ديفيد" التى وقعتها مع مصر عام 1979 بسبب إهمالها للقضية الفلسطينية، ومواصلة البناء الاستيطانى فى الضفة الغربية المحتلة.
وعقب كارتر فى حوار صحفى مطول مع صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية على عملية إنزال العلم الإسرائيلى من على مبنى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، قائلا: "لقد شهدت بعينى إنزال العلم وحينها شعرت أن السبب الرئيسى لهذا الفعل هو إحساس المصريين بأن حكومات تل أبيب خدعتهم منذ أن وقع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات على اتفاقيات كامب ديفيد، وتركوا مصر لوحدها مع سلام منفرد مع إسرائيل'.
وأضاف كارتر خلال حديثه مع الصحفى الإسرائيلى "عكيفا الدار" الذى أجرى معه الحوار "أنه بعد أكثر من ثلاثة عقود، بعد أن رعت واشنطن اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر هذا الاسبوع شاهد شابا مصريا يخلع العلم الإسرائيلى من السفارة فى القاهرة، وهذا الأمر لم يفاجئنى تماما لأنه أمر متوقع بعد كل الإخفاقات التى فعلتها إسرائيل تجاه كامب ديفيد".
وردا على سؤال عن شعوره بعد سماعه نبأ حادث مقتل الجنود المصريين على يد قوات الجيش الإسرائيلى فى سيناء الأسبوع الماضى، وإنزال العلم الإسرائيلى من على مبنى السفارة بالقاهرة قال كارتر "إننى قلق جدا من تصاعد المظاهرات التى تجرى حاليا فى القاهرة، والمطالبة بطرد السفير الإسرائيلى، لأنها قد تنسف اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، والتى قد تعرضت بالفعل للتهديد فى الأيام الأخيرة، ولكن أعتقد أن القيادات فى كل من إسرائيل ومصر تريد أن تحافظ على معاهدة السلام بينهما".
وهاجم كارتر كل من الرئيسين الأمريكيين السابقين، "بيل كلينتون" و"باراك أوباما"، بسبب أنهما لم يتمكنا من الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، حسب قوله.
وأضاف الرئيس الأمريكى الأسبق "لقد اعتقدت أن نتانياهو سيقود إسرائيل إلى السلام لكن سياسته التوسعية مخيبة للآمال"، محملا حكومات إسرائيل المسئولية فى حال تم إلغاء اتفاقيات "كامب ديفيد".
وقال كارتر: إنه تم التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد، واتفاق آخر حول الحكم الذاتى للفلسطينيين مع انسحاب إسرائيلى من الأراضى الفلسطينية وتطبيق قرار الأمم المتحدة 242 القاضى بانسحاب إسرائيل من المناطق المحتلة، لكن حكومات إسرائيل تجاهلت كليا الاتفاق المتعلق بالفلسطينيين.
وحول موقف الإدارة الأمركية الحالية من الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة قال كارتر: "إن إدارة أوباما ستستعمل حق النقض الفيتو فى مجلس الأمن، وكنت آمل أن تصوت مع الإعلان عن الدولة الفلسطينية، فهناك 130 دولة ستصوت مع الفلسطينيين وهذا أمر فى غاية الأهمية لأن الكثيرين فى العالم سيغيرون موقفهم تجاه الشعب الفلسطينى، وعلى الفلسطينيين مواصلة النضال غير العنيف من أجل إقامة دولتهم المستقلة إلى جانب إسرائيل"
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com