ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

العربجي.. إشكالية العلاقة بين المسلمين والمسيحين في مصر

ميرفت عياد | 2011-08-11 16:32:42

أهمية التنوير والتمسك بالأصالة وإعلاء القيم الإنسانية كالتسامح والاعتراف بالآخر
الفتنة الطائفية وتهميش دور المراة أهم القضايا التي تناقشها الرواية
في الأماكن الشعبية امتزج الفقر بالكرامة والتدين والمثابرة والعصامية


كتبت: ميرفت عياد

صدر عن دار "سندباد" للنشر والتوزيع، رواية جديدة بعنوان "العربجي" للكاتب المصري د. "عاطف يوسف" الذي يعيش بأمريكا منذ سنوات طويلة، وجاءت الرواية في 300 صفحة لتناقش من خلال الحوارات التي تدور بين الشخصيات العديد من القضايا الهامة منها الفتنة الطائفية في مصر بين الأقباط والمسلمين، وتهميش دور المرأة، وممارسة العديد من صور التمييز ضدها، ووضع الفقراء في مصر الذين أنتجتهم نظمُ القهر والاستبداد، في حوارٍ يجري بين الشخصيات و تعبر عنه الأحداث.

قصة كفاح أسرة
تدور أحداث الروايةِ بين مصر وأمريكا، وهما المكانان اللذان عاش بهما المؤلف، وتصور هذه الرواية قصة كفاح أسرة متوسطة من الإسكندرية، بدأ الجد حياته يكتسب قوته من خلال دفع عربة كارو تحمل النساء والأطفال بين أزقة وحواري الإسكندرية، ثم حمله طموحه على تصور أنه يستطيع أن يمتلك حمارًا يساعده في جر العربة وقد كان، ثم نمت تطلعاته فاقتنى عربة حنطور يجرها حصان ثم استطاع أن يكوِّنَ أسطولًا من الحناطير، ويمتلك شقةً في حي من أحياء الإسكندرية تقع فوق واحد من أشهر مقاهي "محرم بك" بالإسكندرية وهو مقهى "عرفان".

 

الفقر.. الكرامة.. التدين
ووظف الكاتب مقهى عرفان في أحداث الرواية للجمع بين العربجي الطموح وبين الأفندية الذين كانوا يمثلون الطبقة المثقفة في الإسكندرية، خلال فترة المطالبة بالاستقلال عن المستعمر الإنجليزي، ويستعرض من خلال علاقات الأشخاص والأبطال داخل الرواية الحياة الاجتماعية في هذه الأماكن الشعبية، التي امتزج فيها الفقر بالكرامة والتدين والمثابرة والعصامية التى قد تصل بأحدهم إلى درجة معيد بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، ثم مبعوثًا للدراسة إلى جامعة "هارفارد" ثم أستاذًا بها.

أهمية القيم الإنسانية
وينقلنا الكاتب إلى مجتمع المصريين المغتربين في أمريكا، فيشرح طبيعة العلاقات بين أفراده وبعضهم البعض من ناحية وبين أفراده والمجتمع الأمريكي من ناحية أخرى، واضعًا يده على كثير من الإيجابيات والسلبيات في كل ذلك مركزًا على الرسالة التي تحملها الرواية في مجملها وهي رسالة التنوير والتمسك بالأصالة، وإعلاء القيم الإنسانية كالتسامح والاعتراف بالآخر، بل وربط جسور المودة معه.

 

رحيق حياة عامرة بالتجارب
وكتب الشاعر والناقد "محمد السخاوي" في مقدمة الرواية وها هو الكاتب الكبير الدكتور "عاطف يوسف" يتألق مرةً أخرى بعد رواية الجدع، فينتج لنا من رحيق حياته العامرة بالتجارب والرحلات والأحداث الهامة أدبًا رائعـًا يتشكل في رواية جديدة تعطي أبعادًا أخرى لحياتنا نحن البشر المهاجرين دائمـًا، شئنا أم أبينا، خلف آمالنا وأحلامنا من مكان ولادتنا وحتى أوان وفاتنا، ومنا من يهاجر في عقله وفكره ومنا من يهاجر في المكان ومنا من يهاجر في الزمان وقليلٌ من العباقرة من يهاجر كل هذه الهجرات، ويعاني ما يعاني ثم من ظلام المعاناة يعود بشمعةٍ جديدة في صورة عمل فني.

 

عصر النهضة والمعرفة

أما رواية "الجدع" التي صدرت عن مركز الإسكندرية للكتاب لنفس المؤلف فتدور أحداثها في ستينات القرن الماضي داخل الوجه المظلم لباريس عاصمة النور والعلم والحداثة الأوروبية. عن مهاجر مصري مشغول بسؤال واحد؛ لماذا تخطط أوربا العصور الوسطى حيث واكبت عصر النهضة إلى المدنية والعلم والحداثة وحتى إلى عصر المعرفة. ومازال عالمنا العربي يرزح في تخلفه رغم تكدس أدوات العصر التحديثي على أرصفته من تليفون وكمبيوتر وتلفزيون وسيارات.
لكنه مجتمع لم يصل بعد إلى مرحلة الحداثة التي من مقوماتها: العقلانية – الفردية – والحرية – والديمقراطية التي أخذتها عن الثورة الفرنسية التي أشاعت في العالم نور الحرية والإخاء والمساواة، بعد أن حاكم الثوار الملك الذي خلف لهم الفقر والمرض والجهل.

 

من أنا؟
ولد الكاتب د. "عاطف يوسف" بالإسكندرية عام 1943، ودرس في كلية التجارة جامعة الإسكندرية عام 1968، ثم هاجر إلى فرنسا عام1972 ودرس الاقتصاد بجامعة السربون، ثم عمل في وزارة الثقافة الفرنسية، وبعدها انتقل عام 1997 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث درس الأدب الأمريكي والمقايضة بجامعة هارفارد، ثم عمل أستاذًا للاقتصاد والتجارة الخارجية، وقد صدر للكاتب من قبل رواية الجدع عن توزيع مركز الإسكندرية للكتاب 2010، وقصص الآنسة شروق عن دار سندباد للنسر بالقاهرة 2011، وتحت الطبع رواية يراجع بروفتها الأخيرة هذه الأيام.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com