ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

يـا قبطي، لا تخف!

| 2011-08-02 00:00:00

بقلم: أسامة سمير الديب
نحن نمر في هذه الأيام بأحداث مملوءة بالخوف والقلق، ولا سيما بعد الانفلات الأمني، وغياب دور الشرطة، وانتشار أعمال البلطجة والتعدي والسرقات والنهب والخطف.

كل هذه الأحداث اليومية التي نعيشها، تجعلنا نعيش في خوف وقلق من تلك الأحداث، والخوف من المستقبل المجهول الذي ينتظر "مصر".

فهل أنت يا قبطي تخاف مثل أهل العالم؟ يا قبطي، هل أنت تعيش في خوف وقلق من تلك الأحداث التي نمر بها؟ هل تخاف من المستقبل؟ هل تخاف من الأعداء؟ هل تخاف من المرض والموت؟

لا ينبغي على الإنسان المسيحي الذي يسكن داخله المسيح أن يخاف؛ لأن الكتاب المقدس مملوء بالآيات المعزِّية التي تعطينا الاطمئنان والسلام الداخلي وعدم الخوف. لقد تكرَّرت عبارة "لا تخف" في الكتاب المقدس مرات كثيرة جدًا، لكي نعيش في عدم خوف.

كيف تخاف يا مسيحي وأنت معك إله السموات والأرض؟ أنت في قلب الله الحنون. فلا تخاف، لأن الله لا يمكن أن ينسى أولاده، حتى ولو نسيت الأم الرضيع الله لا ينساك. لا تخف لأنك في مركز اهتمام الله، والله بنفسه هو الذي يهتم بك ويعولك ويقدِّم لك كل أسباب الراحة والسلام والاطمئنان الحقيقي.

لا تخف لأن معك ملائكة السماء، وملائكة السماء تحرسك وتدافع عنك؛ لأنك أنت ابن الملك العظيم. "لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك" (مز91: 11). لا تخف لأن معك جميع القديسين الذين يصلون ويشفعون فيك. فلا تخف!

لا تخف يا مسيحي؛ لأن معك وعود الله الصادقة والأمينة "من يمسكم يمس حدقة عينه" (زك 2: 8). لا تخف لأن كل الأحداث التي تمر بها هي بسماح من الله، وهو قادر أن يحوِّل كل الأمور ومجريات الحياة إلى الخير لنا. "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو 8 :28). لا تخف لأنك أنت ابن الملك العظيم، فكيف يجرؤ أحد أن يمس ابن الملك بأي سوء؟ لا تخف يا مسيحي من الموت لأن المسيح له المجد قد غلب الموت، والموت لنا هو انتقال، وهو الجسر الذهبي الذي نعبر به إلى الملكوت. الشهداء كانوا يذهبون إلى الموت بأنفسهم، وهم في غاية السعادة والفرح والسلام، ولم يستطع الموت أن يغلبهم. فكن أنت شجاعًا مثلهم.

لا تخف من الأمراض؛ لأن الله هو الطبيب الشافي الذي لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا. فمهما كان مرضك، حتى ولو كان مرضًا مستعصيًا على الطب، الله قادر أن يشفيك؛ لأنه يستطيع كل شئ ولا يعسر عليه أمر "هل يستحيل على الرب شي؟" (تك14: 18).

لا تخف من المشاكل؛ لأن كل مشكلة عند الله لها حل. فضع كل مشاكلك أمام الله، وانتظر عمل الله في حياتك، وثق أن الله قادر أن يحل كل مشاكلك "ادعني في وقت الضيق أنقذك فتمجدني" (مز 5: 15).

لا تخف من المستقبل؛ لأن مستقبلك ومستقبل أسرتك وكل أمور حياتك هي في يد الله الحنون الرحيم، وثق في الله، إنه يختار لك المستقبل والحياة الأفضل "أتيت ليكون لهم حياة ويكون لهم أفضل".

لا تهتم كثيرًا بمن يكون رئيسًا على "مصر"؛ لأننا نحن المسيحيين نؤمن أن الله هو رئيسنا وحياتنا، وهو الذي يحكم حياتنا ويدبِّرها "للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها" (مز 24). لا يستطيع العالم كله أن يؤذيك بأي شئ إلا بسماح وإذن من الله، فكن مطمئنًا.

ضع الله أمامك، وضع كلامه أمامك، وثق في الله الحنون والأب الرحيم الذي لا يمكن أبدًا أن ينسى أولاده.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com