اختلف عدد من قيادات التيارات الإسلامية، التى تضم الجماعة الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين والصوفية والسلفيين، حول إقامة بعض الشعائر الدينية فى شهر رمضان بميدان التحرير، بعد نجاح «جمعة الإرادة الشعبية».
فبينما أعلنت الجماعة الإسلامية إقامة صلاتى القيام والتهجد وبعض الشعائر، تحفظ «الإخوان» والسلفيون الذين قالوا إن الشعائر مكانها المساجد وليس الميادين، وأعلنت الطرق الصوفية عن إقامة خيمة رمضانية بالميدان.
قال الدكتور طارق الزمر، المتحدث الإعلامى للجماعة الإسلامية، إن «الجماعة» قررت المشاركة فى الليالى الرمضانية بميدان التحرير، لأن الميدان ليس حكرا على أحد، ودعا الإسلاميين جميعا للمشاركة حتى تستعيد الثورة نهجها وطريقها وتستكمل هدفها السامى ــ على حد قوله.
وأضاف لـ«المصرى اليوم»: «الإسلاميون أيقنوا أخطاءهم عندما انسحبوا من الشارع بعد استفتاء ١٩ مارس، وتركوا الشارع لبعض اليساريين والعلمانيين حتى جمعة الإرادة الشعبية التى رفع فيها الإسلاميون صوتهم فعادوا للشارع مرة أخرى، وليس أفضل من شهر رمضان للعودة من خلال شعائره وروحانيته التى تكتنف الجميع».
وتابع «الزمر»: «عودة الإسلاميين للشارع ستكون من خلال إقامة الشعائر الدينية فى رمضان فى الميدان، سواء كانت صلاة تهجد أو قيام، حتى لا يحتكر فصيل سياسى الثورة فيتحدث باسم مصر مستثنياً فصائل الثورة الحقيقية ممثلة فى الشارع والإسلاميين».
وشدد على أن الجماعة ستؤدى جميع الصلوات والشعائر بالميدان، ومنها صلاة التسابيح والشكر على نجاح هذه الثورة، التى أعطت متنفسا للجميع، وستصدح الأصوات وتعلو الابتهالات وسيمتلئ الميدان بالمصلين فى التهجد لله تعالى فى هذا الشهر الكريم.
ودعا «الجماعة» لأداء صلاة عيد الفطر بالميدان، وقال إن صلاة العيد فى الخلاء سنة عن الرسول صلى الله علية وسلم الصلاة، وليس هناك أفضل من ميدان التحرير لأداء الصلاة به.
وقال الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، القيادى بجبهة الإصلاح الصوفى، شيخ الطريقة الشبراوية، إن الطرق الصوفية لها خيمة خاصة بها متواجدة منذ الأسبوع الماضى لحماية الثوار المعتصمين داخل ميدان التحرير.
وأضاف: «الطرق الصوفية قررت توسيع وتطوير الخيمة لإقامة صالونات وندوات واجتماعات بمشاركة الأحزاب السياسية المتحالفة معها لاستقبال النخب السياسية وقيادات الأحزاب والحركات السياسية والإعلاميين، الذين يرحبون بدخول الصوفية العمل العام والمشاركة السياسية».
وتابع أنه سيتم الاتفاق مع أحزاب التحرير المصرى والكرامة ومصر الفتاة والشعب الديمقراطى، على شكل الخيمة وقائمة المدعوين طوال شهر رمضان. وأوضح أن الطرق الصوفية ستقيم ساحة لإقامة شعائر رمضان داخل الميدان وتقديم الوجبات فى الإفطار السحور.
وقال خالد سعيد، المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، إن هناك اتصالات بين الجبهة السلفية والتيارات الإسلامية للتظاهر الجمعة المقبل والإفطار بميدان التحرير.
وأضاف: «نحن ضد إقامة شعائر دينية بالميدان، لأن أماكنها فى المساجد فقط، أما ميدان التحرير فهو مخصص للمطالبة بالحرية والعدالة، والجبهة ستشارك فى أى اعتصام ينادى به الإسلاميون فى شهر رمضان».
وقال الدكتور محمد يسرى، المتحدث الرسمى باسم حزب النور: «إننا ضد الاعتصام والتظاهر فى شهر رمضان، وسنقيم الصلاة فى المساجد حتى لا تتوقف حركة المرور واحتراما لهذا الشهر، ونطالب المعتصمين أنفسهم بأن يتركوا الميدان، فليس من المعقول أن ندعو للصلاة بالميدان».
من جانبه، قرر ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى وممثلون لأحزاب الكرامة والتجمع والجبهة الحرة للتغيير السلمى والمصريين الأحرار وعدد آخر من القوى السياسية، بدء تنظيم فعاليات متنوعة خلال شهر رمضان للضغط من أجل تحقيق باقى أهداف الثورة.
ومن بين هذه الفعاليات إقامة خيمة الثورة الرمضانية اليومية تنظم فيها أمسيات تثقيفية وتضامنية لدعم حقوق أهالى وأسر الشهداء، بالإضافة إلى تنظيم فعالية أسبوعية بهدف ما سمته القوى السياسية «فضح الضباط المتهمين بقتل الثوار فى مناطق سكنهم وأمام أقسام الشرطة التى يعملون بها» فى حملة تحت عنوان «هنجيبهم».
وقرروا تشكيل جبهة قومية من المحامين المتطوعين لمساندة أهالى الشهداء فى قضايا ذويهم، والبدء فى حملة أكثر تنظيماً وفعالية لحصر المدنيين المحاكمين عسكريا، للتنسيق مع أسرهم لتنظيم فعاليات للضغط من أجل الإفراج عنهم ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين بشكل نهائى، وإعادة محاكمة من تمت محاكمتهم أمام القضاء العسكرى أمام قاضيه الطبيعى.
وقالوا إن كل القوى السياسية والحركات الشبابية والأحزاب تؤكد أن الثورة مستمرة، ولا تهاون فى القصاص العادل من قتلة الثوار وتحقيق باقى أهداف الثورة.
وقال محمد القصاص، عضو ائتلاف شباب الثورة، عضو حزب التيار المصرى، إن تعليق الاعتصام جاء بعد الحصول على مكتسبات عديدة، منها تفريغ ٢٣ دائرة لمحاكمة قتلة المتظاهرين ورؤوس الفساد، بالإضافة إلى تطهير المؤسسات من القيادات الفاسدة وقرار المجلس العسكرى صرف تعويضات لأسر الشهداء والمصابين وحركة تغيير المحافظين والمحاكمات العلنية لرموز النظام السابق.
وقرر أكثر من ٢٦ حركة وائتلافاً وحزباً سياسياً تعليق الاعتصام فى ميدان التحرير، بشكل مؤقت طيلة شهر رمضان، والتأكيد على العودة مرة أخرى عقب عيد الفطر المبارك، للاعتصام السلمى بالميدان، لحين تحقيق جميع أهداف الثورة.
وأكدوا فى بيان، أمس، أن هذا الاعتصام استطاع أن ينتزع عدداً مهماً من المكتسبات التى دفعت الثورة المصرية خطوة للأمام، على طريق استكمال مشوارها وتحقيق باقى أهدافها، وأيضاً قدرة جماهير الثورة على العودة فى أى وقت للميدان والاعتصام بداخله، بالإضافة إلى علنية محاكمات رموز النظام السابق وقتلة الشهداء، وتفريغ دوائر محددة لمحاكمة قتلة الثوار وتقصير مدة المحاكمات، بالإضافة لعدد آخر من المكتسبات.
وأكد البيان أن جميع المطالب والأهداف التى اعتصموا من أجلها، لم تتحقق فعليا لكن إيماناً منهم بأن الاعتصام وسيلة وليس غاية لن يتوقف مع دخول شهر رمضان الكريم حرصا على استمرار روح الثورة بين جموع الشعب المصرى، الذى لن يستطيع أحد تفريقه عن أهدافه فى استكمال مشوار الثورة مهما كلف ذلك من تضحيات. على حد قول البيان.
وقال عزب مصطفى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين: «الحزب لم يتخذ قرارا بتنظيم أى فعاليات فى ميدان التحرير فى شهر رمضان، ونحن نريد استقرار البلد، وعمل مليونيات ضد البطالة، وعندما يكون هناك تباطؤ فى القرارات من قبل الحكومة سننزل إلى التحرير».
وأضاف: «فعالياتنا ستكون فى الشارع لأن الناس تحتاج ذلك، ولدينا خدمات ومشروعات صغيرة وتدريب للخريجين، وستكون هناك جولات انتخابية للتعريف بمرشحى الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة».
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com