اعتبرت وسائل الإعلام الغربى تدفق مئات الآلاف من الإسلاميين فى مصر إلى ميدان التحرير، فى مليونية «لم الشمل»، أمس الأول، التى وصفتها بـ«أكبر مظاهرة إسلامية فى تاريخ مصر» - استعراضا للقوة وإظهاراً لمدى قدرتهم على التنظيم، لافتة إلى أن المليونية أظهرت بوادر انقسامات عميقة ومؤشرات متزايدة على الاستقطاب.
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن شكل مصر بعد ٦ أشهر من الثورة لا يزال غير واضح، معتبرة أن الإسلاميين أفضل قوى سياسية تنظيما فى مصر، واصفة استعراضهم للقوة بأنه بمثابة ضربة قوية للقوى العلمانية التى ساعدت على بدء الثورة لكنها غير مؤثرة إلى حد كبير وغير مستعدة على الإطلاق للانتخابات المقبلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشعار الرسمى فى مليونية «لم الشمل» كان «إسلامية.. إسلامية، لا علمانية ولا ليبرالية»، مضيفة أن عدد الإسلاميين الذين شاركوا فيها خاصة السلفيين، يمثل الإعلان الأكثر حسماً على أنهم سيمثلون قوة هائلة فى الحياة السياسية المصرية، لأنهم فى حالة صعود مستمر منذ الثورة، مما وتر النشطاء العلمانيين والليبراليين، وفرض تحديات جديدة أمام الإخوان.
قالت صحيفة و«اشنطن بوست»، إن المليونية شابها الكثير من الانقسامات بين مختلف التيارات، مشيرة إلى أن المظاهرة التى كان من المفترض أن تسلط الضوء على الوحدة المصرية كشفت عن انقسامات عميقة، حيث حول الإسلاميون جمعة وحدة الصف إلى الاختيار بين الدولة الدينية والمدنية.
وقالت الصحيفة إن الإسلاميين قاطعوا العديد من التظاهرات الماضية إلا أنهم خرجوا، أمس الأول، ضد المبادئ فوق الدستورية.
ووصفت مجلة «تايم» الأمريكية المشهد فى التحرير بـ«المخيف»، مشيرة إلى أن الميدان يجب أن يظل مكاناً مقدساً، ولابد أن يبقى مكاناً للوحدة الوطنية.
ورأت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية أن السلفيين تصدروا المشهد فى الميدان، مشيرة إلى أنها المليونية الأولى ذات الطابع الدينى فى مصر، والأكبر منذ تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك، وهو ما كشف عن الأداء القوى للإسلاميين وقدراتهم التنظيمية القوية، الأمر الذى سيساعدهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، الأمريكية، إن مليونية «لم الشمل» كشفت عن تضارب الرؤى بين المصريين، فى مشهد صارخ ينذر بصراعات خلال الأشهر المقبلة على مدى تأثير الشريعة الإسلامية على دستور البلاد الجديد.
وأضافت الصحيفة أن المليونية أكدت قوة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية الأخرى، مشيرة إلى أن اختلاف الأهداف يكشف عن المخاطر التى تواجهها مصر بعد الإطاحة بمبارك، معتبرة أن الدراما التى تشهدها مصر الآن هى الصراع بين الجماعات المؤيدة للديمقراطية والتيارات الإسلامية التى تسعى للاستفادة من حركات التمرد التى تجتاح المنطقة.
قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن إسلاميى مصر يسعون لنفوذ أكبر فى مصر الجديدة، وأنهم نزلوا إلى ميدان التحرير فى أكبر مظاهرة إسلامية فى تاريخ مصر، أظهرت الوحدة السياسية بين الجماعات الإسلامية وتحدى الجهود التى تحد من نفوذهم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com