يؤمن المسيحيون بأربعة أناجيل هى الإنجيل حسب ما كتبه «متى» والإنجيل حسب ما كتبه «مرقس» والإنجيل حسب ما كتبه «لوقا» والإنجيل حسب ما كتبه «يوحنا» والأربعة يقدمون تاريخًا واحدًا كاملا لحياة السيد المسيح موصوفة من أربع جهات متنوعة هى لذات الشخص من خلال خصوصية كل كاتب فهناك المسيح الملك حسب متى والقادر حسب مرقس وابن الإنسان حسب لوقا وابن الله حسب يوحنا.
وعلى مدار الزمن تساءل الكثير من المسيحيين عن إمكانية دمج الأناجيل الأربعة فى إنجيل واحد وكانت المفاجأة الكبرى أن نجد بالفعل محاولة لعملية الدمج هذه تمت فى القرن الثانى بعد ميلاد المسيح فيما يعرف بكتاب «الدياطسرون» - كلمة يونانية تعنى الرباعى - وهو الإنجيل الذى جمعه رجل يدعى «طيطانوس» وهو رجل آشورى عاش فيما بين النهرين على مقربة من نهر دجلة بالعراق، وكان تلميذًا للعلامة «يوستينوس» وقد وجد فى موطنه كثيرون من المسيحيين كانوا أولاً من عبدة الشمس وقد تعلموا المسيحية من الدعاة الذين نزحوا من فلسطين وكانوا يتكلمون اللغة السريانية ولكى يقدم طيطانوس لهم العون كتب لهم هذا الكتاب باللغة السريانية ولم يضمنه كلمة واحدة من تصنيفه ولكنه اتخذ الأناجيل الأربعة التى سجلت قصة السيد المسيح وجمعها فى إنجيل واحد.
وجاء فى تقديم النسخة التى عثرت عليها عند أحد بائعة الكتب القديمة بوسط القاهرة وهى صادرة عن جمعية نشر المعارف المسيحية بولاق «مصر» والقدس وبدون تاريخ للطباعة. إن المسيحيين الشرقيين الناطقين بالسريانية قد أحبوا هذا السفر، وخاصة فى العراق وسوريا ولكن أحد الأساقفة - فى القرن الخامس الميلادى - منع قراءته وأكد على أهمية قراءة الأناجيل الأربعة منفصلة، ومع ذلك فقد ظل «رباعى» طيطانوس منتشرا ومحببا لدى الشعوب، وتؤكد المقدمة على أن كل المخطوطات التى عثر عليها من هذا الكتاب وجدت فى «مصر»، ومنها اثنتان نقلتا إلى مكتبة الفاتيكان ونسخة فى بيروت وأخرى فى المكتبة البطريركية القبطية بالقاهرة وتقول إحدى المخطوطتين المحفوظتين بالفاتيكان إن الترجمة العربية قام بها العلامة الطبيب «أبوالفرج عبدالله بن الطبيب المتوفى عام 1076» وكان أستاذا محاضرا فى مستشفى العدودية ببغداد وقد جاء فى كتاب «عيون الأنباء فى طبقات الأطباء» لابن أبى أوسيبيه أن أبوالفرج طبيب مشهور، كتب أكثر من 40 مؤلفاً فى فلسفة أرسطو وأطباء اليونان وعن ترجمته قدمت هذه النسخة العربية.
آراء الكنائس
قبل أن نقدم نموذجًا من هذا الكتاب الفريد استطلعنا آراء بعض رجال الدين المسيحى حول فكرة دمج الأناجيل - وللأمانة فقد اتصلنا بعدد من الكهنة الأرثوذكس والإنجليين وأعلنوا أنه ليس لديهم أى خلفية حول هذا الكتاب والبعض أنكر وجوده!!
الكاردينال
فى البداية قال الكاردينال أنطونيوس نجيب بطريرك الأقباط الكاثوليك إن الدياطسرون كتاب دراسى بالأساس وهو عمل يهم الباحثين بالدرجة الأولى ولا يمكن أن يكون بديلا للأناجيل الأربعة.
وأكد الأب رفيق جريش راعى كنيسة القديس كيرلس للروم الكاثوليك نفس المعنى من كون العمل هو عمل بحثى بالأساس، وأضاف: الأربعة أناجيل هى إنجيل واحد فى أربع روايات وكل رواية يكتبها صاحبها بوحى ولكن بأسلوب يناسب البيئة التى كتب لها، ويمكن اعتبار كتاب الأناجيل أربعة فنانين تشكيليين كل واحد منهم قدم لوحة لحياة السيد المسيح ولذلك لا نستطيع دمج الأناجيل فى إنجيل واحد.
ليس ممنوعا
القمص عبدالمسيح بسيط أبوالخير أستاذ اللاهوت الدفاعى بالكلية الإكليريكية وراعى كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد قال: الكتاب عمل توافقى فى صيغة كتاب واحد ليكون مرشدا لقراءة الأناجيل ويمكن اعتباره نوعا من الأبحاث التى أجريت على الأناجيل، وأكد القمص بسيط أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تمانع فى تداول هذا الكتاب وأضاف أنه سوف ينشر دراسة وترجمة حديثة لـ«الرباعى» قريبا فى كتاب.
وأضاف قائلاً إنه لا يصلح أبداً أن يكون بديلاً للأناجيل المقدسة.
وهو الأمر الذى أكد عليه أيضاً القس رفعت فكرى راعى الكنيسة الإنجيلية بأرض شريف بشبرا، حيث قال: هذا العمل لم يكتبه أحد تلاميذ المسيح، كما أنه لا يصلح أبداً للصلاة، فالأناجيل الأربعة لا تستخدم للقراءة فقط بل للصلاة أيضاً.
النص
يبدأ الكتاب بمقدمة توضيحية جاء فيها «نبتدئ بمعونة الله تعالى بكتابة الإنجيل الطاهر والبستان الزاهر المدعو «دياطسرون» وتفسير هذه اللفظة «الرباعى» وهو الذى جمعه طيطانوس اليونانى من المبشرين الأربعة متى المصطفى وعلامته «م» ومرقس المجتبى وعلامته «ر» ولوقا المرتضى وعلامته «ق» ويوحنا الحبيب وعلامته «ح» ونقله من السريانى إلى العربى القس الفاضل العالم أبوالفرج عبدالله بن الطبيب، ويقع فى «55» إصحاحا أى فصلا وطريقته هى وضع آيات من مرقس «مر» بجوار متى «مت» بجوار لوقا «لو» بجوار يوحنا «يو» وذلك باختلاف من إصحاح إلى آخر، ونقدم من هذا العمل النادر نص الإصحاح الخامس والعشرين والذى يبدأ بأية من إنجيل لوقا تتبعها آية من إنجيل مرقس ثم متى.
الإصحاح الخامس والعشرون
وفى ذلك اليوم، «لو9:46» - أى إنجيل لوقا - اعترض هذا الرأى لتلاميذه، وقالوا: أترى من العظيم فيهم. «مر 9:33» - مرقس - فلما جاءوا إلى كفر ناحوم، ودخلوا إلى البيت، قال لهم يسوع: «بماذا كنتم تفكرون فى الطريق بينكم؟» «34» وهم سكتوا لأنهم فكروا فى ذلك. ولما خرج شمعون إلى خارج «مت17:24» - متى - دنا أولئك الذين يأخذون درهمين درهمين عن الجزية إلى الصفا وقالوا له: «أعظيمكم لا يعطى درهميه؟» «25» قال: «بلى» فلما دخل الصفا البيت بادره يسوع وقال له: «ماذا ترى ياشمعون، ملوك الأرض ممن يأخذون المكس والجزية، من أبنائهم أو من الغرباء؟» «26» قال له شمعون: «من الغرباء» قال له يسوع: «فالأولاد إذن هم أحرار» قال له شمعون: «نعم» قال له يسوع: «أعطهم أنت أيضاً كالغريب «27» ولئلا يعنتهم أمض إلى البحر وألق الشص، فأول سمكة تصعد افتح فاها، تصب إستاراً فخذ ذلك، وأعط عنى وعنك».
«مت18:1» وفى تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع وقالوا له: «من ترى أعظم فى ملكوت السماء؟» «لو9:47» ويسوع عرف فكر قلبهم، «مت 18:3» ودعا «مر 9:36» صبياً واحداً، وأقامه فى الوسط، وأخذه على ذراعيه، وقال لهم: «مت 18:3» «الحق أقول لكم، إن لم تعودوا فتصيروا كالصبيان، لا تدخلوا ملكوت السماء، «4» من يذل الآن نفسه كهذا الصبى هو يكون عظيماً فى ملكوت السماء».
«لو9:48» «كل من يقبل باسمى مثل هذا الصبى، فلى قد قبل «مر9:37» ومن قبلنى، فليس لى يقبل، لكن لمرسلى «لو 9:48» والذى هو صغير فى جماعتكم، هذا يكون عظيماً «مت18:6» كل من يؤذى واحداً من هؤلاء الصغار الذين يؤمنون بى، فالأصلح له كان أن يكون فى عنقه رحاء حمار معلقة ومغرقاً فى أعماق البحر.
«لو9:49» أجاب يوحنا وقال: «ياعظيمنا، رأينا إنساناً يخرج الشياطين باسمك ومنعناه، لأنه لم يتبعك معنا» «مر9:39» قال لهم يسوع: «لا تمنعوه، فليس إنسان يصنع قوى باسمى، ويمكن أن يتسرع إلى أن يقول سوءاً علىَّ «لو9:50» كل من ليس هو على مخالفتكم فهو معكم «مت18:7» ويل للعالم من الفتن لكن الويل للرجل الذى بيده تأتى الفتن. «8» إن أذتك يدك أو رجلك، فاقطعها وألقها عنك فالأجود لك أن تدخل الحياة، وأنت أعرج أو أشل، ولا أن يكون لك يدان أو رجلان وتقع فى «مت18:9» جهنم النار المتوقدة إلى الأبد. «9:44» بحيث دودهم لا يموت، ونارهم لا تطفأ «مت18:9» فإن فتنتك عينك، افقها وألقها عنك. «مر9:47» فالأصلح لك أن تدخل ملكوت الله بعين واحدة من أن يكون لك عينان، وتقع فى نار جهنم، «48» حيث دودهم لا يموت ونارهم لا تطفأ».
«49» «كل بالنار يملح، وكل ذبيحة بالملح تملح. «50» ما أحسن الملح! «لو14:34» فإن تتفه الملح أيضاً، فبماذا يملح «35» لا للأرض ولا للزبل يصلح، بل يلقونها خارجاً، من له أذنان ليسمع، فليسمع. «مر9:50» ليكن فيكم ملح، وبالسلام فليكن الواحد مع الآخر». «مر10:1» وقام من هناك وأتى تخوم يهوذا إلى عبر الأردن، ومضى إليه إلى ثم جموع كثيرة، فشفاهم وكان يعلمهم أيضاً على عادته. «2» وتقدم إليه المعتزلة «الفريسين» يجربونه، ويسألونه: أمطلق للرجل أن يخلِّى زوجته؟» «3» قال: «ماذا أوصاكم موسى؟» «4» قالوا: «موسى أطلق لنا أن من يؤثر فليكتب كتاب الطلاق ويخلِّى زوجته».
«5» أجاب يسوع وقال لهم: «مت19:4» «ألم تقرأوا: ذلك الذى فعل من الابتداء، فإنه صنعهم ذكراً وأنثى؟» «5» وقال: «من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويوصل زوجته، ويكونان كلاهما جسداً واحداً». «6» فإذاً ليس هما اثنين بل جسد واحد، فالشىء الذى أزوجه الله، لا يفرقه الإنسان». «7» فقال له أولئك المعتزلة: «لماذا موسى وصى أن يعطى كتاب الطلاق ويخليها؟» «8» قال لهم يسوع: «موسى، لقساوة قلوبكم، أذن لكم فى طلاق نسائكم، وفى البدء ليس هكذا كان. «9» أقول لكم: «إن من يترك امرأته - من غير فجور - ويتزوج أخرى، فقد عرضها للفجور».
«مر 10:10» وسأله أيضاً تلاميذه، لما دخل البيت، عن ذلك. «11» فقال لهم: «كل من يخلى زوجته، ويتزوج أخرى، فقد عرضها للفجور «12» وأى امرأة تفارق زوجها وتصير لآخر، فقد فجرت «مت19:9» ومن يتزوج مطلقة فقد فجر». «10» فقال له تلاميذه: «إن كان بين الرجل والمرأة مثل هذه الملامة، فليس من الجيد للإنسان أن يتزوج». «11» قال لهم: «ليس كل إنسان يحتمل هذه الكلمة، إلا من وهب له. «12» يوجد مؤمنون من بطون أمهم ولدوا هكذا ويوجد مؤمنون من الناس صاروا مؤمنين، ويوجد مؤمنون جعلوا هم نفوسهم مؤمنين، من أجل ملكوت السماء، من قدر أن يقنع، فليقنع».
«13» حينئذ أدنوا إليه ولداناً، ليضع يده عليهم ويصلى «مر10:13» وكان تلاميذه يزجرون الذين كانوا يقدمونهم «14» فأبصر يسوع، وصعب ذلك عليه فقال لهم: «اتركوا الصبيان يأتون إلى، ولا تمنعوهم، فالذين هم كهؤلاء لهم ملكوت الله.
«15» الحق أقول لكم من لم يقبل ملكوت الله كهذا الصبى، لا يدخلها. «16» وأخذهم على ذراعيه، ووضع يده عليهم وبركهم.
نموذج آخر: ننشر نص الفصل الأخير من هذا الدمج ويبدأ من متى ثم مرقس ثم لوقا وأخيراً يوحنا.
الاصحاح الخامس والخمسون
«مت 28:16» والتلاميذ الأحد عشر مضوا إلى الجليل، إلى الجبل، بحيث وعدهم يسوع. «17» ولما أبصروه، سجدوا له، ومنهم من تشكك «مر16:14» ولما جلسوا ثم، ترآءى لهم أيضاً، وعير نقصان إيمانهم، وقساوة قلوبهم، لأنهم لأولئك الذين أبصروه وقد قام ولم يؤمنوا.
حينئذ «مت28:18» قال لهم يسوع: «أعطيت كل سلطان فى السماء وعلى الأرض. «يو20:21» كما أرسلنى أبى هكذا أنا أيضاً أرسلكم. «مر16:15» أمضوا الآن إلى جميع العالم، ونادوا ببشارتى فى كل الخليقة. «مت 28:19» وتلمذوا جميع الشعوب، وعمَّدوهم باسم الآب والابن وروح القدس. «20» وعلموهم أن يحفظوا جميع ما وصيتكم، وها أنا معكم جميع الأيام إلى انقضاء العالم. آمين».
«مر16:16» «فمن يؤمن ويعتمد، يحيا، ومن لا يؤمن، تُخيَّب. «17» والعلامات التى تلزم المؤمنين بى هى هذه: أن يخرجوا الشياطين باسمى، وينطقون بألسن جدد. «18» ويأخذون الحيَّات، وإن شربوا سم الموت، لا يؤذيهم، ويضعون أيديهم على المرضى ويشفون. «لو24:49» وأنتم فاثبتوا فى مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من العلاء.
«مر16:19» وسيدنا، من بعد ما خاطبهم»، «لو24:50» أخرجهم إلى بيت عنيا، ورفع يديه وبركهم. «51» وبينما هو يباركهم، انفصل عنهم وصعد إلى السماء، «مر16:19» وجلس عن يمين الله، «لو24:52» وهم سجدوا له، وعادوا إلى أورشليم بمسرة عظيمة. «53» وفى كل وقت كانوا فى الهيكل، يسبحون ويبركون الله. آمين.
ومن ثم «مر16:20» خرجوا ونادوا فى كل موضع، وسيدنا كان يعينهم، ويحقق أقاويلهم بالآيات التى كانوا يصنعون. «يو21:25» وهاهنا أيضاً أشياء أخر كثيرة، صنعها يسوع التى لو كتب واحد واحد منها، ولا العالم، بحسب ظنى، كان يسع الكتب المكتوبة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com