دوران شبرا" مسلسل يتحدَّث عن العلاقة بين المسلمين والأقباط، في قالبٍ اجتماعيٍّ ملامس للواقع، وبعيد عن المبالغة، ومن المتوقَّع أنّْ يصل إلى 30 حلقةً بعد أنّْ قرَّر مخرجه خالد الحجر إضافة 15 حلقة.
القاهرة: في منزل بمنطقة دوران شبرا الشعبية، وتحديدًا في المنزل رقم 3 الذي تسكنه اسرتين، أحدهما مسلمة والأخرى قبطية، تدور احداث مسلسل "دوران شبرا" الذي سيتم عرضه خلال رمضان المقبل، وتم تصويره داخل ديكور للحارة الشعبية في ستوديو مصر، واستويدهات مدينة الإنتاج الإعلامي، إضافة الى التصوير الخارجي في عدد من مناطق القاهرة.
تبدأ أحداث المسلسل بوفاة "عزيز" الذي يقوم بدوره الفنان، سامي العدل، ضيف شرف المسلسل وزوج السيدة القبطية "لولا"، التي تقوم بدورها الفنانة، دلال عبد العزيز، فيما يصاب نجلها "أشرف" الذي يقوم بدروه الفنان الشاب، أحمد عزمي، فتساعدهم جارتهم "بثينة" التي تقوم بدورها الفنانة، عفاف شعيب، ويقف أبناؤها الى جوارهم لمساندتهم في تجاوز محنتهم، لتنطلق الأحداث التي تشهد العديد من التطورات الدرامية المثيرة على مدار 30 حلقة.
"دوران شبرا" واجه سلسلة من الاعتذارات قبل بداية تصويره، وكان من بين المرشحات للمشاركة الفنانة الشابة روبي، والفنانة سوسن بدر، ليتم في النهاية الاستقرار على فريق عمل يضم كل من الفنانة دلال عبد العزيز، وعفاف شعيب، وأحمد عزمي، وهيثم زكي، وحورية فرغلي، وضيف شرف المسلسل الفنان سامي العدل، المسلسل من تأليف عمرو الدالي وإخراج خالد الحجر وإنتاج شركة "أفلام مصر العالمية"، بالتعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية BBC في أول تجاربها في مجال الدراما.
من المواقف الصعبة التي عاشتها أسرة المسلسل، تعرض عدد من البلطجية لهم خلال قيامهم بتصوير عدد من المشاهد الخارجية بعد الثورة، مستغلين حالة الإنفلات الأمني لمحاولة سرقة معدات التصوير والاستيلاء على متعلقات فريق العمل، إلا أنهم تمكنوا بمساعدة اهالي المنطقة التي كانوا يقومون بالتصوير فيها ورجال الشرطة العسكرية من ضبطهم، أيضًا أصيب الفنان الشاب هيثم أحمد زكي بحالة تسمم في موقع التصوير بسبب تناوله طعامًا فاسدًا، فيما اضطر المخرج خالد الحجر الى استبدال مواعيد تصوير الفنان الشاب أحمد عزمي بسبب كسر في قدمه استلزم منه الراحة لمدة اسبوع في المنزل.
وعلى الرغم من ان فكرة المسلسل تم الانتهاء منها منذ عام تقريبًا، وتم البدء في تنفيذها نهاية العام الماضي قبل أحداث الفتن الطائفية التي شهدتها مصر أخيرًا، إلا أنه يتناول هذه الاحداث ويطرحها ضمن الأحداث.
المسلسل تم تصويره بطريقة تصوير سينمائية من خلال مدير التصوير الإنكليزي، نيك ساندروس، الذي قام باستخدام كاميراتان من نوع red لتصوير كافة أحداث المسلسل.
وقالت الفنانة عفاف شعيب انها تقوم بدور "بثينة"، وهي سيدة تواجه العديد من المشاكل في حياتها مع أولادها، الذين لا يقدرون تضحيتها من أجلهم بعد وفاة والدهم، وإخلاصها لتربيتهم، إلا أن كلاًّ منهم يهدف الى تحقيق مصلحته الخاصة حتى لو على حساب والدته، مما يضطرها الى الهروب منهم الى الشارع، فتقوم جارتها "لولا" بالبحث عنها بمساعدة نجلها حتى تعثر عليها بعد ثلاثة أيام لتدعوها للإقامة معها في المنزل.
وأشارت الى انها وافقت على المسلسل بعد عرضه عليها لإعجابها بالسيناريو الذي كتبه المؤلف عمرو الدالي، لافتة الى انها رأت ان المسلسل يعبر بمصداقية عن طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط في مصر، والتي يحاول البعض دس الفتنة بينهم بين الحين والاخر من أجل الإيقاع بينهم.
الفنان الشاب أحمد عزمي الذي يجسد شخصية الشاب القبطي "أشرف"، أكد ان المسلسل بعيد تمامًا عن المبالغة في تناول العلاقة بين المسلمين والأقباط، لافتًا الى ان ما يتم تناوله في المسلسل وقعت بعض الأحداث المشابهة له خلاله مرحلة التصوير وهو ما يؤكد على واقعية العمل.
وأشار الى ان تكراره لشخصية الشاب القبطي بعد فيلمه "الوعد" لا يزعجه لانه ممثل، ومن ثم يجب ان يقدم كل الأدوار الجيدة التي يراها مناسبة له، موضحًا ان تفاصيل الشخصية في "دروان شبرا" تختلف تمامًا عن "الوعد" لأنه في شبرا يجسد دور شاب قبطي عادي من أسرة متوسطة.
وأشاد عزمي بالمخرج خالد الحجر وقيامه بتوجيه الممثلين خلال التحضير للعمل والتصوير، مشيرًا الى انه اعتمد عليه في كافة تفاصيل الشخصية واستجاب لتعليماته لانه مخرج محترف يستطيع تطويع أدواته الفنية من أجل تقديم عمل جيد.
أما الفنانة الشابة نرمين ماهر فتجسد دور فتاة قبطية من اسرة متوسطة تضطرها الظروف للانتقال الى منطقة شبرا بسبب تعرضها لأزمة مالية، فتنشأ بينها وبين أشرف قصة حب، إلا أن هذه القصة تواجه العديد من المشاكل بسبب ظروفهما الأسرية، فيما يجسد هيثم زكي شخصية شاب يدعى "ناصر" وهو شخص مطلوب من قبل أجهزة الأمن بسبب نشطاته الإجرامية، إلا أن الشرطة تواجه مشكلة في القبض عليه بسبب الخوف والرعب الذي يبثه في قلوب الأهالي مما يحول بينهم وبين الإبلاغ عنه.
من جهته، قال السيناريست عمرو الدالي ان أحداث المسلسل استمدها من الواقع حيث كان يعيش في منطقة شبرا، ويعرف طبيعة العلاقة بين المسلمين والأقباط فيها، خصوصًا وان هذه المنطقة تعتبر من المناطق ذات الأغلبية القبطية في القاهرة، لافتًا الى ان العلاقة الاجتماعية والإنسانية بين المسلمين والأقباط في هذه المنطقة تتميز بالود والمحبة الشديدة.
وعن سبب تغيير اسم المسلسل أكثر من مرة، قال الدالي ان هذا الامر يحدث في الكثير من الأعمال الدرامية، مشيرا الى انه وجد اسم "دوران شبرا" أكثر مناسبة للعمل ولأحداثه التي تدور في نفس المنطقة.
فيما أكد المخرج خالد الحجر ان الجمهور عندما يشاهد المسلسل سيستعيد تلقائيًا الاحداث التي عشناها أخيرًا في أحداث كنيسة القديسين، واحداث إمبابة الأخيرة، لافتًا الى ان المسلسل يأتي راصدًا للواقع بصورة قد تصدم البعض من مصداقيتها وواقعيتها.
وأشار الى ان أحداث المسلسل لم يجري عليها أي تعديل، مشيرا الى ان التعديل الوحيد كان في مشاهد نهاية المسلسل، والذي ينطلق بمظاهرات بين المسلمين والأقباط تخرج من منطقة شبرا تدعو الى اسقاط النظام.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com