بقلم / مرثا فرنسيس
خلق الله آدم منذ البدء وخلق له زوجة واحدة هي حواء لتكون معينة نظيره وكلمة معينة في الأصل العبري هي( عازر) ومعناها أقدر وليس أقل
أوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما ، وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم امراة وأحضرها إالى آدم( تكوين 2 :21 ،
22) ولو أراد الله لادم ان يتزوج عدة نساء لكان بالأولى خلق له من البدء اكثر من واحدة ، حيث كان العالم لهما وحدهما، وبكل تأكيد لم يكن صعبا على الله ان يخلقهما معا في نفس اللحظة ولانستطيع ان نقول ان الله خلق آدم اولا لأنه الأهم والا سنعتبر الحيوانات التى خلقت قبل الإنسان اهم منه ، ولكن ماقاله آدم كان تعبيرا دقيقا عما اراده الله، فتكون هي لحم من لحمه وعظم من عظامه فيكون ارتباطه بها ابدي حبا واخلاصا وقربا .لم يخلقها الله من ضلع أعوج ولكن من ضلعه القريب من قلبه ليحبها ويحميها.وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء ، وجه الله الكلام لآدم وحواء معا ليعملا معا وايضا يكثروا ويملأوا الأرض.
وأحب آدم حواء حتى انه اصبح اول شاعر يعبر عن حبه لزوجته فقال ( هذه الآن عظم من عظمي ولحم من لحمي ، هذه تدعى إمراة لأنها من إمرء أخذت( تكوين 2 :23 )
وتقديسا لهذه العلاقة قال الله ( لهذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكونان جسدا واحدا( تكوين2 :24 )وذكرها السيد المسيح في (متى 19 :5) و(مرقس 10 :7) ويقصد بترك أباه وامه اي استقلاله عنهما مكانيا وليس اهمالهما ,فالله نفسه هو الذي قال أكرم أباك وامك لكي تطول ايامك على الأرض التى يعطيها لك الرب الهك( خروج 20 : 12 والله لايناقض نفسه
الزواج كما أسسه الله هو شركة مقدسة بين رجل واحد وامراة واحدة بينهما حب واحترام وتقدير ولكل منهما دوره الذي يكمل به الآخر وليس فقط مجردرجل وامرأة بل انسان وانسان بكل مافي هذه الكلمة من معانى الرحمة والتفاهم وهذه العلاقة تستمر مدى الحياة كما في ( 1كورنثوس 7 :10 ، 11 )
وكسر الإنسان شريعة الله في الزواج بامرأة واحدة وذكر بالتوراة امثلة لأناس تزوجوا بأكثر من امراة ولكنها ليست وصية الله ولم يوافق عليها او يأمر بها بل هو خطأ الإنسان الذي كسر هذه الوصية كما كسر باقي الوصايا. و كان لامك ابو نوح هو اول من كسر هذه الوصية وتزوج بامرأتان.
أراد المسيح للإنسان ان يعود لشريعة الله في الزواج بامراة واحدة فقط لكل العمر
و بينما كان المسيح يعلم عن الزواج قائلا ( يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الأثنان جسدا واحدا ، إذا ليسا بعد اثنين بل جسد واحد فالذي جمعه الله لايفرقه إنسان (متى 19 : 5 ، 6) حينئذ سأله الفريسيون (فلماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق؟ )
أجابهم المسيح أن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم ، ولكن من البدء لم يكن هكذا ، واقول لكم إن من طلق امراته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزني والذي يتزوج بمطلقة يزني( متى 19 : 5-9
فقساوة القلب تغذي الأنانية وتؤدي الى الطلاق ولذلك قال الله (فاحذروا لروحكم ،ولايغدر أحد بإمراة شبابه لأنه يكره الطلاق ( ملاخي2 :15 ،16 )
وكانت شريعة موسى تهدف الى الحد من الطلاق العشوائي فأمرت أن بعطى الرجل زوجته كتاب طلاق وهذا يستغرق بعض الوقت الذي كثيرا مايجعل الزوجان يراجعان هذ القرار وكثيرا ماتهدأ الخلافات بينهما في خلال هذه المدة لطول وقت الإجراءات غالبا مايتراجعا عن قرار الطلاق .
وإذا حدث طلاق لسبب آخر غير الزنا يكون الطلاق امام الله باطلا ويكون الزواج امام الله قائما، فالزواج ليس مجرد عقد ولكنه عهد بين رجل وامراة يستمر مدى الحياة ويعمل الزوجان على رعاية هذه العلاقة وعلى تنميتها ويعطي كل منهما للآخر حب واحترام وشراكة قبل ان يأخذ منه و علم الكتاب المقدس عن هذا الحب والخضوع فقال بولس الرسول :خاضعين بعضكم لبعض في خوف الله ( افسس 5 :21 )
فالخضوع بين الزوج والزوجة ليس ضعفا بل هو محبة وسباق في العطاء والإتفاق والإتحاد على رأي واحد لصالح الأسرة (وتعبر كلمة الخضوع عن الحب )
أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها( أفسس 5 :25 ) وعندما يستطيع الرجل ان يحب زوجته إلى هذا الحد (يكون مستعدا لأن يضحي بنفسه لأجلها ) وتستطيع الزوجة ان تحب زوجها وتعينه وتقف بجانبه ( أيها النساء اخضعن لأزواجكن كما للرب افسس 5 :22 ) والخضوع كما للرب ليس خنوعا ولا إلغاء لشخصيتها ،عندها سيتحقق الهدف من الزواج وتكون العلاقة متبادلة، وأما انتم الأفراد ، فليحب كل واحد امراته هكذا كنفسه ، وأما المراة فلتهب رجلها (أفسس 5 :33 )
العلاقة الزوجية القائمة على الحب والتفاهم لاتنمو وتتوطد من تلقاء نفسها ولكنها كالطفل الذي يحتاج رعاية وعطاء ومجهود حتى تزداد نضجا
ويقول الرسول بطرس كذلكم ايها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنة مع الإناء النسائي كالأضعف ( وفي الترجمة الأصلية كالأرق ) معطين اياهن كرامة ، كالوارثات ايضا معكم نعمة الحياة ، لكي لاتعاق صلواتكم
الحب كما علمه المسيح هو العطاء وهو مبدأ عام لمن يتبع المسيح وفي الزواج
من يحب أكثر هو من يعطي أكثر والعطاء يكون بتواضع وكما يقول الرسول بولس حاسبين بعضكم البعض افضل من انفسهم ( وفي الترجمة الأصلية أهم من انفسهم )
الجنس جانب هام في الزواج ولكنه ليس المعنى الوحيد للزواج ، فالعلاقة حب وصداقة ومودة ومشاركة ورحمة وتعاطف، والجنس هو طريقة للتعبير عن الحب وليس فقط هدف للإنجاب ،لذلك تدوم العشرة لأنها مبنية على حب واتحاد وليس على الشهوة
المسيح مشرع شريعة الكمال فالزوج يهتم ويعتني بزوجته في الصحة والمرض وهي ايضا تهتم به وتسانده في الفقر والغنى ويحتملا معا ظروف الحياة بحلوها ومرها .تكون هي بسمة حياته ويكون هو سعادتها ويجتهدان معا للأفضل .
شريعة الزوجة الواحدة تجعل الفتاة والشاب يتأنيان في الأختيار فهو قرار مصيري وابدي ، وايضا يعطي الأمان والراحة للزوجين فلا تكون هي مهددة بان تخرج من حياة زوجها بكلمة واحدة ينطق بها ، ولايعطي هو نفسه الحق في أن يبحث مع أول مشكلة بينهما عن زوجة أخرى
لايعنى هذا ان كل الزيجات في المسيحية تتم على اساس شريعة المسيح الراقية الرائعة بل كثيرا مايتسرع احدهما في الإختيار او يندفع بدافع الحب فقط للزواج او يتدخل الأهل في حياتهما الخاصة ، ولكن هذا ماأراده لتكوين أسر تعيش في سعادة و اطفال ينشاون في أجواء صحية نفسيا .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com