ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أرفع رأسك لفوق و افتخر فأنت سوداني جنوبي

جورج فايق | 2011-07-15 00:00:00

بقلم : جورج فايق
كان يوم 9 \ 7 \ 2011 يوما تاريخياً في تاريخ البشرية فيه أعلنت جمهورية جنوب السودان أستقلالها الرسمي عن دولة السودان العنصرية الفاشية الممارسة للأرهاب و الداعمة له في بقاع شتى من السودان و بالأخص في أقليم دارفور حيث ارتكب البشير جرائم حرب و إبادة جماعية في دارفور مما جعل المحكة الدولية تصدر قرار بأعتقال البشير لمحاكمته على جرائمه و لكن إلى الأن لم يتم القبض عليه و يتنقل بحرية بين دول لا تقل عنه وعن نظامه عنصرية
و كما عم الفرح المواطنون الجنوبيين بقيام دولتهم الوليدة فخرجوا للشوارع بأمكانيتهم البسيطة للأحتفال بأستقلالهم عن الشمال أخذين في الرقص و الغناء بشوارع جوبا عاصمة جنوب السودان
في الوقت ذاته عما الحزن و الأسى السودان الشمالية و غيرها من بعض البلدان العربية ( الحزن على الأرض و خيراتها و ليس على البشر )
وأعتراف الحكومات العربية بدولة جنوب السودان لا يمثل موقف الشعوب العربية و الإسلامية التي يميل أغلبها للتطرف فهم يروا أنه ما كان يجب السماح بأستقلال جنوب السودان و بالتأكيد سوف يخرج علينا علماء و شيوخ الإسلام بفتاوى تفرض على المسلمين القتال من أجل أسترجاع جنوب السودان فهي أرض مسلمة و يجب الحرب و الجهاد من أجل أستراددها بالرغم عن أنف شعبها الذي أختار الحرية و الأستقلال عن السودان و لذلك ربما تتحول الحدود بين شمال و جنوب سودان إلى نار مشتعلة للأثارة القلائل للدولة الجديدة و أرهابها بجيوش من المتطوعون من دول عربية و إسلامية للقيام بأعمال أرهابية أو كما يطلقون عليها جهادية داخل جنوب السودان الذي تجرأ شعبها و طلب الأنفصال عن شمال السودان للعيش بكرامة
لما أنفصل جنوب السودان عن شماله ؟
هل هي مؤامرة صليبية صهيونية كما أعتادت العقلية العربية الإسلامية بالقاء اللوم عليها في كل ما يصيبهم هل هي مؤامرة كما يتوهمون ؟ أم هناك أسباب أخرى ؟ بالتأكيد هناك اسباب كثيرة جعلت الجنوبيون يصوتون بالأجماع على الأنفصال و التي ممكن أن تكون هذه الأسباب أو غيرها
هل كان الشماليون ينظرون إلى الجنوبيين نظرة أستعلائية و يقولون عنهم أنهم كفرة مشركين عرضهم و دمهم و ممتلكاتهم حلاً لهم؟
هل كان الشماليون يحرمون الجنوبيين من المناصب المهمة في بلادهم بفتاوي عنصرية مثل ( لا و لاية لغير المسلم على المسلم) هل كانوا يشككون في وطنية الجنوبيين و يقولون لهم وجب عليكم الرحيل لأمريكا أو كندا أو العيش وفقاً لمبادئ و شريعة الشماليون ؟
هل كان الشماليون يقومون بعقاب جماعي للجنوبيين إذا قام اي جنوبي بأرتكاب اي جريمة أو مخالفة فيهبون بالسلاح لعقاب الجنوبي المخطئ و كل ما ينتمي للجنوب بحرق منازلهم و سرقتها ؟
هل كانت حكومة السودان تتخازل و تتواطئ مع اي شمالي يقوم بعمل أجرامي أو أرهابي ضد مواطنين جوبيين مما شجع الشماليون على أرتكاب جرائم كثيرة ضد الجنوبيين ؟
هل أستبدلت حكومة السودان المحاكم الطبيعية بجلسات عرفية أذا كانت الجرائم المرتكبة المتهم بها شماليون و المجني عليهم جنوبيين ليفلت الجناة بفعلتهم حتى لو كانت الجريمة المرتكبة قتل و سرقة و حرق عن عمد ؟
هل قام بعض الشماليون بحرق وهد كنائس و معابد الجنوبيين و لم تعاقبهم حكومة الشمال ؟
هل أذدرى شيوخ الشمال بعقائد الجنوبيين و مقدساتهم و سخروا منها و حرضوا اتباعهم على الجنوبيين و لم تحرك حكومة السودان ساكن و لم تقبض على الجناة أو المحرضين؟

هل قام بعض الشماليون بالتغرير بقاصرات من الجنوبيات و الزوج بهن و تغير عقائدهن مخالفين بذلك القانون و لم يعاقبوا على فعلتهم بل منع الجنوبيين من مقابلة بناتهن لتأكد أنه ليس هناك من يهددهن لفعل ذلك ؟
هل أستغل الشماليون كثرة عددهم عن الجنوبيين و مارسوا البلطجة و القمع على الجوبيين لذلهم و أهانتهم ؟
هل كانت حكومة الشمال تخرج بعد كل أحداث دامية ضد الجنوبيين بتصريحات جاهزة قبلاً بأن ما حدث ما هو الا أيادي خارجية تريد أن تعبث بوحدة الوطن و انهم سيضربون بايدي حديدية كل من يعبث بوحدتنا الوطنية ثم يجد الجنوبيين لا عقاب للجناة
هل رأى الجنوبيين أستحالة في العيش مع الشماليون الذي مرسوا ضدهم كل هذه الجرائم و غيرها و مع ذلك لا يكلون أو يملون بترديد أن الجنوبيين أقلية محظوظة و مدللة من كل الحكومات ؟
هل .....
لكل ما سبق و غيره فضل شعب جنوب السودان العيش بكرامة في دولة ناشئة تفتقر لكل مقومات الراحة و الرفاهية لكنها أرضهم التي حاربوا من أجلها سنوات طويلة ليعيشوا بحرية و كرامة
تحية واجبة لروح الشهيد جون جارانج و لجميع شهداء جنوب السودان الذين ناضلوا وحاربوا من أجل العيش بحرية و كرامة بعيداً عن القمع و الذل لهم في دولة السودان الشمالي .... أرفع رأسك لفوق و أفتخر ( بحق و ليس بكلام أغاني) فأنت سوداني جنوبي 

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com