ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

المأزق الخطير الذى وضع فيه المجلس العسكرى مصر

صبحي فؤاد | 2011-07-11 19:17:04

بقلم: صبحي فؤاد

العقلاء من شعب مصر طالبوا - ولايزالوا - بكتابة دستور جديد قبل عقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية ولكن المجلس العسكرى الحاكم برئاسة المشير طنطاوى يصر على ان يكون كتابة الدستور بعد الانتهاء من الانتخابات ويتفق معه فى هذا الرأى السلفيين واخوتهم وجماعة الاخوان المسلمين التى كانت حتى يوم 25 يناير الماضى محظورة وممنوعة قانونيا ودستوريا .

وقد يتعلل البعض بان الشعب من خلال الاستفتاء قرر هكذا ان يكون الانتخابات اولا ثم الدستور ولكن الحقيقة كلنا يعرفها الا وهى ان نتائج الاستفتاء على التعديلات الدستورية لم تكن تعكس رغبة الغالبية العظمى من المصريين حيث كانت نسبة المشاركين مقارنة بتعداد الكان محدودا جدا . بالاضافة الى ان الاخوان والسلفين قاموا بعمل دعاية دينية رغم مخالفة هذا الامر للقانون ودفعوا الملايين للناس البسطاء فى القرى والارياف وصعيد مصر لشراء اصواتهم .وليس سرا ان اقول انه بفضل الرز والقمح والزيت والجنيهات التى كانوا يوزوعونها اثناء التصويت على الاستفتاء نجحوا فى جمع اصوات هؤلاء البسطاء ومع هذا لم يتعرضوا لطائلة القانون والمحاكمات العسكرية اسوة بغيرهم او يجدوا احدا كبيرا او صغيرا فى الدولة يحاسبهم !!

والان نجد المجلس العسكرى يريد من الشعب التوجه الى صناديق الانتخابات فى شهر سبتمبر او نوفمبر القادم لاختيار اعضاء البرلمان الجدد وهو يعلم تماما ان الاخوان لن يقبلوا الا بفوز ساحق لهم فى هذة الانتخابات مهما كلفهم حتى يضمنوا كتابة دستور جديد طبقا لتوجهاتهم واجندتهم الدينية المتطرفة .

للاسف لقد وضع المجلس العسكرى مصر فى مأزق خطير عندما سمح للاخوان بتأسيس حزب دينى لهم وتدليلهم ووضعهم فى الصفوف الاولى والاستجابة لجميع مطالبهم ورغباتهم وتوصياتهم كما لو انهم هم الممثليين لشعب مصر وليس لمليون او اثنين فقط على اقصى تقدير .

ان الاخوان المسلمين فى مصر اصبحوا بفضل تدليع وتدليل المجلس العسكرى لهم يتصرفون ويتكلمون الان كما لو انهم بالفعل صاروا الحكام الجدد لمصر خلفا لمبارك ولذلك فاننى اتصور انهم لن يقبلوا باى نتائج للانتخابات البرلمانية لاتسمح لهم بالسيطرة المطلقة على البرلمان المصرى وفى حالة فشلهم فى الحصول على الاغلابية وهو امر مستبعد حدوثه فانهم سوف يعلنون العصيان على المجلس العسكرى والحكومة ويقومون ينشرون الفوضى وتحويل البلد الى بركة من الدماء .

وحتى لو نجح الاخوان المسلمين فى الفوز فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية فان وصولهم الى الحكم لا يعنى ابدا نهاية الصراع والخلافات والمشاكل الاقتصادية والطائفية والمعيشية فى مصر بل على العكس فوزهم سوف يعنى بداية المشاكل الحقيقية والمواجهات والصراعات الطائفية والطبقية والاجتماعية والدينية وغيرها لان اجندتهم لا تحمل الخير الى مصر لانها عنصرية ظلامية تفرق ولا تجمع تهدم ولا تبنى تستخدم الدين وتسخرة لتحقيق اغراض واهداف سياسية وشخصية فقط .

والحل لانقاذ مصر واخراجها من هذا المأزق الخطير من وجهة نظرى يتلخص فى النقاط التالية :

اولا : تأجيل الانتخابات البرلمانية لمدة عاميين على الاقل حتى تجد الاحزاب الجديدة طريقها الى عقول وقلوب الناس ويكون فى مقدورها خلال هذه الفترة الانتقالية التفاعل مع المواطنين وطرح برامجهم على الشعب بالتفصيل .

ثانيا: تأسيس مجلس وطنى من 12 شخص يمثلون كافة التيارات والتوجهات والديانات ويختار رئيسهم بالقرعة او التصويت السرى للاعضاء ويكون مهمة هذا المجلس مساعدة وتوجيه الحكومة واعطاء النصح لها تمشيا مع تطلعات الشعب وطموحاته ومطالبه واعداد دستور جديد للبلد يقر بمدنية الدولة ويفصل التداخل بينها وبين الدين حتى تتجنب مصر مستقبلا اى صراعات طائفية او دينية .

ثالثا : تخلى المجلس العسكرى عن صلاحياته الحالية لصالح المجلس الوطنى ووقف الاحكام والمحاكمات العسكرية ضد المدنيين .

رابعا : دعوة ابناء مصر فى الخارج للمشاركة السياسية جنبا الى جانب مساعدة وطنهم اقصاديا للخروج من الازمة الاقتصادية الحالية

خامسا :العمل بجدية ونية خالصة لعقد مصالحة اجتماعية بين ابناء الوطن لنبذ الخلافات والتنافر والمصادمات والصراعات الطائفية .

سادسا : الاستعانة ببعض القضاة الدوليين لمحاكمة الرئيس السابق مبارك وبقية المسئولين السابقين المتهمين بتهم مختلفة حتى يضمن الشعب حيادية الاحكام الصادرة ضدهم وبالتالى يغلق هذا الملف بصفة نهائية لكى يتفرغ الشعب بعد ذلك للتعمير والعمل وزيادة الانتاج والاهتمام ببلدهم وتطويرها .

هذه بعض مقترحات اتمنى ان ينظر اليها بعين الاعتبار اصحاب القرار حاليا فى الوطن الام لعلهم يجدوا فيها شيئا يفيد مصر ويخرجها بسلام من الازمة الحالية التى تمر بها .

واخيرا ارجو ان يدرك اعضاء المجلس العسكرى الحاكم قبل فوات الاوان ان الانتخابات القادمة سوف تاتى بالاخوان دون غيرهم الى الحكم ليس لانهم الافضل فى مصر ولكن لانهم يعرفون جيدا كيف يضحكون على البسطاء والغلابة فى قرى وصعيد مصر واحياءها الشعبية بالشعارات الدينية وشوية رز وزيت وكام جنيه مصرى ..فاذا كانوا حقا يريدون الخير لمصر وشعبها عليهم بالتانى وتاجيل الانتخابات حتى تتضح الرؤية امام الجميع ويصبحون على معرفة ببرامج الاخوان ومالذى سوف يقدموة _ هم وغيرهم من الاحزاب _ لخلق الوظائف وتحسين اقتصاد البلد وتوفير الخدمات الضرورية من تعليم واسكان ومواصلات وعلاج .

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com