كتبت: تريزة سمير
مازالت المرأة تدافع عن حقوقها، رغم كثير من الصعاب التي تقف حاجزًا بينها وبين حقوقها الكاملة، والتي من أهمها عادات وتقاليد مجتمعها التي تحرمها من حقها في إبداء الرأي، وفي الحصول على المناصب القيادية، وفي أن يكون لها كيان منفصل أو رأي مختلف، ورغم التشريعات التي أعطت المرأة هذه الحقوق، والكثير من اتفاقيات حقوق الإنسان التي وقَّعت عليها "مصر".. فهل سيستمر هذا الظلم الواقع على المرأة؟
قالت د. "فاطمة خفاجي"- عضو مجلس إدارة رابطة المرأة العربية، ومستشار حقوق المرأة والطفل: "المرأة حُرمت من وظائف معينة في الدولة، فلا تصلح أن تكون قاضية أو محافظة، وهناك خسائر اقتصادية نتيجة حرمان المرأة من العمل في بعض الوظائف والمهن"، مشيرةً إلى القيود التي يفرضها بعض الدعاة الدينيين المتشددين على المرأة، ورفضهم للمواثيق الدولية التي وقَّعت عليها "مصر"، مثل إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة.
وأوضحت "خفاجي"، أن المرأة في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها "مصر"، يُمارس ضدها كل أنواع التمييز والقهر والعنف في الشارع والعمل، مما يحرمها من أداء عملها بنجاح وتقدُّم، ويؤثِّر بشكل مباشر على المجتمع المصري.
وعن دور رابطة المرأة العربية في تمكين المرأة ودعمها، وخاصةً في هذه المرحلة، أشارت "خفاجي" إلى قيامها بعمل اتحاد نساء مصر بجميع الجمعيات الأهلية العاملة في مجال المرأة، وعمل مؤتمر قومي شاركت فيه ثلاثة آلاف سيدة من جميع المحافظات، واهتمامها برفع وعي المرأة وتمكينها ودفعها للمشاركة السياسية وإبداء الرأي، والمزيد من الاتجاهات التي تؤدِّي إلى تقدُّم دورها في المستقبل.
وأكِّدت "فاطمة رمضان"، عضو نقابة القوى العاملة، أن هناك سيدات يصل عدد ساعات عملها إلى (14) ساعة يوميًا، مطالبةً بتخفيض عدد هذه الساعات حتى يُتاح للمرأة تقديم واجباتها تجاه أسرتها وأولادها، حيث أن العمل كل هذه الساعات يؤثر بالسلب على الأسرة والمجتمع، بالإضافة إلى أن عملها في ساعات متأخرة يعرضها إلى مخاطر متعدِّدة وحوادث، خاصة في هذه الأيام التي لم يتواجد الأمن فيها بصورة جيدة في الشارع المصري. مناشدةً بوضع عدد ساعات قانوني وأوقات محددة له تساعد المرأة على أداء العمل بشكل متميِّز، مع حصولها التأمينات الاجتماعية والصحية.
وقالت د. "كريمة الحفناوي"، القيادية بحركة 6 أبريل: "المجتمع المصري هو مجتمع ذكوري من الدرجة الأولي، سواء كان التيار الديني المتشدِّد الذي يبث أفكاره الرجعية عن دور المرأة وواجباتها وحقوقها، أو التيار الليبرالي أو اليساري، فعند الحديث عن وضع المرأة وحقوقها نسمع كلامًا جيدًا، ولكنها مجرَّد شعارات لا تصل إلى أرض الواقع"، موضحةً أن المرأة تواجه الكثير من التحديات، ومازالت تطالب بحقوقها ولن نتراجع عنها، فهي تستطيع أن تتحرَّر وتشارك، لأنها شاركت في جميع الثورات وتتواجد في جميع الحركات السياسية.
وأكَّدت "الحفناوي" ضرورة تغيير ثقافة المجتمع المصري ونظرته للمرأة، حيث يستخدم المجتمع الإعلامي المرأة كسلعة رخيصة، وهي نظرة منحلة.
واختتمت "الحفناوي" حديثها قائلةً: "أراهن على أن المرأة ستدافع عن حقوقها، وستغيِّر نظرة المجتمع، ففي السعودية قامت سيدة بقيادة سيارة بعد أن حرَّموا هذا، وفعلت هذا لتحفِّز المرأة وتدفعها نحو المطالبة بحقوقها. وفي مصر هناك الكثير من السيدات اللاتي يقدن التغيير الحقيقي ويدافعن عن حقوقهن بطرق مشروعة سلمية".
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com