بقلم / مدحت ناجى نجيب
لا تخف من العنوان " غرفة إن – عاش " ، هى غرفة يدخلها المريض عندما يدخل فى غيبوبة ويفقد وعيه وهذا هو حال الانسان الخاطىء ، هى غرفة موجودة فى المستشفيات مزودة ببعض الاجهزة الدقيقة التى تساعد المريض على عودة الحركة والوعى إليه . هى غرفة دقيقة سوف تسمع منها صوت الاجهزة التى تبث القلق والتوتر ، بين رسم بيانى يظهر صعوداً وإنخفاضاً دون ان تعرف أن تترجم هذه الاشارات ، هى غرفة تتمنى ان تخرج منها واقفاً على قدمك وأن تعود للحياة وان تتخلص من كلمة " إن " وتخرج بكلمة " عاش " ، لا أفضل ان تشتخدم كلمة " إن " او " لو " لانها كلمات ضد التغيير ، تعرقل التوبة ، توقفك عند الماضى ولا توجه نظرك الى المستقبل ، لذلك استبدلهما بكلمة " الآن " ، ولا تكن مثل الرجل الذى كان يعيش بكلمة " سوف " فكتب يقول : سأعيش غداً سعيداً سوف اكون أفضل الكل ، سأتوب غداً وأكون من القديسين ، سوف لا أعمل الخطية ولكن غداً ، سوف أعطف على المساكين ولكن غداً ، سوف أذهب إلى الكنيسة ولكن غداً ، ومات الرجل الذى كان جديراً بلقب " غداً " وترك تل من الاشياء التى كان يود ان يعملها ولكن غداً ، اريد منك ان تقول مع القديس الذى قال " سأتوب الآن وليس غداًُ ، لأن اليوم هو ملكى فى يدى ، إما غداً فهو ملك الله " ، لذلك لا تؤجل عمل التوبة ، إذا جاءتك فرصة فلا توجلها الى الغد اسرع بتوبتك لئلا تدخل الى داخل الغرفة " إن – عاش " ولا أعدك بإنك سوف تخرج منها حياً الى السماء
فالخطية طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء ، فإذا هزمت من الخطية وأسقطتك أرضاً ولم تعد تقدر على مقاومتها " ليست فى جسدى صحة " ، فأنا ارسل لك رسالة رجاء من إله الرجاء الذى سوف يدخلك الى غرفة الإنعاش ويقوم بتنشيطك وتفعيلك ، سوف يخرجك إنسانأً جديداً محباً للحياة تتجدد فيك روح الشباب والقوة والنصرة . الله يحبك جداً ويعطيك الرجاء حتى ولو دخلت الى غرفة الانعاش فهو يقيمك بشرط عدم التأجيل فى التوبة . فلا تقل لنفسك ان "هذا مستحيل " فالله يقول " كل الأشياء ممكنة " كما ورد فى لو18:27 ويقول قداسة البابا " كل ما علينا أن نفعل الممكن وعلى الله المستحيل " ، فالله يقدر على كل شىء مهما بدا لك صعباً ، ورتل مع ايوب الصديق " قد علمت إنك تستطيع كل شىء ولا يعسر عليك أمر " اي2:42 ، لا تخف من سيطرة الخطية عليك وسقطاتك المتكررة والكثيرة ، فنحن نتعامل مع إله قوى غير الزناة الى بتوليين ، حقاً هو قال " بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً " ، فلا تيأس ، خليك مع ربنا ، امسك فيه ولا ترخه ، خذ منه وانت فى غرفة الانعاش كل اللى انت عايزه من تغيير وتوبة للأفضل ، تجديد لحياتك ، بداية صفحة جديدة لحياة جديدة " .. لا تخف مهما كانت ضغوط الخطية عليك ، مهما سقطت " يوجد رجاء لآخرتك يقول الرب " هو يعدك بالتغيير ، لكن ابدأ بثورة غضب على نفسك وعلى ظروفك ، ليست ثورة واحدة دى ثورات متكررة حتى تستطيع ان تقهر النظام الشيطانى وتهزمه ، فالمسيح هزمه فى عقر داره وهو الهوا ، لذلك يقول السيد المسيح وانا " ان ارتفعت اجذب الى الجميع " ، يقصد بالارتفاع هو الارتفاع فوق الصليب ، فكان المسيح مرتفعاً على الصليب ، هكذا انت كن كذلك مرتفعاً على صليبك فى وقت آلامك فى وقت جهادك ضد الخطية كن متمسكاً بسلاح الله الكامل ، أحب ان اقول لك فى النهاية إن غرفة الانعاش هذه موجودة فى مستشفى السيد المسيح ، بدون مصاريف ، يشرف عليها السيد المسيح بنفسه بأعتباره كبير الاطباء ، ومعه نخبة من الاطباء القديسين السيدة العذراء ومارجرجس ... ، وأطمئنك بأن الشفاء مضمون 100% بشرط ان تصدق الوعد الالهى " لا أهملك ولا اتركك " عب 5:12 .
فى النهاية اوع تقول ان مش قادر أعمل حاجة ـ أقولك الله يقول " تستطيع كل شىء فى " فى 13:4
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com