يقلم : مدحت ناجى نجيب
هى رسالة معزية من إله السماء لكل نفس يضغطها اليأس وسقطت فريسة للخطية واصبح رجاءه مهزوز فى إلهها ، الى كل نفس حزينة ويملأها الحزن والضيق ، هى رسالة مفرحة تحمل لك العزاء من إله التعزية ،القادر على كل شىء ، الذى قيل عنه فى مراثى ارميا 37:3 " من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر " ، إذا وثقت إن الله هو الذى يدير الكون وكل شىء يصنعه بحكمته التى لا تخطىء ولا تبطىء ،فإنك سوف تستريح ويهدأ ويسكن قلبك ، بل سوف تكون مصدر فرح وسلام للآخرين انت الذى كنت قبلاً يائس وحزين ، إنها قوة الله المغيرة التى تملء قلبك بالفرح الدائم والمستمر كالبئر الذى يزداد كلما أخذت منه .
إذا اردت ان تجد التعزية الدائمة عليك بتفتيش كتابك المقدس فتجد بداخله اسرار وخطط حياتك المستقبلية القادمة لأن الكتاب يقول " فتشوا الكتب " ، تجد فيه تعاملات الله مع أولاده وكيف يقف معهم فى وقت الشدة والضيق وهناك أمثلة كثيرة داود الذى كان مهمل فى وسط أسرته واختاره الله ليكون ملك اسرائيل ، هذا الذى سقط فى خطايا الزنا والقتل ، لكن مع ذلك احبه الله جداً ، ومع يوسف الذى أصبح وزيراً ومر بظروف صعبة من حقد أخوته ومن زوجة فوطيفار ، لكن الله : ينظر ويطالب ، سوف تجد ايضاً تعاملاته مع الاشرار وكيف انتقم من اخاب الملك واليزابيث الذين افتروا على الفلاح البسيط نابوت اليزرعيلى واتهموه بأنه جدف على الله والملك ، فجاءه صوت الرب على لسان إيليا النبى النارى " فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم نابوت اليزرعيلى تلحس دمك ايضاً " ، هو يرى ويسمع ويعمل لكن فى الوقت المناسب ، وقته هو وليس وقتك ، يشتغل بفكره هو وليس بفكرك انت ، لانه يرى كل امورك الماضية والحاضرة والمستقبلية " الرب أصغى وسمع وكتب امامه اسمى فى سفر تذكرة " انت فى جدول أعمال الله ، يهتم بك ويرعاك ، وسوف يظل يرعاك . معك فى كل وقت ولا ينتظر سقوطك لكى يفرح فيك كما يفعل البشر ، بل على العكس هو قريب منك بشرط انك تطلبه بإمانة ، يبعد عنك شوية كفترة تخلى بسيطة بس هيرجعلك تانى لو انت طلبته بجد ، أصرخ إلى الهك كما صرخ يونان من بطن الحوت فدخلت صلاته الى قدس اقداس الله فسمع صوته ،الله لا يمسك لنا " نوتة " ويسجل لنا وينتظر سقوطنا ..لا لا ..الله هو هو لم تتغير محبتها واحدة للكل
..يحبك وانت خاطىء ويحبك وانت بار ..وزى ما بيقول ذهبى الفم الجديد قداسة البابا شنودة " لو كان الذين يطلبونك فقط يارب هم الابرار والقديسون لضعنا جميعاً " . فمن محبة ربنا لينا انه دائما فاتح تليفونه السماوى وبريده الالكترونى ، بس اللى بيشغل الخط ده هو انت وانت اللى معاك كلمة السر وهى " الصلاة " القادرة على كل شىء لأنه تحرك اليد التى تدير الكون " ، احب أطمئنك من خلال الآية التى تقول " لكل الاحياء يوجد رجاء " ، نحن لا نفشل ابدأ ، مهما سقطت قوم بسرعة وانفض الغبار لأن الصديق يسقط فى اليوم سبع مرات ويقوم ، لا تجعل السقوط فى الخطية يفقدك الرجاء والثقة فى ربنا ، مهما ان اصبحت الخطية عادة فيك ، ربنا قادر انه يقيمك منها ويخلصك ، هو إله الضعفاء ،
كمان أوع تشك أن محبة ربنا قلت من ناحيتك ، ربنا لا يتغير يظل يبحث عنك ، لانه بحث عن الدرهم المفقود " جماد " لم يمكن ان يرجع من نفسه ، فكان محتاج ان حد يدور عليه ويبحث عنه واخيراً وجد الدرهم ففرح به ، وكمان " الخروف الضال "" حيوان " والحيوان تشير الى الإنسان الذى أصبح يفعل الخطية دون وعى او عقل عشان كدة ربنا هو اللى بحث عنه وترك التسعة والتسعين باراً فى البرية ، كمان " الابن الضال " " الإنسان " يشير الى انسان يحيا حياة جيدة مع ربنا لكن مع حروب الشيطان سقط فى الخطية لكن ربنا اشتغل فيه فرجعه احسن من الأول ، فى الثلاث انواع ربنا هو اللى رجعهم بس بشرط انك يكون عندك رغبة فى الرجوع والحياة مع الله ، اذا انت مشيت مع ربنا يبقى كل شهوة تنهار امامك ويصير الجبل سهلاً ، ولا تفكر فى العالم ولا لذاته .
خليك دايماً عايش فى الرجاء " فرحين فى الرجاء " " صابرين فى الضيق " ، إذا قم الآن وقدم إعتذار الى الله قوله فيه انا عايز اصالحك واعتذرلك ، انا مش بهرب منك إطلاقاً ، انا بس الخطية هى اللى بتبعدنى عنك ، انا بفعل الخطية بس عن ضعف عن عادة عن لذة عن شهوة لكن انا بحبك يارب فالحب عميق جداً فى داخل اعماق اعماقى ، هى يارب فترة بسيطة مؤقتة وهتعدى ، شوية ظلمة واستنير منها ، اوع تحسب لى سقوطى المتكرر فى الخطية على انه صفة عمرى كله ، لا يارب انا بحبك جداً ، وانا هفضل عايش بالرجاء لانك إله الرجاء " فنحن لا نفشل ابدأ....................
"إلى هنا اعاننا الرب "
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com