بقلم: مينا ملاك عازر
حدثتكم قبل هذا عن إعلام شنكوتي، إعلام كذاب، لكن اليوم أحدثكم عن إعلام الموسيقى التصويرية، والموسيقى التصويرية لمن لا يعلم- وحضراتكم كلكم علم ومعرفة والحمد لله- لكن لمن لا يعلم هي الموسيقى المصاحبة للأحداث للأفلام السينمائية أو المسلسلات، للتعبير عن موقف معين كالفرح إن كان البطل فرحان وهكذا.
أما إعلام الموسيقى التصويرية، فهو الإعلام الذي سلك نفس سلوك الموسيقى التصويرية، تلاقيه مع الرايجة، ومع من في السلطة، يجمل فيه ويحلي فيه، ويحسن من قراراتهم ويبرزها، ويظهرها في شكل شيك يبهر المتابع.
ومن أمثال الإعلاميين الذين يقومون بإعلام الموسيقى التصويرية، إعلامي كان في بيتهم بالبيجامة أثناء ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولما نجحت عمل بطل كبير ومغوار، وإنه بتاع الثورة، مع أنه كان من كام يوم قبل الثورة قد التقى بالابن الأكبر للرئيس المخلوع- "علاء مبارك"- يمدح فيه وفي خطوته العظيمة بتأسيسه جمعية خيرية أو مؤسسة باسم ابنه المرحوم، والإعلامي هذا بنفسه- وأظنه يذكر وحضراتكم تذكرون- طلب بنفسه في تسجيل لا ينساه أحد، طلب من ابن الرئيس أن يلتقيه في الأستوديو في لقاء آخر غير هذا؛ لأن الإعلامي كان قد ذهب لغاية عنده في مقر الاحتفالية. وبعد الثورة نفى إنه طلب يومًا ما أن يجري حوار مع الرئيس أو أحد من عائلته!
وفي مقام الإعلام صاحب الموسيقى التصويرية أو الذي يؤدي بطريقة الموسيقى التصويرية، معاهم معاهم عليهم عليهم، نذكر الصحف القومية التي أكثر من هادنت النظام السابق ودافعت عنه إبان الثورة، وهي الآن أكثر من تخرج الأخبار في غير مصلحته، حتى أنه وصل بها الأمر إلى أن تؤلف أخبار غير صحيحة لا تؤدي إلا إلى إثارة الشعب وتدغدغ مشاعرهم، وهي أخبار بعيدة كل البعد عن الحقيقة للأسف، فثارت أكثر معارضة من الصحف المعارضة لكن بعد ماذا بعد ما رحل النظام!.
وحتى لا أكون باعثًا على التشاؤم ومهاجمًا دائمًا، أحب أن أترك لك بصيص من نور، فلازال هناك الإعلاميين الجادين أمثال المحترم "إبراهيم عيسى" الذي لم يمالئ ولم يداهن الأستاذة "شاهندة مقلد" العضوة بالوفد الشعبي الذي زار "إيران" أثناء لقائه معها، فهاجمها واختلف معها في احترام مع أنهم الأعلى صوتًا أصحاب الدعاوي بالتطبيع مع "إيران"، وقال لها متسائلًا ومستنكرًا: كيف تتفاوضون مع حكومة لا تقل استبدادًا مع شعبها عن نظيرتها النظام المصري السابق الذي خلعناه؟ وأكَّد "إبراهيم عيسى" بعقلية راجحة أنه يعتبر أن الأنظمة المستبدة أكثر عداءًا له من "إسرائيل" و"أمريكا" لأنها تحطم الشعوب، كما أنه لا يفضِّل التعاون معها، وإن اضطررنا على المستوى الحكومي فهذا أمر غير مقبول على المستوى الشعبي، وإن أردنا التعاون الشعبي فيكون على مستوى الشعوب وليس بين شعب أسقط نظام مستبد ونظام مستبد يسقط شعبه كل يوم، ويسقط منه القتلى في المظاهرات.
عزيزي القارئ، هل أدركت الفرق بين الإعلاميين والموسيقيين الذين يدقون على إيقاع الأقوى ويرقصون على نغمات من بالسلطة؟ عزيزي القارئ، أعذرني فضيق المساحة يمنعني من الإتيان بالمزيد من الأمثلة، لكن لقاءاتنا متكررة بإذن الله، وسنشير إليها إن وجدنا الفرصة.
المختصر المفيد، كن صاحب رأي وموقف ومبدأ، ولا تكن راغبًا في مداهنة أصحاب السلطة..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com