الراسل: بيشوي مكرم
كان من المعروف في أيام ما قبل الثورة، صعوبة الحصول على بدل فاقد نتيجة التعرُّض لكثير من الإجراءات الروتينية، ولكن الثورة نجحت في القضاء على هذه الظاهرة تمامًا، فلاحظنا جميعًا أنه عند هدم كنيسة "صول" تم استخراج بدل فاقد في فترة قياسية، مما أدهش المصريين أنفسهم، وغمرتهم الفرحة والسعادة. وأيضًا عند قطع أذن أحد المصريين، تم استخراج بدل فاقد له، وهو الآن معافى يتمتع بصحة جيدة وحالة نفسية رائعة!! وأيضًا في حادثة حرق كنيسة "إمبابة"، يتم الآن استخراج بدل فاقد، وسيكون مطابقًا للأصل وكأن شيئًا لم يحدث، وعند هدم أضرحة إخوتي المصريين، أعتقد إنه جاري استخراج بدل فاقد لها.
نعم، فلكل مشكلة حل بعد الثورة، حتى للأشخاص أصبح هناك بدل فاقد! نعم حتى للأشخاص، وهو ما حدث بالضبط مع شهداء المصريين، فبدلًا من معاقبة قاتليهم وتعقبهم، تم صرف أعلى معاش في "مصر" لأسرهم تكريمًا لهم واعتزازًا بما قدَّموه لوطنهم.
وأخيرًا نرى الآن بدل فاقد للأخلاق! نعم عوضًا عن التمسك بالخلق ونشر القيم أصبح الآن من الممكن الاستغناء عنها واستبدالها بستار الدين الذي لقي رواجًا هائلًا هذه الأيام، وهو ما شاهدناه في التعدي على كنيسة "إمبابة" من قِبل بلطجية ولصوص لا دين لهم، يتبرأ منهم أي دين وأي مذهب، رأيناهم يهدمون ويدمرون مكان سكنى الله دون أدنى احترام للمقدسات، وقد نصَّبوا أنفسهم كمدافعين عما يظنوه حقًا، وكأيدي الله في الأرض! وحاشا أن يُنسب مثل هؤلاء إلى الله.. وتكرَّر المشهد عينه في حادثة هدم الأضرحة، وآذوا مشاعر إخوتي، وتعدَّوا على معتقداتهم، فلم يحترموا مقدراتهم، وانتهكوا حرياتهم دون وجه حق.
والآن، وبهذا النهج وتلك الخطى الواسعة نحو اللاشىء، تُرى هل سنحتاج يومًا إلى استخراج بدل فاقد لـ"مصر" أو لمصريتنا؟!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com