كتب: مايكل فارس
أدان بشدة مكتب الشكاوى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان، الاعتداءات التي تعرض لها المواطنين المسيحيين المعتصمين أمام مبنى ماسبيرو، يوم 14 مايو الجاري، و أعرب عن قلقه البالغ من تواتر وقوع أعمال عنف بين المواطنين المسيحيين والمسلمين، إذ جاءت أحداث ماسبيرو بعد أسبوع واحد من حادث الاعتداء الإجرامي على كنيسة العذراء في "إمبابة".
أوفد مكتب الشكاوى بالمجلس مجموعة من باحثيه القانونيين لمعاينة موقع الأحداث وتقصي الحقائق، والتقت بالعديد من المواطنين المسيحيين المشاركين في الاعتصام، والمسلمين المتضامنين معهم، وبعض شهود العيان. وخلص باحثو المكتب إلى الآتي:
يعتصم أعداد من المواطنين المسيحيين أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو، على نحو متقطع منذ الأيام الأولى من الثورة فى سياق احتجاجي ومطلبي يعبر عن مطالب المواطنين المسيحيين في مصر.
و بغض النظر عن الشرارة المباشرة التي أشعلت الأحداث جراء تضارب روايات الشهود، فقد قامت مجموعية من الأشخاص فى الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم 14/5/2011 بالاعتداء على المعتصمين والاشتباك معهم بالأيدي والأسلحة البيضاء، تطورت لاحقًا إلى رشق بالحجارة وإطلاق أعيرة خرطوش.
وفي العاشرة والنصف مساءً توافدت أعداد إضافية من المهاجمين، للاشتباك مع المعتصمين، واستمرت الاشتبكات حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، ووقع مزيد من الإصابات، كما جرى حرق عدد من السيارات.
وبلغ عدد المصابين طبقًا لتصريحات وزارة الصحة 78 مصابًا و تم القبض على عدد 52 شخصًا من المشتبه في قيامهم بالهجوم على المعتصمين، ومن الذين اشتبكوا معهم من المعتصمين، وتجري ملاحقة آخرين من المشتبه في تورطهم في أحداث الشغب، وإحالة القضية إلى النيابة العامة.
وشكا المعتصمون من غياب دور الشرطة، رغم تواجد أعداد منها في موضع الأحداث، وعدم تدخل وحدات الجيش المتواجدة في الموقع لحماية المعتصمين على نحو يتناسب مع حجم الاعتداءات التى تعرضوا لها، رغم استمرار العنف لفترة طويلة.
كما شكوا من قصور إسعاف المصابين، ووجود سيارات الإسعاف فى أماكن بعيدة، وكذلك من التهوين الإعلامي لاعتصامهم، وما تعرضوا له من اعتداءات.
وقال مكتب الشكاوى أن بقاء الأوضاع على ما هي عليه في ظل الاحتقان السائد والقصور الأمني، يتيح مناخًا مناسبًا لتكرار مثل هذه الاعتداءات والأحداث المؤسفة، ليس فقط في منطقة ماسبيرو، ولكن قد تمتد إلى مناطق أخرى.
وأن اتساع نطاق الاعتصامات وما يرافقها من تعطيل مصالح بعض فئات المجتمع، وإعاقة حركة التنقل في المنطقة، والإجراءات الأمنية الشعبية المرافقة، يوفر مناخًا خصبًا للاحتكاكات.
وأنهى مكتب الشكاوي ملاحظاتة بالتعبيرعن قلقه البالغ جراء هذه الأحداث، وأهاب بالمسئولين بتسريع وتيرة تنفيذ الوعود التي قطعوها على أنفسهم، بالاستجابة للمطالب، التي عبر عنها المواطنون المسيحيون مع التأكيد على ضرورة توفير الحماية للمعتصمين.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com