ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

مطلوب تعاون المصريين لإنقاذ مصر من السلفيين

جرجس وهيب | 2011-05-16 12:59:31

بقلم: جرجس وهيب

فجأة نصب السلفيون من أنفسهم مطبقين لشرع الله على الأرض من وجهة نظرهم، فأعطوا لأنفسهم صلاحيات مطلقة، يقومون بالإبلاغ عن الجرائم التي يعتقدون -من وجهة نظرهم- أنها جرائم، وإلقاء القبض على المتهمين وتنفيذ الأحكام، فالسلفيين أعطوا لأنفسهم سلطات وزارة الداخلية والعدل والقضاة، وصلاحيات المفتي وشيخ الأزهر، وتعدوا على القانون، وعلى المواطنين الأبرياء، دون أن يكون هناك رداع أو حاكم قوي أو ضابط لإيقاف تصرفاتهم الهوجاء.
فمنذ فترة قام السلفيون بقطع أذن أحد الأقباط بمحافظة قنا، مع هذا لم يتم إلقاء القبض على هذه المجموعة، رغم إفتاء عدد كبير من شيوخ المسلمين بضرورة توقيع العقاب الفوري على من قام بذلك، بل أن الدكتور "محمد سليم العوا" طالب بأن يتم تطبيق نفس العقوبة عليهم، وقطع أذن من قاموا بذلك، وتم عقد صلح عرفي، أهدر فيه هيبة الدولة، وضاع حق المجنى عليه.

كما قام خلال الأيام الماضية أعداد كبيرة من السلفيين بتنظيم مظاهرات كبرى ضد قداسة البابا والكنيسة القبطية، واتهامهم بالوقوف وراء اختفاء "كامليا شحاتة" واحتجتزها بأحد الأديرة، وإخفاء عدد كبير من السيدات اللاتي أشهرن إسلامهن، على الرغم من ظهور السيدة "كاميليا شحاتة" منذ فترة على إحدى مواقع الإنترنت، وتأكيدها أنها مسيحية، وأنها لم تشهر إسلامها، ورغم ذلك تواصلت حملات السلفيين ضد الكنيسة، وتطاولهم على قداسة البابا.

ثم جاءت الكارثة الكبرى، والتي كانت نتيجة لعدم محاسبتهم على الوقائع السابقة -مساء يوم السبت قبل الماضي- بعدما قام عدد كبير من السلفيين بحرق كنيسة "مار مينا" بإمبابة، بعد نشر حديث السيدة "كاميليا شحاتة"، بأقل من نصف ساعة، واتهام الكنيسة بأنها تخفي إحدى السيدات المسيحيات التي أشهرت إسلامها، وقامت الكنيسة باختطافها على الرغم من تصريح أحد الشيوخ السلفيين للمتظاهرين من السلفيين؛ بأن الشخص الذى ادعى اختفاء زوجته كاذب، وعاث السلفيون فسادًا في المنظقة المحيطة، فبعدما قاموا بإحراق كنيسة "مار مينا" قامت مجموعة أخرى بحرق كنيسة "السيدة العذراء"، وإحراق عددًا كبيرًا من منازل المسيحيين المجاورة لكنيسة "مار مينا"، بل تخطى ذلك بإلقاء عدد من المسيحيين من بلكونات العمارات، كما ذكر ذلك بعض المصابين، ومنع سيارات الإسعاف من الوصول لنقل المصابين، ومنع سيارات المطافيء من الوصول للمنازل لإطفاء الحرائق، مما أدى إلى مقتل 12 فردًا من الأبرياء مسلمين ومسيحيين، وإصابة أكثر من مائة وثلاثين آخرين، حدث ذلك فى ظل القبضة الحريرية للقوات المسلحة والشرطة، التي عجزت تمامًا في إيقاف ذلك التعدي وتطبيق القانون.
وأقول للسلفيين: اقرءوا تاريخ الأقباط، فالأقباط أحفاد الشهداء، فدفع مئات الآلاف من الأقباط حياتهم ثمن للمحافظة على الإيمان المسيحي، وأحفادهم على استعداد للاستشهاد أيضًا دفاعًا عن كنائسهم، فمصر ارتوت بدماء شهداء المسيحيين، فمرحبًا بالاستشهاد.

فلن نترك مصر أبدًا، ولن تصلوا إلى ما تهدفون إليه، فمصر وطن نعيش فيه، ونموت فيه وسنظل ندافع عن كنائسنا ولن تصلوا إلى الكنائس إلا على جثث الأقباط فنحن فداء لكنائسنا، وجميع الأقباط مطالبون بالدفاع عن كنائسهم، ضد من يسول نفسه محاولة الاعتداء عليها، فنحن لا نعتدي على أحد بل ندافع عن كنائسنا.
أوجه سؤالًا لقيادات الجيش والشرطة: متى سيتم استخدام القوة ضد المخربين؟ فالسلفيين حرقوا الكنيسة وقتلوا الأقباط، ونهبوا منازلهم، مع هذا لم يتم استخدام القوة ضدهم.

ودائمًا تظهر بعض الإيجابيات في تلك الأحداث التي توجع القلب، هي أن عدد كبير من الأخوة المسلمون أدانوا بشدة هذا الحادث الماسأوي، وإعلانهم أنهم ضد تلك الجماعة التي أول ما تسيء، تسىء إلى الإسلام .
ومطلوب تعاون كافة المصريين من المسلمين والأقباط، والأزهر والكنيسة، وشباب الثورة، والناصريين والوفديين والأخوان، ومختلف الأحزاب، لإنقاذ مصر من تلك المجموعة التي ستدمر مصر.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com