أتساءل فى حيرة من أنا فلى كثير من صور و أشكال
ما عدت أعرف لى وجهة تأخذنى التيارات من حال الى حال
وقد تـبـايـنـت المقايـيس ولا أعرف السقطة من الكمـال
و صـار الـكـل مشوهاً ورأيت القبح قد أتسم بالجمال
وأنهارت أمامى أناس كان لى منهم القدوة و المثال
وصرت كالأعمى متخبط لا أميز الورود من النبال
وأنقلب الكل بدنيا دائماً ما تتبدل بها الأحوال
وأصبح بها الفساد يسراً وأرى الصلاح قد أستحال
فضاقت بى النفس كعليل لم أستطع الأحتمال
أتكلم وأتكلم لأفرج النفس وأجدنى قد ضللت فى كثرة الجدال
أناس قد أستشرى الفراغ بعقولهم واللاهوية لهم من أسباب الأبتهال
وضلوا بأنفسم فى أفكارهم كضال يتتبع الخطى فى كثرة الرمال
ما من حكم ولا مقياس يكشف لهم الهداية من الضلال
وتائـه أنا فى أرض قد رحل عنها الأعتدال
وغاب عنها النور أعتادت الحياة فى الظلال
وتلاشت صيحات الضمائر فى ضجيج سوء الأفعال
و سمرت القلوب و أسكتت والأرادة قيدت بأغلال
وتعالت راية الفساد السوداء و دم البرىء قد سال
و تزعزعت الحقائق وأنهارت ودخلت دائرة القيل و القال
لم أجد شىء مؤكد تبقى لى و فعلاً ضاق بى الحال
وأنى أتلمس يوم مشرق يغزو فيه النور عالمنا و يبدد الظلال
و تنار قلوبنا و عقولنا و ننشد أناشيد تملؤها الآمال
سأعرف عندئذ من أنا ومن هم و يبطل السؤال
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com