بقلم: مينا ملاك عازر
طبعًا أنا لا أعرف خالة حضرتك، وحضرتك طبعًا لا تعرف خالتي، ولكن كل ما نعرفه أن خالتي وخالتك وإتفرقوا الخالات، وتفرقة الخالات ليست منحة من أحد، لكن خطة من هادمي "مصر"، فمن فرَّقوا المصريين بسبب واحدة، وجمَّعوهم بسبب ماتش كرة، لا زالوا يلعبون بنا، ولا ملامة على أهل الهوى، ولا ملامة على منْ يلعبون بنا، ولكن اللوم كل اللوم على بنا، أقصد علينا، لأننا قبلنا أن يلعبوا بنا!
وأنا أفهم أنك تعتصم أمام الهرم، حتى يخرج لك "خوفو"، ويعترف بأين كان مدفون ومدوخنا عليه كل السنين دي؟ لكن لا أفهم أن تعتصم أمام الأزهر لتطلب من البابا "شنودة" أن يعود للمسيحية!! وأعرف أن "مصر" هي أمي ونيلها هو دمي، لكن لا أعرف إن كنت حضرتك أخويا، أم ابن عمي، لكن على كل حال أنا وأخويا على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب، والغريب أعمى ولو كان بصير، فلو لم ترشدني على منْ هو الغريب الذي يجب أنا وحضرتك نقوم عليه، فسيصل الغريب الأعمى لمقصده، فإللي يسأل ما يتوهشي، وإللي يتوه توهته صعبة، فالتوهة في "مصر" صعبة، فالكل يتطوَّع لتوصيله لمكان لا يعلمونه، ولا تعلمه أنت، لكن فلول النظام يعرفون ويدركون أنه متى فرقت سُدت، ومتى قسَّمت أكلت، فقبل الأكل التقسيم، وبعد التقسيم التوزيع.. إذن التوزيع يقع ما بين التقسيم والأكل. واليوم يتم التقسيم، وغدًا التوزيع، وبعد غد الأكل، وقد يبدأون بالأقليات ليأكلوهم، وبعد ذلك المستقويين بالسيوف، ولن تنفعهم السيوف، حين يصبحون وحدهم.
وفرَّقوا احتفالات عيد العمال بالقوة، واعتصامات "التحرير" بالقوة، وماسبيرو فرقوا منْ بقى أمامه بالقوة، ولكن الاعتصام الذي كان أمام الكاتدرائية فرقوه بالعقل، وهذه هي الحكمة، أن تستعمل العقل مع منْ بلا عقل، والقوة مع العاقل، حينها يطبق المثل القائل: اضرب المربوط يخاف السايب، لكن السايب ما بيخافشي ولا بيختشي!
يبقى لك أن تقول بصوت عال: أنا مصري عريض المنكبين، مفتول العضلات، حينها سيخرج لك العقلاء ليناقشونك، يسترضوك. لكنك لو قلت أنا المصري صاحب أفكار، ولي رأي، سيخرجوا ليسحلونك، وأنا لا أعتب على منْ يقاوم النار بالماء، ومنْ يقاوم الماء بالنار، لكن أعتب على منْ يستخدم السيف في حل القضايا الفكرية، ومن يستخدم الفكر في القضايا المصيرية، فمنْ يرفع السيف يجب أن يُعتقل، ومن يستخدم القلم يجب أن يناقش.
أرجوك كن معي ولا تكن عليَّ، "مصر" بلد زراعي يزرعون فيه الجهل ليحصدوا الفتن، ويصنعون فيه السلاح ليصدروا الإرهاب، ويتاجرون في القضايا ليربحوا الحُكم، هل فهمت أن من باع "مصر" لا زال يحكمها؟ أم أنك تظن أن من قتل وهدم هو شخص آخر غير الذي بنى البنية التحتية، لا لا يا صديقي، فمن تباهى بأنه واضع البنية التحتية، هو ذاته منْ خرَّب العقول الفوقية، وترك أصحاب السيوف حتى يستعرضوا قوتهم.
المختصر المفيد، لا تعتقل من يُفهم الناس حقهم، بل اعتقل من يُفرق الناس عن حقهم.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com