ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أفكار ملخبطة

القس. أيمن لويس | 2011-05-07 09:48:18

بقلم: القس أيمن لويس
السلفيين طايحيين والإخوان يخططون وبحنكة سياسية والمثقفيين متهمون بالعلمانية .. يعنى كفره !! وليس لهم قائد وكل واحد على رأسه ، أما المسيحيين هائمين على وجوههم يضربون أخماس فى أسداس ويضربون هنا وهناك وأخرتها جلسة عرفيه يقدمون فيها مزيد من التنازلات إمعاناً فى المزلة والأهانة ، ومنذ ثورة 25 يناير حتى هذه اللحظة التى شارك فيها المسيحيين بكل قوة وفاعلية وقدموا شهداء لم يحدث أى نوع من أنواع التغيير الإيجابى للمسيحيين إن لم يكن يزداد الوضع سوءً ومنذ أن تم السماح بتكوين أحزاب سياسية بالإعلان فقط ، وهناك ماسورة أحزاب ضربت فى البلد ، وهذا التنوع جيد ولكن الغير جيد أنه حتى كتابة هذه الكلمات قد تم دعوتى للإشتراك فى أكثر من 10 أحزاب ليبرالية يشارك فيها قيادات مسيحية.



وهذا الكم من الأحزاب بهذا الشكل إنما يعتبر نوع من أنواع التشوييش وتفتيت الأصوات ولاسيما أنه عند قراءة مبادئ أي من هذه الأحزاب لا تجد هناك أى فرق بينهم ، وإن كان بعض منهم وضعوا نص المادة الثانية من الدستور المنحل جزءً من مبادئ الحزب رغبة فى مجاملة وإجتذاب عدداً من المسلمين ، وأنا شخصياً بتكويني الديني المسيحى لا أميل للتلون من أجل تحقيق مكاسب بل اميل للطريق المستقيم والوضح وإن كنا نتكلم عن دولة مدنية فلا بد أن لا يكون لها اى ضبغة او إشارة دينية إن وجود المادة الثانية فى الدستور كانت سبباً أن يتعرض غير المسلمين لكثيرمن المظالم .



الحقيقة لا ننكر نجاح التيار الإسلامى فى مصر وعلينا أن نواجه نجاحهم وتمكينهم من الشارع بصراحة وموضوعية وتفكير علمى منظم ، لقد فرض شيوخهم أنفسهم كحكام فعليين لمصر تفوق قدراتهم وسلطاتهم المجلس العسكرى ورئاسة الوزراء مجتمعين معاً وها نحن نراهم يجوبون البلاد طولها وعرضها من صول بالجيزة إلى قنا إلى أبو قرقاص بالمنيا إلى الأسكندرية وهكذا ، فهم أصحاب الكلمة وأصحاب القرار وهم اليد الطويلة والصوت الأعلى بل ويلجأ أليهم القيادات السياسية والعسكرية لنيل رضاهم وتعطفهم للتدخل بالوساطة لحل الأزمات السياسية الطائفية ، وبنظرة متأنيه لتقييم ما حدث ضد المسيحيين فى الفترة القصيرة الماضية نجد أن كم الخسائر التى حدثت لهم فى الأرواح والممتلكات والمكانه كارثى ، وأن تم إسترضائهم بشئ صغير تحت ضجيج إعلامى مثل حادث كنيسة صول يتم الضغط عليهم سراً لتقديم تنازلات فى نواحى أخرى وعلى سبيل المثال لم يقدم للمحاكمة حتى تاريخة الذين قاموا بالإعتداء والتحريض عن إحداث كنيسة صول ، وتم الإفراج عن المشتبه فيهم فى حادث كنيسة القديسيين دون الإشارة بالبحث عن الجانى الحقيقى ثم الخضوع لتنفيذ مبدأ عدم جواز ولاية غير المسلم على المسلم وما حدث فى قنا ، وأخيراً أحداث أبو قرقاص .


أقولها بكل أسف أن كثير من القادة المسيحيين الراغبين فى العمل السياسى الذين نراهم على الساحة الإعلامية هم منفصلين فكرياً وإجتماعياً عن حقيقة الأحداث الحقيقية فى مصر أو فقط يتحركون من خلال دوائرهم الضيقة المغلقة أمام شاشات التلفزيون وشباب ميدان التحرير وحوار الصالونات بالأحياء الراقية ، أنهم لم ينجحوا أن يخرجوا من أبراجهم العاجية ليتعاملوا مع الواقع المصرى من خلال قاعدة الأغلبية ؟ فعليهم أن يدركوا لماذا نجح أصحاب وقيادات التيارات الدينية الإسلامية فى تحقيق الفوز بولاء الأغلبية ولاسيما القدرة فى السيطرة على الشارع ؟ فى الوقت الذى لم يستطع أهل النخبة من المفكرين والمثقفين تحقيق حتى قدر معقول من الشعبية يخلق نوع من الندية والتوازن ؟ فما حدث فى التصويت على التعديلات الدستورية يجب أن لا يعبر علينا مرور الكرام ، ولا يجب أن نكتفى بالقول هذا أمر طبيعي حيث أن الشعب المصرى متدين بطبيعته ، وأن كان هذا صحيحاً ألا أنه يجب علينا أن نفكر فى كيفية الوصول لطبيعة هذا الشعب ومحاولة التأثير فيه . إن ما سمح به الرئيس المخلوع بفتح الأبواق الإعلامية الفضائية لتديين المجتمع ليتم تغييبه عن التفكير الواقعى والمنطقى تجاه الأحداث ، أستغله التيار الدينى أفضل أستخدام وعن فهم لطبيعة الشعب المصرى ، وبأن مجتمعنا مجتمع سمعى لما يتسم به من إرتفاع لنسبة الأمية الحقيقية والمقنعة ( أقصد الذين هم يحسبون كمتعلمين يفكون الخط ولكن الحقيقة هم أميين بحسب طريقة التفكير وضحالة الثقافة ) إن الخطاب الدينى له قوته وسطوته بما له من منابر تنتشر فى كل حاره وبيت ، أما نخبة المفكرين والمثقفين فالاله التى يعتمدون عليها هى القلم فى الأساس والمشاهدة أحياناً من خلال بعض البرامج الفقيرة والتى يتفوق فيها الخطاب الديني الإسلامى بل قد يصل الأمر بالإعتراف أنه يحقق السيطرة.


ففى أعقاب التصويت على التعديلات الدستورية طلب منى مداخلة فى إحدى البرامج الفضائية المسيحية وقلت أن مصر يحركها التوجه الطائفى فغضب ضيوف الحلقة ونعتنى آحدهم بأنى متعصب وكذا وكذا ! والحقيقة ان عدم التشخيص الدقيق للواقع انما هو نوع من الغباء او الرغبة فى التعتيم على الحقيقة لطمس معالم الجريمة ، فهناك فرق بين الاحلام والامنيات وما نرجوة والواقع ، وبين المثالية فى التفكير وبين التعامل مع الواقع بمقتضياته وحقيقته المؤلمة ، إن المثالية أحياناً تكون نوع من الرفاهية الغير مجديه ، ورومانسية المراهقين الافلاطونية . إننا نعيش الطائفية فى أعلى درجاتها وطالما هناك شعارات دينيه إعلامية فهناك طائفية.


فعلى المسيحيين أن يدركوا خطورة موقفهم ومرة ثانية وثالثة ومئة أقول علينا أن نتحد وأن يكون لنا حزباً واحداً نفكر من خلاله وننضم إليه وندعمه ونعلم كما يعلم كثيرين من الليبراليين أن المسيحيين هدفهم دولة مدنية تقوم بالفصل الكامل بين الدين والسياسة تحترم خصوصية جميع الأديان وتنادى بتحقيق العدالة الإجتماعية دون تمييز او تميز وعلى مؤسسين هذا الحزب الأبتعاد عن المجاملة لأى من التيارات او التلون بإستخدام الأساليب السياسية الرخيصة المتعارف عليها من أجل حصد أصوات ، وعلى قادة هذا الحزب الوصول إلى الشارع من خلال المنابر الخطابية حيث أن الأعتماد على الكلمة المقروءة لا يمثل تأثير على القاعدة العريضة وعلينا أن نميز أن ما كنا نرجوه شئ والواقع شئ آخر ، ستظل المساجد والكنائس هى وسائل التأثير الفعالة على المجتمع وأننى لا أؤيد الذين ينادون بإبتعاد الكنائس عن الأحداث السياسية ولكن اؤيد يجب إبتعاد رجال الدين أما الكنائس كشعب فيجب أن يُفعل دورها فى التوعية وتحفيز الكتلة للتأثير لأن الواقع أنه إن أبطلنا مفعول الكنائس فلم ولن يبطل مفعول المساجد فالخطاب الدينى الإسلامى مقترن بالخطاب السياسى فعلينا ان نتعامل مع الواقع بكل مقتدياته وبكل مكاشفه.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com