بقلم: هيام فاروق
إتصل بى أحد الأصدقاء من محررى المواقع الإلكترونية القبطية يدعونى إلى وقفة الإعتصام التى تبدأ من صباح الأربعاء وحتى نهاية يوم الجمعة وأعطانى برنامج الإعتصام الذى سيبدأ الثامنة صباح الأربعاء بصلاة القداس الإلهى ويليه ترانيم روحية وبرنامج روحى كامل داخل مبنى الكاتدرائية المرقصية بالعباسية بقيادة القمص متياس نصر .
الحقيقة لم أرفض دعوته ولم أقبلها أيضا ولكن سألته عن سبب الإعتصام أولا فقال لى : لن نسمح لهؤلاء الغوغاء (السلفيين) بالإعتداء والتطاول مرة أخرى على أبينا وراعينا قداسة البابا شنودة ، وأساقفتنا الأجلاء .
رأيت أن السبب منطقى خصوصا أنهم يرسلون تهديداتهم الوقحة عبر شبكة الإنترنت والفيس بوك وتويتر
تحدثت مع بعض الأصدقاء الذين لهم فكر أقدره وناقشت معهم الأمر فمنهم من قال : نعم لابد لهؤلاء من الصد والتعامل معهم بالمثل .... ومنهم من قال طالما وقفة الإعتصام هذه صامتة وسلمية وغير ضارة بأمن الدولة وأمانها فما المانع فقط نذكرهم أننا هنا ولنا قوتنا أيضا ...... ومنهم من قال لسنا أصحاب وقفات ولكننا أصحاب صلوات قوية تزلزل الكون لو أردنا وهى أقوى رادع لهم .
تضاربت الآراء والأفكار وانزويت بفكرى لكى أكون رأى خاص . صحيح كانت آرائهم كلها فى زوايا واتجاهات مضادة ولكنى لم أنكر أنها صحيحة من كل زاوية ولكنى أتساءل ما معنى هذا الإعتصام ؟ هل نحن بالفعل معتصمين لنحمى قداسة البابا والأساقفة والكنيسة ؟ لا .. لا .. هذه مهمة الدولة بالدرجة الأولى .
هل بهذا الإعتصام سنرد على وقفاتهم المضادة وتطاولهم الوقح على رموزنا بألفاظ نابية تنسد الآذان عن سماعها ؟ إذن سندخل الدولة فى صدام طائفى بين طرفين ونبدأ معركة جديدة سنخسر فيها الكثير .
ثم هل يجب أن نسلك مثلهم ؟ إذن أين هى الوصية ( ولا تشاكلوا أهل هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هى إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ) رو12: 2
وهل هذا معناه أن الدولة لم تعد قادرة على حماية الأقليات وخاصة الكنيسة فنتبرع نحن بحماية أنفسنا .. خصوصا أننى تلقيت أثناء كتابتى لهذا المقال تليفون من هذا الصديق الذى دعانى ليبلغنى بتطورات الأحداث ففاجأنى أنهم طالبين قوات أمن لحراسة الكاتدرائية ولكن الحراسة غير جدية وغير كافية على الإطلاق وجاءهم بعض منسقى شباب ماسبيرو بزى خاص للحراسة . إذن لماذا لا نلجأ إلى حماية أقباط المهجر ومنظمات حقوق الإنسان العالمية ؟ لماذا نكابر ونقول نحن قادرين على حماية أنفسنا نحن أقباط الداخل مع أنى أرفض تماما لفظ أقباط الداخل والخارج فنحن جميعا أعضاء فى جسد واحد وهذا الجسد فوق الزمان والمكان ، وأرى أن من لم يستطيع أن يتكلم فليترك من يستطيع .. لماذا لا ؟
وبصراحة نظرت إلى الموضوع من جانب آخر وهو فى الواقع جانب جوهرى من وجهة نظرى .. ألا وهو .. هل نحن كأقباط متحدين إتحاد قوى وكامل لصد هؤلاء ؟ أرجو ألا يقول لى أحد ( مش وقته .. لا ... هو وقته ونص ) .. أرى بيننا إنشقاقات وتعصب كل طائفة لنفسها على حساب إسم المسيح وكأنها تنفرد بالملكوت دون غيرها .. يا نااااااس يا هووووووه دة احنا داخل الطائفة الواحدة بل داخل الكنيسة الواحدة مختلفين .. منا من يقول أنا تابع لأبونا فلان والآخر تابع لأبونا علان .. والأسقف الفلانى ضد الأسقف العلانى .. ولا داعى أن أذكر أى تفاصيل فقلبى حزين .. أين نحن يا سادة الذين ننتظر أن يحمينا الرب من طغيان وغوغائية هؤلاء ونحن نتعامل مع بعضنا البعض بأشد منهم .
نهـــــــايتـــــــه
أرى أن الدولة هى المسئول الأول والأوحد بعد الله على حماية الكنيسة والأقباط ولا داعى لهذا الإعتصام حتى ولو أخذ شكلا روحيا .. وليس معنى هذا أنى لا أؤيد الإعتصامات بل أحيانا تكون مجدية وضرورية مثل إعتصام ماسبيرو الرائع الذى كان علامة مميزة فى التاريخ القبطى واشترك فيه جميع الطوائف المسيحية بل وحتى إخوتنا المسلمين المعتدلين وكان بركة الإعتصام فى وجود آباء كهنة وسط هذه الحشود الرائعة .
وليسامحنى الأب مكارى يونان الذى أكن له كل الإحترام ولكن كلامه غير صحيح أبدا فى تصريحه للأقباط متحدون بأن الإعتصامات من الشيطان .. لا يا أبى ليست كل الإعتصامات هكذا فكان يجب التدقيق .. فأخطاء الكبار هى كبار الأخطاء .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com