بقلم: صفوت لطفي شاكر
يعيش الاقباط هذه الأيام فترة لا أبالغ إذا قلت أنها من أسوأ الفترات التي مرت عليهم في العصر الحديث .فقد ازدادت وتيرة الاعتداءات عليهم بصورة غير مسبوقة واستهدفت الأرواح والممتلكات,الكنائس والأديرة فضلا عن خطف النساء والبنات. ناهيك عن اهانة الرموز الدينية للمسيحيين. وأظن أني لا احتاج لسرد الأدلة التي تؤكد ما سبق واكتفي بنقل بعض العناوين التي وردت بالمواقع الإخبارية المختلفة في اخر 48 ساعة فقط:-
• مقتل قبطي علي يد السلفيين في سوهاج • ضرب سيدة مسيحية بالنار بعد خروجها من الكنيسة عقب صلاة البصخة
• أبو قرقاص :التعدي على ممتلكات الأهالي المسيحيين بالسلب والنهب والحرق، فتعرضت ستة منازل للحرق وتسعة محال وكوفي شوب للنهب والتحطيم، وكذلك سرقة عدد كبير من المواشي، كما أصيب حوالي عشرة أشخاص من المسيحيين نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج. هذا ويتعرض الاقباط هناك لتهديدات شديدة
• الأنبا مكاريوس أسقف المنيا وأبي قرقاص:لم يتم القبض علي من قاموا بالاعتداء علي ممتلكات الاقباط
• دخول سيارة محملة بالأسلحة بابو قرقاص وتوعد بالاعتداء علي الاقباط في الأعياد
• حرق السلفيين محلات في العباسية وتطاول وسب قداسة البابا شنودة الثالث • اختفاء فتاة قبطية بالعمرانية بعد اتصالها بوالدتها تطلب منها نجدتها من منقبة
• الشيخ الزغبي: إذا لم تحل مشكلة كامليا في أيام سوف نذهب للأديرة بأنفسنا
• سلفيون يهينون البابا في تظاهرة لعودة كامليا شحاتة
• أسقف نجع حمادي: السلفيون والإخوان المسلمون يرفضون تولي المحافظ القبطي في قنا وهناك توعد للانتقام من الاقباط بسبب دم حمام الكموني
• السلفيون يطالبون بعزل البابا شنودة الثالث
• المتحدث باسم السلفية حول أزمة قنا: لا ولاية لكافر علي مسلم والأقلية النصرانية أمامها الكثير من الوظائف المرموقة
• مركز حقوقي يحذر من تحول قنا لإمارة إسلامية
• عبد الرحيم الغول اشتري كفن محافظ قنا القبطي
• والدة فريدة نعيم يوسف (الفتاة القبطية المختفية) تستقبل مكالمة من شخص مجهول يبلغها بأن ابنتها موجودة عند شيخ يدعي حسان
• الإفراج عن 3 من كبار قيادات الجماعة الاسلامية.
ولكن ما العمل في ظل هذه الظروف الصعبة؟ إن الدولة علي مايبدو غير راغبة في ردع المتطرفين وتحقيق سلامة المجتمع ولذلك في تصوري الحل عند الاقباط(فالحق ينتزع ولا يمنح) :-
1-علي الأسر القبطية أن تكون حريصة وحذرة. وخاصة فيما يتعلق بالفتيات والسيدات وعدم خروجهم بمفردهم أيا كان السبب.
2- يقوم الشباب القبطي بتأمين الكنائس والأديرة وتفتيش الداخلين تفتيشا ذاتيا وعدم السماح للسيارات والأشخاص الغير معروفين بالتواجد بالقرب من الكنائس في أوقات الصلاة أو الاجتماعات الدينية.
3- تنظيم مظاهرات سلمية حضارية للأقباط في جميع المحافظات وفي نفس الوقت للتعبير عن الغضب القبطي من الأحداث التي تستهدفهم وعرض المطالب المشروعة للمسيحيين ويفضل أن تتم هذه المظاهرات في أماكن تابعة للكنيسة تحسبا لوقوع اعتداءات من الرعاع عليها ويجب أن يشارك فيها الجميع الكهنة والشعب وبأعداد كبيرة فنحن وصلنا إلي مرحلة الدفاع عن وجودنا وليس حقوقنا. وعدم فض التظاهرات إلا بتحقيق مطالبها كاملة غير منقوصة.
4- يمكن لأقباط المهجر فضح هذه الأعمال البربرية في عواصم العالم المختلفة بعمل التظاهرات ومخاطبة الإعلام العالمي والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحكومات الدول التي يقطنون بها بشكل مكثف وسريع للضغط علي المسئولين المصريين لوقف هذه الجرائم الإرهابية.
5- الاشتراك في الأحزاب الليبرالية التي تنشأ هذه الأيام ومساندتها وعدم ترك الساحة السياسية للأصوليين ليفعلوا ما يحلو لهم.
• لا استطيع إنكار إن دعاة الدولة المدنية الحديثة وشباب ثورة 25 يناير النقي عليهم دور كبير في إنقاذ الوطن وإنجاح الثورة حتى النهاية بالأفعال قبل الأقوال وقد لفت انتباهي بيان لائتلاف شباب الثورة به بعض الفقرات المهمة مثل( إن استغلال جو حرية التعبير والانفتاح الذي تشهده مصر هذه الأيام سواء بقصد أو عن غير قصد في النفخ في بوق الفتنة الطائفية وتعميم التعصب الطائفي هو أشد خطر يهدد هذه الثورة ويخدم أعدائها.الاعتداء على كنيسة أطفيح وقطع أذن قبطي في قنا وترويع الاقباط في نزلة البدرمان في المنيا، ومحاصرة كنيسة مار يوحنا في قرية القمادير بالمنيا والمطالبة بهدمها، وأخيرا البعد الطائفي الذي طرأ على التظاهرات المطالبة برحيل محافظ قنا بعد أن كانت الحجة الأساسية للمطالبة برحيله كونه مساعد سابق لمدير أمن الجيزة ومسئول عن العنف ضد المتظاهرين والاحتجاج على عسكرة منصب المحافظ....
كل هذه شواهد على أن التشنج الطائفي لن يوقفه سوى أن نعي بخطره حتى لا ننجر فيه وأن نؤمن وندعو لتطبيق القانون على الجميع بدون استثناءات وبدون مجالس العرفية وجلسات تطييب الخواطر التي دأب عليها النظام السابق ولم تؤد إلا إلى تفاقم الاحتقان الطائفي وتهميش دور دولة القانون.) وكذلك(ويستغرب الائتلاف الأسلوب الذي تتبعه السلطات في معالجة الأمور عبر جلسات الصلح العرفي الذي يُجبَر فيها الأقباط على التنازل عن حقوقهم، ويؤكد الائتلاف على ضرورة تقديم جميع المتورطين في هذه الأحداث إلى المحاكمة وفرض القانون على الجميع، وأن الدفاع عن حقوق الاقباط هو واجب على كل المصريين المسلمين قبل المسيحيين) لكن الموضوع اكبر من البيانات نريد عملا وطنيا ينقذ مصر من التدمير علي يد قوي ظلامية إجرامية تريد لمصر الرجوع للخلف قرون طويلة. فهل تفعلوها؟ في النهاية نقطة مهمة أقولها:لو لم تتحرك أجهزة الدولة المعنية لتمارس سلطاتها وتنفذ القانون علي الجميع وتعاقب الجناة أيا كانوا وتتخلي عن الحلول العرفية واستدعاء الشيوخ ومجاملة الإسلاميين في جرائمهم ضد المجتمع. فإننا إلي طريق الخراب نمضي وسيخسر الجميع.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com