ضرورة إصدار قانون يجرِّم ازدراء الأديان والمساس بالمقدسات الدينية.
أهمية توظيف الرصيد الثقافي المشترك في التعاون بين أوروبا والعالم الإسلامي.
كتبت: ميرفت عياد
أهدت المنظمة اﻹسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ﺇيسيسكو) مكتبة "الإسكندرية"، مجموعة ضخمة من الكتب؛ لعل أهمها كتاب "الرصيد الثقافي المشترك وتحالف الحضارات" للدكتور "عبد العزيز بن عثمان التويجري"- المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.
وينقسم الكتاب المشار إليه إلى ستة فصول: تمازج الحضارات سنة كونية، وابن رشد إرث مشترك، وتأثير العرب والإسلام في الأدب والتشريع في أوروبا، والتأثير الأوروبي في العالم العربي الإسلامي، والتحالف الحضاري من أسس القانون الدولي، والتحالف انطلاقًا من الرصيد المشترك.
الرصيد الثقافي المشترك
وأشار المؤلف في مقدمة الكتاب، إلى أن موضوع الرصيد الثقافي المشترك ودوره في تعزيز تحالف الحضارات، من المواضيع الهامة التي تستقطب اهتمامات النخب الفكرية والثقافية وصانعي القرار في دول العالم؛ لصلته القوية بالمتغيرات المتلاحقة التي حدثت ولاتزال تحدث في عالم اليوم، وكان له انعكاسات على المجتمعات الإنسانية من شتى النواحي، وبصورة خاصة من الناحيتين الفكرية والثقافية، والتي تصدر عنهما التحولات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمس الحياة اليومية للناس.
قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب
وأوضح الكتاب أهمية توظيف الرصيد الثقافي المشترك في وضع أسس قوية للتعاون بين أوروبا والعالم الإسلامي، وفي إقامة حوار مثمر بين الثقافتين الإسلامية والغربية، يفتح المجال لبناء تحالف حضاري يكون من أقوى العوامل التي تمهِّد أمامنا السبل للوصول إلى تحقيق المصالحة بين العالم الإسلامي والغرب، والتي تُعد ضرورية للحماية من الصراعات بين جميع الأطراف التي تسعى إلى تحسين أوضاع العالم، بإشاعة قيم التعايش والتفاهم بين الشعوب، وتعميق حوار الثقافات، وتعزيز تحالف الحضارات. مشيرًا إلى أن العقلاء لا يجب أن يضيِّعوا رصيدهم الثقافي المشترك، ولا أن يفرِّطوا في فرصة التعاون من أجل صياغة مستقبل أفضل للبشرية.
تحالف الحضارات انطلاقًا من الرصيد المشترك وأكَّد المؤلف أن التحالف بين الحضارات كلما قام على أساس الرصيد المشترك بين الثقافات والحضارات، واستند إلى القيم والمبادئ المشتركة بين الأمم والشعوب، وانبثق من الإرادة الجماعية والرغبة المتبادلة والاحساس المشترك بالحاجة إليه، كان أقرب إلى تحقيق الهدف منه. ومن هذا المنطلق آمن المؤلف بفكرة الحوار بين الحضارات، ومن الداعين إلى استثمار الرصيد الثقافي المشترك بين أوروبا والعالم العربي الإسلامي؛ لتعزيز هذا التحالف، ونشر ثقافة التحالف الحضاري حتى تتكامل مع ثقافة السلام. ولكن هذا التحالف لن يكون ذا نفع ما لم يقم على أساس الاحترام المتبادل، ويتم تحت مظلة ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وهذا يقتضي أن تنتهي الانتهاكات المتكرِّرة لحقوق الإنسان في أكثر من بلد، وأن يصدر قانون يجرِّم ازدراء الأديان والمساس بالمقدسات الدينية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com