ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

القمص "باسيليوس" والشيخ "عبد الناصر"

جرجس وهيب | 2011-04-13 10:26:52

بقلم: جرجس وهيب
دائمًا الأزمات تظهر معادن الرجال، حيث أظهرت الأيام الماضية العصيبة والتي أعقبت فترة الفراغ الأمني نموذج رائع لاثنين من رجال الدين الإسلامي والمسيحي، المستنيرين المعتدلين الغيورين على وطنهم المتعاونين والمحبين للجميع .
استطاعا أن يقودا ومعهما عدد كبير من المسلمين والأقباط المحبين لبلدهم مركز ناصر بمحافظة "بني سويف"، إلى بر الأمان بل أسفر ذلك عن حالة من التقارب غير المسبوق بين الأقباط والمسلمون بمركز ناصر.

فالقمص "باسيليوس" وكيل دير الأنبا بولا بمركز ناصر اعرفه منذ أن وعيت على الحياة، فهو بحق راعى الوحدة الوطنية بمحافظة "بني سويف" ونموذج مشرف لرجل الدين المسيحي القوى الجريء الغيور على بلده، والمهموم بمشاكل وقضايا الجميع منذ أكثر من 30 عام، هي فترة وجودة بالدير فالقمص باسيليوس" يحظى بحب الآلاف من المسيحيين والإخوة المسلمون بمركز ناصر، وبعدد من مراكز المحافظة فهو الحكم الذي يلجأ إليه الكثير من الإخوة المسلمون للفصل في منازعتهم سواء مع المسيحيين أو مع المسلمين أنفسهم، واستطاع خلال السنوات الماضية حل الآلاف من المنازعات التي كانت من الممكن أن تكون لها عواقب وخيمة إلا انه بحكمته وعلاقاته الطيبة مع اغلب رؤساء العائلات المسلمة، استطاع حل الكثير هذه المشاكل، ولم تأتى هذه الثقة من فراغ وإنما من جهود مضنية طوال السنوات الماضية حتى وصل إلى مرحلة الثقة التي يحظى بها بين الإخوة المسلمون، حتى أنهم يرضوا به حكما في مشاكلهم .

والنموذج الرائع لرجل الدين الإسلامي يمثله فضيلة الشيخ "عبد الناصر طه" إمام مجمع عمر بن الخطاب بمدينة ناصر أو كما يطلق عليه أهالي المدينة وزير داخلية وتموين مركز ناصر، فهو نموذج لرجل الدين الإسلامي المستنير والمعتدل، فالرجل له العديد من المواقف التي يجب أن يُكرم عليها، وأن تعلن لكي يحظوا حظوة باقي رجال الدين فخلال فترة الفراغ الأمني قام بجهود مضنية بالتعاون مع القمص "باسيليوس" وفضيلة الشيخ "خالد صبره"، وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي وعدد كبير من الشباب المسلم والقبطي من أجل حفظ الأمن، من خلال تشكيل اللجان الشعبية التي حرست الكنائس والمساجد والمستشفيات والمصالح الحكومية، وتكفل مجمع عمر بن الخطاب وديري الأنبا بولا والأنبا انطونيوس وكنيسة مارجرجس في تقديم بعض المشروبات والأطعمة البسيطة لرجال اللجان الشعبية، فضلاً عن حل مئات المشاكل التي نشبت خلال الفترة الماضية.
كما قام فضيلة الشيخ "عبد الناصر طه" بشراء كمية كبيرة من المواد الغذائية من أرز وسكر ومكرونة وزيت، وبيعها بسعر الشراء بعد ارتفاع الأسعار بعد ثورة 25 يناير والإشراف أيضًا على توزيع البوتاجاز.

كما أسفر هذا التعاون المثمر على عقد لقاءين من لقاءات الإخاء والمحبة بين الأقباط والمسلمون، فاللقاء الأول عقد بمجمع عمر بن الخطاب، واللقاء الثاني نظمه ديري الأنبا بولا والأنبا انطونيوس وكنيسة مارجرجس وحضر اللقاءين أكثر من إلفين من الإخوة المسلمون والأقباط من مختلف الفئات والأعمار، كما يتم الإعداد لاحتفالية يوم اليتيم حيث سيتم تكريم عدد من الأطفال الأيتام من الأقباط والمسلمون بمسجد عمر بن الخطاب نهاية الشهر الحالي، ويتم الإعداد لعقد لقاءات ومسابقات ورحلات بين الشباب المسلم والقبطي لتوطيد العلاقات، بل تعدى الأمر ذلك إلى التخطيط لعقد عدد من اللقاءات في المدارس الثانوي والإعدادي والابتدائي لكي يشب الأطفال على هذه الألفة والمحبة التي تحظى بها مدينة ناصر .


فمدينة ناصر بحق محظوظة بوجود فضيلة الشيخ "عبد الناصر" ومن معه من الشيوخ والشباب المسلم، والقمص "باسيليوس" ومن معه من الآباء الرهبان والكهنة وشباب الأقباط .
فأنا من المقربين لهم وأعرف حجم المشاكل التي تم حلها خلال الفترة الماضية، والتي كان من الممكن أن تتسبب في عواقب لا يعلم عواقبها إلا الله وحدة، فنموذج فضيلة الشيخ "عبد الناصر طه" والقمص "باسيليوس" يجب أن يكون قدوة لرجال الدين لباقي مراكز المحافظة بل بكل محافظات الجمهورية.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com