ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

أيام قليلة أمام افتتاح الكنيسة المعلقة ومتحفي التماسيح والسويس

ميرفت عياد | 2011-04-06 10:48:44

كتبت: ميرفت عياد
خلال الأيام القليلة المقبلة، يقوم رئيس مجلس الوزراء د. "عصام شرف" بافتتاح الكنيسة المعلقة ومتحفي "السويس" و"التماسيح" بـ"كوم امبو" أمام الزيارات الدينية والسياحية، وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطويرهم وترميمهم، لمحاولة لتنشيط السياحة وعودتها إلى أفضل مما كانت عليه قبل ثورة 25 يناير.

أضرار كثيرة لحقت بالكنيسة المعلَّقة
هذا وقد تم الانتهاء من أعمل تطوير الكنيسة المعلَّقة بمنطقة "مصر القديمة"، والتي تعرَّضت لأضرار كثيرة بسبب زلزال 1992، كما تأثرت حالتها الإنشائية من جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية. وقد تكلَّف مشروع الترميم والتطوير حوالي (55) مليون جنيه، وشمل تخفيض وتثبيت منسوب المياه الجوفية بالحصن الروماني أسفل الكنيسة المعلقة والمتحف القبطي، وتدعيم الأساسات والأسقف بالكامل، واستبدال الأرضيات التالفة للكنيسة، وتغيير شبكة الكهرباء، وترميم برج جرس الكنيسة بالكامل، وتزويد الكنيسة بأجهزة تكييف، وتأمينها من مخاطر الحريق عن طريق عمل حنفيات إطفاء وجهزة إنذار مبكِّر للحريق، بالإضافة إلى أعمال ترميم دقيقة للكنيسة، تشمل ترميم الأعمال الخشبية، وترميم الأيقونات، وتنظيف الرخام، وتركيب الأجزاء الناقصة منه، وإعادة الرسومات الجدارية القديمة إلى حالتها الأولى.
 
الكنيسة المعلَّقة أقدم كنيسة في "مصر"
وشُيِّدت الكنيسة المعلَّقة على اسم السيدة العذراء "مريم"، وعُرفت بالمعلَّقة لأنها بُنيت على برجين من الأبراج القديمة لحصن "بابليون" الأثري. ولذا فهي تُعد أعلى مبنى بالمنطقة. ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الخامس الميلادي، وهو ما يتَّضح من القطع الخشبية النادرة التي تمثِّل دخول السيد المسيح إلى أورشليم.
 
كانت الكنيسة المعلَّقة في الأصل معبدًا فرعونيًا، ثم أنشأ الإمبراطور الروماني "تراجان" الحصن سنة 80 ميلادية على أجزاء من المعبد الفرعوني، وتم استخدامه في العبادة الوثنية. وعندما انتشرت المسيحية وتحوَّل الرومان للمسيحية، تحوَّل المعبد الوثني إلى أقدم كنيسة في "مصر"، وهي بهذا تُعد رمزًا لانتصار المسيحية على طغيان الرومان. وقد اشتهرت الكنيسة بسبب نقل الكرسي البابوي من "الإسكندرية" إليها في القرن الحادي عشر الميلادي على يد البطريرك "خرستوذولس"، واستمر الكرسي بها حوالي قرنين من الزمان، وقد دُفن بها العديد من البطاركة في القرن الـ11 والـ 12، ولاتزال توجد صورهم بالكنيسة.
 
المزج بين جمال الطبيعة والقطع الأثرية النادرة
تم الانتهاء من إنشاء أول متحف من نوعه في مدينة "السويس" بتكلفة إجمالية تقدَّر بـحوالي  (10) ملايين جنيه، واستغرق هذا المشروع حوالي ثلاث سنوات. ويقع المتحف في مدخل منطقة حوض الدرس على إمتداد شارع "بورتوفيق". وهو يطل على كورنيش النيل حيث يمتزج جمال الطبيعة بجمال القطع الأثرية النادرة التي يقتنيها المتحف.
 
أُقيم المتحف على مساحة ستة آلاف متر مربع، ويستوعب حوالي ثلاثة آلاف قطعة أثرية وفنية-سواء من العصر الفرعوني أو القبطي أو الإسلامي- كما تحمل العديد من القطع الأثرية قصة من قصص كفاح أهل "السويس" ضد العدو الإسرائيلي. ويتكون المتحف من طابقين وحديقة متحفية جميلة؛ يحتوي الطابق الأول على قاعة لاستقبال الزوَّار مزوَّدة بشاشات عرض كبيرة ومعمل ترميم وقاعة محاضرات، أما الطابق الثاني فيحتوي على معروضات المتحف التي رُوعي فيها التسلسل الزمني والتاريخي لمدينة "السويس"، بداية من عصر الأسرات الفرعونية إلى العصر الحالي، مع إظهار حكايات وبطولات شعب "السويس" الباسل في كفاحه ضد الاستعمار في العصر الحديث. وفي هذا الصدد قام د. "عماد أبو غازي"- وزير الثقافة- باختيار عاصمة ثقافية كل عام، على أن تكون "السويس" أول عاصمة ثقافية لـ"مصر" عقب ثورة 25 يناير. وجاء اختيار محافظة "السويس" لأنها شهدت أكبر عدد من الشهداء في ثورة 25 يناير.
 
عبادة الإله "سوبك" في "مصر" الفرعونية
ويُعد متحف التماسيح أول متحف للتماسيح بـ"كوم أمبو" في "أسوان"، ويرجع تاريخها إلى عصر الفراعنة، حيث كانت تعبِّر هذه التماسيح عن الإله "سوبك" الذي يُرمز له بالتمساح، وهو إله الفيضان والقوة. ولعل سبب عبادة المصريين القدماء لهذا الإله هو محاولة تجنُّب مخاطره، لأنه كان يهاجم كل من يحاول الاقتراب من النيل بهدف الزراعة أو الصيد، ولهذا حاولوا استرضاءه بتقديم القرابين، وعبادته، وإقامة المعابد له. ومن هذا المنطلق تقرَّر أن يضم المتحف جميع الاكتشافات الأثرية لحيوان التمساح المحنَّط، والتي تم العثور عليها أثناء التنقيب عن الآثار في جميع المواقع الأثرية بـ"مصر".

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com