كتب: عماد توماس
أوصى المشاركون في ندوة "النساء وثورة 25 يناير"، والتي ناقشت العلاقة بين شعارات الثورة، والنساء، وحيز الديمقراطية الممنوح للنساء بعد الثورة، والتي عقدت بمركز "القاهرة" للتنمية الخميس الموافق 31 مارس 2011، بحق المرأة في تولي المناصب القيادية، ومنحها المساواة التامة مع الرجل طبقا للدستور الذي سيتم وضعه، كما تأمل المرأة المصرية أن يكون العهد الجديد منصفًا لها، في أن يعمل على تغيير القوانين المجحفة لها. وأكد المشاركون على أن المرأة المصرية تتطلع إلى أن تكون الفترة القادمة فترة عمل، وتعاون ما بين الحكومة التي سيختارها الشعب، وجموع الشعب لتقليل الفجوة في التعليم بين الجنسين.
النساء.. كفاح متواصل من أجل الحرية
وكانت الندوة بدأت بكلمة المركز التي ألقتها "انتصار السعيد" -مدير مركز القاهرة للتنمية- والتي أكدت فيها على أنه في الصفوف الأمامية ومنذ ما يقرب من قرن أثناء اندلاع ثورة عام 1919 كانت النساء في كفاح متواصل، من الانتصارات والإخفاقات.
فكانت النساء في ثورة يناير في الصفوف الأمامية جنبًا إلى جنب مع الرجال، افترشن الأرض، وواجهن عصي الأمن المركزي، وضرب البلطجية مثلهن مثل الرجال، ونادين بنفس الشعارات، ووزعن البطاطين، والمأكولات، والأدوية، وشاركن في تأمين الميدان، كما اشتركن في تنظيف شوارع وميادين مصر بعد ذلك.
ونالت النساء حظها من القنابل المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، والأهم من كل هذا أنها نالت شرف الشهادة مثلها مثل رجال الثورة، كان الحضور النسائي في الثورة شديد التنوع، فهتفت النساء المتعلمات وغير المتعلمات، القبطيات والمسلمات، المسنات والشابات، كلهن بصوت واحد مطالبات مطالبات بحقوق جميع المصريين المهدرة.
فيلم تسجيلي وشهادات حية
عرضت الندوة؛ فيلمًا قصيرًا مدته خمس دقائق، من إنتاج مركز القاهرة للتنمية بعنوان "النساء والثورة"، وبعد ذلك تم سماع شهادات حية لحوالي 7 سيدات عن شهادتهن فيما حدث أثناء الثورة المجيدة، وتميزت هذه الشهادات بالتنوع، حيث روت كل منهن تجربتها، والجدير بالذكر أنهن من نماذج مختلفة في المجتمع المصري فمنهن ربة المنزل، والمحامية، والمحاسبة، والمدير العام، وأيضا منهن الفلسطينية المصرية، ثم دخل الحضور في نقاش عام مع كلا من: الأستاذة "نهال عمران" الناشطة النسوية ومدربة النوع الاجتماعي، والأستاذ "سيد أبو العلا" المدير التنفيذي لمركز القاهرة للتنمية، وعضو مجلس أمناء ثورة 25 يناير عن الشباب، ودار النقاش حول تراجع المساحة التي يجب أن تشغلها النساء في الخطوات والتطورات فيما بعد الثورة، وأن كل الشواهد تؤكد على تقليص دور المرأة بعد الثورة، مما يجعلنا نخشى من تراجع المساحة التي يجب أن تشغلها النساء في الخطوات، والتطورات في مرحلة ما بعد الثورة، فقد كنا نتابع ببعض القلق اختفاء العناصر النسائية من لجان الحكماء أثناء الثورة، ثم تكرر نفس الشعور في لجنة تعديل الدستور التي خلت تماما من العناصر النسائية، وأيضًا تجاهل الحكومة الانتقالية للقيادات النسائية في الوزارة الحالية، كما أن الهجوم الذي حدث على النساء المشاركات في مسيرة يوم المرأة العالمي يوم 8 مارس الجاري من بعض القوى الرجعية في المجتمع، وبعض البلطجية يعد بادرة على ما هو آت، إن قدرة النساء على المشاركة في الحياة السياسية قد تكون عرضة للخطر، مع اتجاه مصر نحو الانتخابات.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com