بقلم: سحر غريب
مازال البعض يتهمنا بأننا جيل ناقص رباية لأننا تجرأنا وطالبنا بمحاكمة الرئيس السابق بدلًا من طلب السماح والمغفرة منه.. لأننا تطاولنا عليه وهو في مقام الأب!! ماعلشي ياريس، حقك علينا. أصلنا شوية عيال وغلطت!
حقًا سامحنا، فالمسامح كريم.. سامحنا لأننا رأيناك مانعًا للخير، حاجبًا للعلم والمعرفة. فقد وصلتنا أنباء بأنك رفضت بناء جامعة "زويل"، وحجبت عنا الاستفادة من زُبد عدد كبير من علمائنا المُغتربين الذين تعلموا العلم في الخارج وتمنُّوا إدخال بعضًا منه في بلدنا.. فقد كنت ياريس بحسك الأبوي تحمينا من شرقة المعرفة التي يعاني منها المجتمعات الغربية الشرقانة علم وبحث علمي.
سامحنا لأننا لم نُقِّدر هديتك الغالية، والتي تتمثل في تشكيل عصابي يتحاكى عنه القاصي والداني، جعل من بلدنا واحة غناء لكل فاسد!! ألم تحمي "أحمد عز" وشركاه؟ أليس هذا العز مواطن مصري له حقوق وجب عليك حمايتها يارئيس كل المصريين؟ ألم تتسبب بغض بصرك عن مستوردي المبيدات المُسرطنة في جعل بلدنا موطن أصيل للسرطان؟ ألم تتسبَّب عزيزي الأب الرحيم في إدخال مياه غير نقية للبيوت تسبَّبت في انتشار الفشل الكلوي في "مصر"؟
يامن تريدون أن يعفو الله عما سلف، وأن نترك الحساب ليوم الحساب، وأن ندع هذا المبارك يأكل المال الحرام في الدنيا ليحترق بها في الآخرة، ألا ترون معي أن حرماننا من حساب الرئيس السابق يعد منعًا لإعطاء أي رئيس قادم درسًا عملي لما يمكن أن تصبح عليه حياته لو ألتفت يمينًا أو يسارًا عن مصلحة شعبه؟!! فالرئاسة لم تعد تشريف بل أصبحت تكليف ومسئولية. ألا ترون أن عقاب رأس الفساد الكبيرة هو بمثابة أكبر درس لرؤوس الفساد النووية الصغيرة التي مازالت تمارس فسادها بكل حرية وكأن الثورة لم تكن يومًا ولن تكون؟!!!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com