هاجمت سيدة مجهولة سيارة الرئيس السوري بشار الاسد حال مغادرته مجلس النواب وبعد ان القى "خطاب الاربعاء"، الذي انتظره شعبه الثائر، ووفقاً لتقرير بثه التلفزيون الاسرائيلي اضطر التلفزيون السوري الى قطع بثه المباشر، واصطحب طاقم حراسة الاسد السيدة المجهولة في سيارة خاصة.
دمشق: كشفت تقارير اعلامية عن هجوم مباغت لإحدى السيدات السوريات على سيارة الرئيس السوري بشار الاسد حال مغادرته مجلس النواب، بعد ان القى كلمة طال انتظارها من ابناء شعبه الثائر.
ووفقاً لتقرير بثه التلفزيون الاسرائيل كانت اجهزة الامن السورية قد اجرت عمليات تمشيط واسعة النطاق حول مقر مجلس النواب السوري، لتأمين دخول وخروج الاسد منه، سيما في ظل التظاهرات المحدودة التي رفعت لافتات ورددت هتافات مؤيدة للرئيس السوري. على الرغم من ذلك اندست بين هذه التظاهرات عناصر سورية معارضة للنظام، وكان من بين تلك العناصر سيدة يتراوح عمرها بين الخامسة والاربعين والخمسين عاماً، وعلى حين غرة من التجمعات، ووسط تلويح الاسد للمؤيدين له حال خروجه من مقر مجلس النواب السوري، باغتت تلك السيدة التي وصفها التلفزيون الاسرائيلي بـ "المجهولة" طاقم حراسة الأسد، والقت بجسدها على سيارته.
المشهد الدرامي
وامام هذا التطور الدراماتيكي انتبه فريق من حراسة الرئيس السوري الى كاميرات وسائل الاعلام التي كانت تحيط بالمكان، وقاموا بابعادها عن التقاط المشهد الدرامي، وبحسب تقرير القناة الاسرائيلية: "اطلقت السيدة المجهولة صرخات في وجه الرئيس السوري على بعد متراً واحداً منه شخصياً". واضاف التقرير: "لم يكن من الرئيس السوري الذي فوجئ بالسيدة، الا ان دلف الى سيارته، ليترك عناصره الامنية يحملونها ويضعونها داخل احدى السيارات التي رافقت موكب الاسد الى البرلمان السوري".
ويشير تقرير القناة الاسرائيلية الى ان التلفزيون السوري لم يستطع تجاهل المشهد، الذي لم يستغرق سوى ثوان معدودة، اظلمت بعدها شاشته لتستأنف البث بعد ما يقرب من دقيقة ونصف، وقرر القائمون على التلفزيون السوري التخلي عن البث المباشر لمغادرة الاسد من مقر البرلمان السوري.
قبضة الامن السوري
عل الرغم من المعلومات المختزلة في تقرير القناة الاسرائيلية حول تلك الواقعة، الا ان معد التقرير لم يُخف نبرته التحليلية للموقف، إذ رأى ان السيدة التي يدور الحديث عنها لم تر رئيس بلادها على ارض الواقع الا في هذه المرة، وليس من المعروف ما اذا كانت تحمل بداخلها مظلمة او طلباً، سيما ان صراخها لا يدل على ترحيب وانما يحمل بداخله اوجاعاً ربما يمكن الكشف عنها لاحقاً، إذا تسنى افلاتها من قبضة الامن السوري، ولن يحدث ذلك الا بزوال النظام.
وبحسب تقرير التلفزيون الاسرائيلي، احتمى وطيس الثورة السورية ضد نظام الاسد خاصة في مدينة درعا ومناطق اخرى متفرقة في البلاد، وكانت واقعة السيدة المجهولة مع الرئيس السوري، وفحوى خطاب الاخير بالبرلمان وقوداً اشعل لهيب المعارضين للنظام، على العكس من توقعات الدوائر الرسمية في دمشق، التي ارتأت في وقت سابق ان "خطاب الاربعاء" سيخلق اجواء ايجابية لدى الشعب السوري ويطيب خواطر الجماهير الثائرة.
وفي تحليل لم يبعد كثيراً عن موقف المعارضة السورية، رأى الصحافي والمذيع الاسرائيلي ايهود يعري: "ان موقف السيدة التي هاجمت سيارة الاسد، لا يختلف كثيراً عن موقف شريحة كبيرة من الشعب السوري، التي تعاني ظروفاً اقتصادية طاحنة، وبطالة متفشية، ولم يستطع نظام الاسد من خلال الاعداد المسبق لتنظيم مظاهرات مؤيدة له التحايل على شعبه، بالتقاط صورة تلفزيونية مضلله، ولعل ذلك كان سبباً في استئناف الثوار السوريين ثورتهم في اعقاب انتهاء الاسد من خطابه امام مجلس النواب".
وفي هذه الاثناء، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء "لم يكن على مستوى الاصلاحات" التي يطالب بها السوريون.
كما اعتبرت منظمة العفو الدولية الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد فوت في الخطاب الذي القاه الاربعاء "فرصة فعلية لرفع حالة الطوارىء" المفروضة في سوريا منذ العام 1963.
وقال فيليب لوثر المدير العام المساعد للمنظمة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا "لقد فوت فرصة فعلية لرفع حالة الطوارىء"، في اشارة الى قانون الطوارىء.
واضاف لوثر ان الرئيس السوري "بربطه اعمال العنف بوجود +مؤامرة+ اجنبية، انما يوصد الباب امام الكثير من السوريين الذين يطالبون باصلاحات".
من جهته اعتبر نديم حوري الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان في تصريح لفرانس برس "ان خطاب الاسد مخيب جدا للامال".
واضاف "لقد اكتفى الاسد بتكرار الوعود الغامضة نفسها التي يكررها منذ سنوات. المطلوب هو اجراءات ملموسة مثل الغاء حالة الطوارىء وتفكيك المحاكم الاستثنائية واطلاق حرية التعبير".
وكان الرئيس السوري تجنب في خطابه الاعلان عن خطوة ملموسة باتجاه الغاء قانون الطوارىء، واعدا باجراء اصلاحات "بسرعة من دون تسرع"، ومشيرا الى ان سوريا تتعرض لمؤامرة "تعتمد في توقيتها وشكلها على ما يحصل في الدول العربية".
وادت المواجهات بين متظاهرين سوريين وبين قوات الامن السورية منذ الخامس عشر من اذار/مارس الحالي الى مقتل عشرات الاشخاص.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com