بقلم: ميرفت عياد
كيف نفكِّر؟ كيف نكوِّن آراءً مستنيرة؟ كيف نضع المعلومات بجانب بعضها حتى نكتشف الحقيقة؟ والسؤال الأكثر أهمية، متى سيُفطم الشعب، ويستطيع أن يلعب لعبة الديمقراطية بمفرده، دون أن يعتمد على أساليب المساعدة التي يتبرَّع بها أصحاب المصالح؛ من أجل إبداء الرأي والمشورة، أو بإدعاء أن الشعب مش فاهم حاجة ويجب تنويره، أو بإدعاء أن الشعب لا يعرف صالحه جيدًا، أو بإدعاء إنه وحده يمتلك الحقيقة المطلقة.. أو.. أو.. أو..؟!! والإدعاءات الكاذبة كثيرة..
هذه أسئلة أطرحها على الشعب المصري وأريد إجابة عليها.. أريد أن ننظر إلى أنفسنا ونفكِّر.. كم صنع النظام السابق بنا، من جهل وأمية حتى للمتعلمين منا؟!! فالتعليم عبارة عن برشامة تؤخذ في الامتحانات حتى يتم النجاح، ثم بعد ذلك نعجز حتى عن التفكير في منطقية الأمور.. ومن هنا نشأت ثقافة القطيع.. وتسليم الدماغ إلى من يقود تفكيرنا.. لو قال "نعم"، بسهولة ويسر نقول خلفه.. ولو قال "لا" نجد أنفسنا نحلف بأغلظ الأيمان إننا سنقول "لا"!!.. لكن لماذا "نعم" أو من أين أتت "لا" ليست هذه المشكلة، المهم إننا نسير خلف من نتخيِّل إنه يفهم أكثر منا..
وهنا تحضرني قصة حكتها لى والدتي وأنا طفلة صغيرة.. تروى عن ذئب ماكر للغاية أراد أن يقوم باصطياد نعامة ولكنه لم يستطع أن يجري مثلها، ففكَّر في حيلة.. وهي أن يجرى في الإتجاه المعاكس، ويضع في طريق النعامة قارورة بها أكل كثير ولكنها ذات عنق ضيق.. وبالفعل وجدت النعامة القارورة يحملها الذئب وهو يبلغها إنه صديق ولن يقوم بإيذاءها، والدليل على هذا إنه يقدِّم لها وجبة جميلة في ذلك الإناء.. وللأسف صدَّقته النعامة الطيبة، ووضعت رأسها في القارورة وأخذت تلتهم الطعام.. وحين حاولت الخروج منها لم تستطع.. وهنا ضحك الذئب ضحكة المنتصر وهو يقول: "غباءك أسقطك في الفخ".. وإنقضَّ عليها ليلتهمها..
تُرى عزيزي القارئ، منْ هو الذئب الماكر؟ ومنْ هي النعامة الطيبة؟؟
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com