بقلم: هيام فاروق
قرأت فى جريدة الأهرام بتاريخ 16 مارس 2011 تحقيقا بعنوان : لجنة الحكماء تنجح فى وأد الفتنة فى صول . وبالإطلاع على مضمون التحقيق قرأت الآتى : (وقال اللواء علي القرشي ممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة: بناء علي التسامح الذي أبداه شيوخ وشباب قرية صول ، فإن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يقرر بناء الكنيسة ) .
بالله عليكم هل تقرير المجلس الأعلى للقوات المسلحة الآن أصبح يصدر بناء على الحلول والأحكام التى لشيوخ القرية ؟ وأين التسامح فى طرف معتدى قام بالهدم وطرد أهالى من بيوتهم وسط صيحات التهليل والتكبير ولزاما عليه لتصحيح خطأه أن يعيد البناء الذى خربه بيده ؟ ثم إن كون أهل القرية أبدوا تسامحهم فهذا يعنى أن هذا ليس من طبيعتهم . ما علينا .
وفى نفس التحقيق (قال الدكتور عبدالله بركات عميد كلية الدعوة السابق أحد أعضاء وفد الأزهر الشريف في لجنة الحكماء:(قرر النصارى أن المسلمين لم يعتدوا علي نصراني واحد ولم يكرهوا فردا علي الخروج ونرفض المزايدة علي شعبنا نصارى ومسلمين.) هل قرر النصارى هذا الإدعاء ؟ كيف ؟ والأهالى كانوا وقت انعقاد هذه الجلسة المصطبية العرفية واقفين أمام ماسبيرو التليفزيون ؟
وفى نفس التحقيق يقول أنه (قد اجتمع الشيخ محمد حسان والدكتور عبدالله بركات والدكتور صفوت حجازي وممثل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومدير أمن حلوان مع 20 شابا مسلما من أهالى قرية صول) وسأنقل لكم بعض قرارات التوثيق الذى صدر .
1ـ عدم الملاحقة قضائيا لأي شاب من الطرفين.
2ـ تغيير خدام الكنيسة لدورهم في تأجيج المشكلة .
3ـ إخضاع الكنائس ودور المناسبات للتفتيش .
4ـ التمسك التام بمحافظ حلوان .
5ـ التزام المسيحيين بعدم القيام بأعمال استفزازية تؤجج المسلمين .
وكانت بعض بنود وثيقة الشباب المسيحى وهم 21 شابا الآتى :
1ـ بناء الكنيسة في ذات المكان .
2ـ محاكمة المتسببين في الهدم .
3ـ تعويض المسيحيين الذين أضيرت منازلهم .
4ـ إلغاء المادة الثانية من الدستور .
بعد عرض مطالب هؤلاء وهؤلاء .. أرى وليس عن تحيز ما هو الغير شرعى الذى طلبه الشباب المسيحى ؟ باستثناء المادة الثانية التى تمثل الخط الأحمر الغير قابل لتجاوزه .
نأتى لمطالب الشباب المسلم .. ماذا يعنى طلب عدم الملاحقة القضائية للمخطئ ؟ أين القانون ؟ وهل بهذه السهولة تيسير أمور من يقتل ومن يعتدى على الغير وكل أعمال البلطجة ؟ وما دخلهم فى تغيير خدام الكنيسة ؟ ألهذا الحد وصل بهم التبجح إلى التدخل في إداريات كنيستنا ؟ أين آباء الكنيسة الآن ؟ وأيضا ماذا يعنى إخضاع الكنائس للتفتيش ولماذا المساجد لا ؟ ولماذا التمسك بمحافظ حلوان المشهود له بتاريخ غير مشرف وليس على مستوى المسئولية ؟ ولماذا إلتزام المسيحيين بعدم إستفزاز المسلمين فى نفس الوقت الذى يستفزون هم فيه مشاعرنا بكل ما أوتى لهم من بغضة وتمزيق عنصرى الوطن بكل المعانى . أليست هذه الوثيقة نفسها إستفزازية ؟
ثم هل يصلح أن يكون الطرف المصلح بين طرفين كان يوما ما معادى لأحدهما ومشهور بخطاباته الدينية المتأججة فى إشعال الفتن من قبل ؟ و يقرر فضيلته أنه يقوم بهذا العمل ليس طمعا فى منصبا ولكنه لوجه الله تعالى . عجبى
بالمناسبة .. أين شباب الثورة الآن ؟ لم أرى أمامى سوى شيوخ الإخوان والسلفيين والوسطيين والمتشددين وأخيرا ( رد السجون ) المهووس دينيا هو وأتباعه الذين يريدون تطبيق الشريعة وفرض الجزية على أهل الوطن . عجبى .
عموما كل هذا إن دل على شيء فإنه يدل على تشجيع المجلس الأعلى للقوات المسلحة للتيار الدينى وترك الساحة لهم لركوب موجة الثورة خصوصا وأنها غير عاجزة عن إيجاد حلول بعيدا عن الشيوخ ورجال الدين .
ثم كيف للقوات المسلحة أن تستعين بهؤلاء وهم كانوا بالنسبة لها أعداء بالأمس فكيف أصبحوا اليوم أصدقاء (ولا هى المصلحة لمت الشامى على المغربى ؟) . خير اللهم اجعله خير .
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com