كتبها: رجائي تادرس
إن ثورة ٢٥ يناير ثورة الشعب الذي تمرد على الفساد والظلم ورفع شعار حرية، ديموقراطية، مدنية، ومن مبادئها الحقيقية المواطنة الكاملة التي عملت على ولادة الإنتماء ونهضة الضمير ويقظة الفكر ونشوة الوطنية وصحوة الولاء للشعب المصري، هناك ثورة مضادة تحاول تفريغ مضمون ثورة الشباب وهي مؤامرة من داخل مصر على مصر لتعميم سيناريو الدمار الذي يأكل الأخضر واليابس، مع عجز الجيش حتى الآن عن إستعادة الأمن في مصر واحتواء سبل النظام وتأخره في قراراته الحاسمة، وإن دل ذلك على شئ فهو يدل على أنه يوجد إنقسام داخل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فقسم يحافظ على انتمائه للقِدَم وقسم يريد التحديث وتحقيق مبادئ الثورة وهذا ما يستغله قيادات الثورة المضادة لتحقيق أهدافهم ومن أهمها إجهاض مكتسبات الثورة ودخولنا في عالم الفوضي.
أقباط ومسلمين ماسبيرو يد واحدة:
وما يحدث الآن من تمرد الأقباط وصحوتهم الجبارة واعتصاماتهم أمام ماسبيرو لرد الإعتبار والكرامة وأخذ الحقوق ليس للقبطي فقط وإنما للمصريين جميعاً فإنه يدشن فترة جديدة من وضع الشعب القبطي وتعاملهم مع قضيتهم وخروجهم من أسوار الكنيسة.
إذا كان يريدون أن يخرسوا أصوات الأقباط الآن تحت ما يسمى الأوضاع الأمنية والوضع الخطر التي تمر به البلاد فهذه حجج واهية وتخدير وقتي، ولا بد أن يعلموا أن أمن مصر الأساسي هو أمن وحقوق أبناء مصر والأقباط هم جزء أساسي من التركيبة الشعبية المصرية، فاعطوهم حقوقهم كي تحافظوا على أمن وسمعة مصر بلادنا، ولهذه الأسباب سوف يستمر الإعتصام القبطي أمام ماسبيرو إلى أن تتحقق كل مطالب شباب ماسبيرو وهم لهم الشرعية الكاملة في تمثيل الشعب القبطي ومطالبه، وليس آحداً آخر.
تسجيلاً للتاريخ فإن أقباط المهجر يؤيدون اعتصام ماسبيرو ويعضده ويستنكرون ما يحدث من اعتداءات وهجوم بربري ضد الأقباط وكنائسهم والتي أصبحت ظاهرة في الآونة الأخيرة بعد الثورة والتي راح ضحيتها العشرات من القتلى والمئات من الجرحى وتندرج تلك الاعتداءات تحت بند جرائم ضد الإنسانية.
الجميع يُطالب بعدم الإنصياع وراء دعاة وصانعي الفتنة التي نعلم جيداً أن النظام السابق هو من صنعها في مصر ولكن لا أحد يقوم بإجراء حاسم ضد هؤلاء الخونة وحل المشاكل المتعقبة للفتنة الطائفية حلا عادلا وتقديم الجناة إلى المحاكمة العاجلة.
إن المسؤولين الآن عن إدارة وتيسير الأعمال في مصر يتحدثون أكثر مما يعملون، ويوجد لدينا إحساس أنهم في وضع أكبر منهم ولا يعلمون بالضبط من أين يبدؤون ويتحركون بسرعة السحلفاة في ظل هذه الأوضاع الخطيرة التي لا بد لها من السرعة في اتخاذ القرارات ومن ثم تنفيذها، لكي يُنقذ ما يمكن إنقاذه في وقت قصير ونحن الآن نعيش في حالة من الإنفلات الأمني والسياسي والاقتصادي أيضاً.
لماذا لم يتم التحفظ على القيادات الكبرى في النظام السابق مثل جمال مبارك؟! صفوت الشريف؟! وفتحي سرور؟! ومفيد شهاب؟! وزكريا عزمي؟! والعناصر الأمنية الأخرى من رجال أمن الدولة والحرس الجمهوري؟. التي تقود الهجمات الهمجية من البلطجية ويرتدون عباءة الدين ويتحركون وسط الناس بحرية ويمتلكون الموارد لضرب أمن البلاد وزعزعة الإستقرار أملاً في عودة النظام السابق للبلاد!! هذا لم ولن يحدث أبداً، ولا بد من تقديمهم إلى المحاكمة العاجلة، ولماذا لم يتم حتى الآن قراراً بإغلاق الحزب الوطني كما فعلت تونس لبداية عهد جديد يعطي الإحساس بالأمان والثقة للشعب المصري؟..
الجميع يتحدثون عن الثورة المضادة من أذناب الحكم السابق لكنهم لم يتخذوا أي إجراءات ضدها وضد منفذيها، عندما تتسرب أنباء وشائعات عديدة داخل المجتمع، هذا لا يعني إلا شيئاً واحداً وهو عدم المصداقية والشفافية في هذا المجتمع، وهنا نتحدث عن أنباء تقول أنه يوجد إنقلابات داخل الجيش ثم ينفون هذه الأنباء، إذا لم نستطع حل هذة المشاكل الآن وبسرعة سوف نساعد على إستمرارية الثورة المضادة التي تعرض أمن البلاد للخطر وينتج عن ذلك تمديد وترحيل الفترة الإنتقالية في مصر إلى سنوات وهو من أخطر ما يمكن أن يحدث ضد نهضة الوطن ومحاربة الفقر والجهل وحماية أراضيه.
مش عايز أحزن تاني يا مصر، أنا ما صدقت أفرح...
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com