كما شرخت أحداث فتنة «صول» قلوبنا وأدمت ضمائرنا وأرواحنا ونحن نرى الوطن يتفتت أمام أعيننا ويتصارع أبناؤه ويجرى بسرعة الصاروخ فى نفق معتم بلا نهاية، شرخت هذه الأحداث أيضاً قدرتنا على الحكم الجيد للأمور وكيفية معالجتها، وطرحت أسئلة مهمة ومفصلية حول مبادئ عامة وأساسية فى معالجة مثل هذه الأمور الطائفية، أسئلة لابد أن نواجهها بصراحة ووضوح وحسم حتى لا تتكرر مثل هذه الفتن التى لا يتحملها وطن يلملم جراحه.
السؤال الأول: هل هدم كنيسة صول هو خروج على القانون يحتاج إلى حكم حاسم ورادع أم هو مشكلة عائلية تحتاج إلى جلسة عرب وصلح عرفى وقعدة صلح؟
السؤال الثانى: هل من المفروض أن يطلب داعية تأجيل بناء الكنيسة حتى يصل إلى رأى الشرع فى القضية ومن أوكل له هذا الدور، أم أن المفروض هو البناء السريع لما تم هدمه كما صرح الجيش حتى لا نزيد النار اشتعالاً؟!، وهل الهدم خروج عن الشرعية أم خروج عن الشرع؟ وهل نحن قد عدنا إلى زمن أهل الحل والعقد الذى تم تكوينه من بعض الدعاة، الذين ليس من بينهم شيخ الأزهر أو المفتى، هم الذين يقررون بناء الكنيسة من عدمه؟
السؤال الثالث: كيف للبعض ممن قام بتأجيج نار الفتنة عبر شرائط الكاسيت الملتهبة التى تطعن فى عقائد الآخرين أن يتولى منهم الآن من يقوم بدور المصلح للفتنة وكيف سيقبل من استمعوا إلى هذه الشرائط والإهانات قبول النصح منه؟
السؤال الرابع: ما رأى الإخوان وهم مقدمون على تكوين حزب مدنى جديد داخل حياة حزبية مرحبة ورحبة فى فتوى الشيخ محمد الخطيب مفتى الإخوان فى العدد رقم 56 من مجلة الدعوة عن حكم بناء الكنائس، التى تقول: حكم بناء الكنائس فى ديار الإسلام يكون على ثلاثة أقسام، الأول: بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها.. كالمعادى والعاشر من رمضان وحلوان، وهذه البلاد وأمثالها لا يجوز فيها إحداث كنيسة ولا بيعة، والثانى: ما فتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا .. فهذه أيضا لا يجوز بناء هذه الأشياء فيها، وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين، القسم الثالث: ما فُتح صلحا بين المسلمين وسكانها، والمختار هو إبقاء ما وجد بها من كنائس وبيع على ما هى عليه فى وقت الفتح، ومنع بناء أو إعادة ما هدم منها إلا إذا اشترطوا فى عقد الصلح مع الإمام إقامتها، فعهدهم إلى أن يكثر المسلمون على البلد، ويختم مفتى الجماعة فتواه قائلاً: إنه لا يجوز إحداث كنيسة فى دار الإسلام!
السؤال الخامس: هل من الحصافة ونحن مقدمون على لم الشمل وتضميد الجراح أن نخرج على الناس فى الفضائيات لنتحدث عن خمور فى الكنيسة وملابس داخلية وطقوس سحر... إلخ، وهل هذه سلوكيات من يريد الإصلاح أم هو امتداد لشائعات الأسلحة والذخيرة داخل الأديرة التى أشعلت نار الفتنة من قبل؟
نتمنى أن ننظر إلى هذا الأمر الجلل على أن ناره مازالت تحت الرماد، وأن الخراج قد تم إغلاقه على قيح وصديد، ولن تنفع فيه مصافحات الحفلات ولا اعتصامات ماسبيرو. لابد من العلاج الجذرى فى مناهج التعليم وفى نصوص القانون وأيضاً فى خطب رجال الدين، نريد استئصالاً لورم الفتنة الطائفية وليس مجرد مسكنات.
نقلاً عن المصري اليوم
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com