بقلم: زكريا رمزى زكى
عندما تجمع الاقباط حول مبنى التليفزيون بعد حادثة هدم كنيسة صول باطفيح محافظة حلوان ، كان النداء الرئيسى لهم " عايزين كنيستنا " نداء أيقظ لدى مجموعة من المشاعر المكبوتة التى كادت أن تزول بعد ثورة 25 يناير ، لكنها عادت تظهر على السطح من جديد ، انه نداء من مظلوم داخل وطنه ، نداء ليس لحق هو يريده لكن لرفع الظلم والجور عنه ، لم ينادى الاقباط بأن يستولوا على قطعة أرض لبناء كنيسة جديدة عليها ، وانما ينادون بأن يستردوا كنيستهم التى سلبت منهم بعد احراقها وهدمها بلا أى سبب ، نداء يخرج من جسد عانى كثيرا واحتمل أكثر ، نداء يأتى من بشر من المفروض وحسب الدساتير والقوانين انهم متساوون فى الحقوق والواجبات ، ولكن على الأرض لا يجدون لا حقوق ولا كرامة ، نداء جاء من غابة يعيش فيها مجموعة من الوحوش الذين لا يستطيعون أن يعيشوا فى سلام ، هنا انا لا أقصد المسلمين كلهم اطلاقا فمنهم أفاضل ومحترمين لكن أقصد من لا يريدون أن يروا بجوارهم الآخر المختلف عنهم عقائديا ودينيا وهم كثر ، نداء يأتى من خلفيات مظلمة داست على أبسط حقوق الانسان وهو الحق فى الحياة والإعتقاد ، نداء يدوى فى صحراء لا تريد أن تسمع غير صوتها ولا تفرض الا سطوتها ، نداء لا يأتى الا من عاش وسيعيش وهو يمد يده بالسلام ولا يرى الا الشر من أُناس لا يعرفون الا الشر . وأعود بذاكرتى الى ما تعلمته فى دروس التاريخ الى النازية الالمانية التى كانت ترى فى الجنس الالمانى أصفى وأنقى أجناس الأرض وكل مادونهم هم ليسوا ببشر ينبغى إبادتهم من الارض ، أو أن يقوموا على خدمة الجنس السامى . إنها النظرة العلوية التى تنظرها بعض التيارات الان فى مصر الى الأقباط مهما غيروا من أحاديثهم ولغة خطابهم لمكسبة ود الرأى العام لكنهم كاذبين ، بالرغم من الآسى والضيق الذى انا أشعر به الآن لكننى أراهن على الأغلبية العادلة من إخوتى المسلمين الذين يرفضون كل هذه المهاترات والأعمال اللإنسانية ، أراهن على أن يضعوا كلمة الحق التى نادت بها كل القيم السماوية ، أراهن عليهم بأن لا يعطوا لهذه الفئات المخربة المكانة والامكانية للسيطرة على مقدرات هذا الوطن ، لابد لنا جميعا أن نتفق ونتعاون ونتحد ضد هؤلاء الخونة لأن مثل هؤلاء لا دين لهم ، لأنهم بأفعالهم الدنيئة هذه يخالفون تعاليم دينهم ويكفرون به ، أنا أريد أن أسأل الذين اشتركوا فى هدم الكنيسة واحراقها ما دافعهم لهذا ؟ وهل دينهم يدفعهم لفعل مثل تلك الافعال ؟ وهل كان سيحدث معهم مثل تلك الافعال القذرة لو كانوا هم العنصر الاقل عددا ؟ أسئلة أطرحها على هؤلاء المخربين لأضعها أمام ضمائرهم ان كان لديهم ضمائر باقية . وأقول لهم أخيرا أن الظلم لابد وأن ينتهى وخير شاهد على ذلك ما يحدث الان من سقوط أكبر مواقع الظلم امامهم فى ايام معدودة ، وان لم يأتى هذا اليوم الآن فسوف يأتى لا حقا . أنا الآن أريد كنيستى لأنها بنيت من طين هذا البلد واساساتها قوية منذ الاف السنين وسوف تستمر الى مدى الاجيال والى الابد
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com