ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

طب الصح فين؟

د. مينا ملاك عازر | 2011-03-08 00:00:00

بقلم: مينا ملاك عازر
عنوان المقال سؤال يتردَّد على ألسنة وفي عقول وقلوب كثيرين من الناس، حتى إنني حينما قاربت على الانتهاء من إلقائي محاضرة لمجموعة من الشباب لتحليل للأحداث الجارية، وكيف حدثت؟ وبعد أن أفضت في شرح تاريخ كل حزب من الأحزاب السياسية الفعَّالة، والموقف الدستوري الحالي، والتعديلات الطارئة عليه، والمطلوب تغييره والذي لم يتحقق- كان هذا السؤال الذي واجهني: نعمل إيه لما إحنا مش عارفين نصدَّق مين؟ نسمع ده نصدقه، ونسمع ده نصدقه، الصدق فين؟ والكذب فين؟ مين إللي مع الشعب؟ ومين إللي مع الحكومة؟ مين فاسد؟ ومين مش فاسد؟ مين مع الثورة؟ ومين ضدها؟ مين خاين؟ ومين مش خاين؟ إحنا تايهين..
 
فشعرت بحيرتهم، ولهم كل الحق. فأنت تسمع الفريق الدكتور "شفيق"- رئيس الوزراء السابق- تقول له حق، تسمع المعارضين تقول لهم حق، تسمع الإخوان تقول اتغيَّروا، تسمع الليبراليين تقول الإخوان مش مضمونين، تسمع الأحزاب السياسية تقول: حلو، طب كنتم فين؟ تسمع شباب الثورة يقولوا مش عايزين ناس قديمة، تقول صح!! تشغَّل عقلك وتقول رأي ليك، فيكون مش على مزاج صاحبك إللي جانبك، يقول لك: إنت خاين وعميل ومش بتحب البلد، تقول له يا عم ده أنا صاحبك ومعاك، فيرد لا ما هما ذيول النظام في كل مكان، ممكن تكون حضرتك منهم أضمن منين؟ فترد عليه حضرتك: طب وليه ما تكنش حضرتك من ذيول النظام، وساعتها تبقى إنت الخاين وتسيب صاحبك، كل واحد فيكم فاهم إن التاني من ذيول النظام.
 
فصرنا شعبًا تائهًا، وصرنا مشتتين كل واحد ضد صاحبه، كل فعل يفعله شخص مسار شك للآخرين.. قد يكون من الصعب الآن إتضاح الأمور، لكن من المؤكَّد أنه يجب الإتفاق على نقطة واحدة، أن نحب البلد أكثر من أطماعنا الشخصية. حينها فقط سنتبين النور من الظلام، وإن كان لكل واحد طريقة في حبه للبلد، وكل واحد يعتقد أن رأيه نابع عن حب للبلد، وإن سلَّمنا أنفسنا في هذه الدائرة الجهنمية التي لا خروج منها، ستكون نهاية الثورة الحقيقية ليست على يد النظام السابق مباشرةً، وإنما على أيدينا أنفسنا، وسنكون مسار شماتة لهم، يشمتون فينا بعد أن خلعناهم، ويقولون: شفتم بقى شكلكم بقى إيه بعد ما مشينا؟ عرفتم قيمتنا؟ آديكم مش عارفين تختاروا، ولا تفكَّروا، ولا تقيِّموا المواضيع.. وتلاقي أحدهم من التافهين يخرج لسانه الطويل، ويقول: مش قلت لكم إنتم شعب عايز يتعلم الديموقراطية، ما صدقتمونيش. آديكم مش قادرين حتى تحترموا آراء بعض.
 
فهبوا قبل أن تأكل الثورة بعضها، ويأكل الشعب بعضه، وتذوب "مصر" من نار ثورات بعضنا البعض. فيا أولي الألباب، دعونا نبحث عن ميزان نقيس عليه الأمور.. دعونا ننصت بعضنا لبعض. فنحن بحاجة لهذا، وإلا سنخسر كل حاجة، فلم يعد في الوقت الكثير، فـ"مصر" تحتاج لاجتماعنا على كلمة سواء، وليس أن نتفق على ألا نتفق.
 
المختصر المفيد، إلامَ الخلف بينكم إلامَ، وهذه الضجة الكبرى علامَ؟!!

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com