بقلم: رأفت فهيم جندى
فى سبتمبر 1970 توفى عبد الناصر وانتهت علاقة حميمة نشأت بينه وبين قداسة البابا كيرلس لدرجه ان عبد الناصر هو الذى اقترح واختار مكان الكنيسة المرقسية بالعباسية وشارك فى افتتاحها. أتى السادات بعدها وكان لا بد من نوعية آخرى لقيادة الكنيسة القبطية، فكانت نياحة القديس البابا كيرلس بعد وفاة عبد الناصر بستة اشهر وتولى البابا شنودة القيادة، هذا الذى لقبه البعض "يوحنا ذهبى الفم المعاصر".
فى عهد السادات تفشت الجماعات الإسلامية التى حاربت المسيحية والمسيحيين سرا وعلنا، فكرا وعنفا، فتبلور دور قداسة البابا شنودة الغزير العلم والإيمان، والصلب فى الدفاع عن المسيحية والأقباط، واسرعت الدولة ايضا بخطة ابادة الأقباط واستدعى هذا من البابا التداخل مع الدولة فقيل عنه انه سياسى، ووصل التداخل إلى حد الصدام مع الدولة، ونفى السادات قداسة البابا فانتهى السادات بعدها بشهر واحد.
قبلها وفى عام 1968 كان ظهور العذراء مريم فى الزيتون لفترات طويلة لتقوية إيمان الأقباط استعدادا لما ستأتى به الأحداث.
أتى عصر مبارك الذى تباطأ 3 سنوات لإطلاق سراح البابا شنودة حتى يضمن أنه لن يقوى على المعاندة، واستمرنظام مبارك فى مخطط ابادة الأقباط بطريق قتلهم وترويعهم وحرق منازلهم ومتاجرهم وخطف بناتهم والأعتداء على كنائسهم واحيانا اقامة المذابح لهم. ولكن مبارك اتخذ طريقا مخالفا للسادات، فبينما كان السادات يخرج على العلن ليقول عن خطف بنات الأقباط " كل مرة واحدة بنت تحب لها ولد يعملولى أنا مشكلة" ويبرر أيضا إضطهاد الأقباط بقوله "أنا رئيس مسلم لدولة مسلمة" اتى مبارك بخطة الصمت على ما يحدث للأقباط واستمر فى صمته وابتعاده عن الشعب فى جميع انواع معاناته حتى فوجئ بأن الشعب كله قد خرج لإسقاط النظام.
كانت تملأنى الثقة أن قداسة البابا شنودة سوف يستمر دوره فى حماية الكنيسة وتستمر حياته حتى نهاية عهد مبارك، ولكن لم يتوقع احد أن تكون نهاية مبارك بهذه الطريقة ومن شباب ميدان التحرير. وكانت قبلها نبؤة البابا كيرلس ان تعميد المصريين سيكون فى ميدان التحرير.
كان قداسة البابا شنودة هو الربان الماهر الذى قاد فلك الكنيسة القبطية خلال فترتين من احلك العصور فى العصر الحديث، بالطبع بعض الأنتقادات توجه لقول له او تصرف منه هنا او هناك ولكن كل من كان ينتقد ليس على بينة كاملة بالأمور، والغالبية العظمى تثق فى حكمة قداسة البابا فى كل الأمور
بعد بداية عهد جديد اعتقد انه سيكون هناك اتجاه آخر للدولة المصرية ولن تتبنى مخطط إبادة الأقباط الذى بدأ منذ المؤتمر الأسلامى الأول الذى حضره السادات أيام أن كان رئيس مجلس الأمة المصرى وقتها ووعد المؤتمر أنه لن يكون بمصر غير "مسيحيى الأحذية".
فى المرحلة المقبلة لن تمر الأمور بسلام كامل على الكنيسة فسوف نحتاج وقت لغسل باقى النفوس المريضة من مرض الكراهية الذى نشره النظامان السابقان، ولن تنجح محاولات الإسلاميين لقطف ثمار الثورة المصرية الرائعة. وسوف تحدد القيادة الجديدة للدولة سرعة غسل هذه النفوس لأن معظم الناس تقتدى بالقيادة، ولنثق أن الرب هو الذي يدبر التاريخ كله ولا يحدث شئ بغير علمه. وعلي الأقباط سرعة المشاركة فى الحياة السياسية والأجتماعية وتقديم يد العون الأقتصادى والسياحى لمصرنا الحبيبة.
اعتقد أن الرب الإله سيكون له تخطيط آخر للقيادة الكنسية فى المرحلة المقبلة لرحلة الكنيسة القبطية وسط اجواء هادئة سيكون بها فقط بعض المطبات الهوائية بعد انتهاء الأعاصير القوية والعواصف الشديدة التى احاطت بفلك الكنيسة من كل جانب، نطلب من الرب الإله أن يطيل لنا حياة قداسة البابا شنودة.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com