بقلم: المحامي نوري إيشوع
عالم غريب, بلاد عجيبة, تقودها أشباح أتخذت لنفسها أسماء تخفي الشر لأكبر مصيبة, أسماء تجمع النقيضين, الحسن يخفي القبيح فأحكم قبضته على مصر و نشر بين ابناءها الموت و أصبح الأنسان كسيح, البركة تخفي اللعنة فدك الكنائس دون رحمة , الأدران و الأوساخ تحمل النظافة و نشرها حتى في الكتب و الصحافة, الغيط و الواحة تخفي الجفاف و الرياح العاتية فخطفوا بنت مصر في وضح النهار و رموها عارية , النذل و عدم الأخلاق يحمل العز و الكرامة وهو لا يستحق لا الرحمة و لا الكرامة و يجب أن يعاقب بصرامة, الظلم و التدمير أتخذ صورة العدل و الأمن لا بل العدل لي الذي كان وزيراً للداخلية و الأمن و كان من واجبه تحقيق العدالة, ففجر كنيسة القديسين و عاث فساداً في الأديرة و ترك ابناء النيل بجرائمه حيارى, بفعله الشنيع حصد الذل و الندامة, عصا الترهيب و العقوبات في عصر البركة المزيفة أصبح الحاكم, فطنطن بجيوشه على أديرة الأقباط , و أمر جنده بأوامر طنطاوية بالتعدي على رهبان و بث الخوف و الذعر بين أناس عزل يدعونهم نصارى, الكره و الأضطهاد الفكري و العقائدي أتخذ أسم الطيب و الرحمة فأقام الدنيا و لم يقعدها لان شعب مصر يطالب بالغاء المادة الثانية من الدستور, فهدد و وعد و حرض بالوقوف بالمرصاد للذين يطالبون بهذا التعديل و هو الذي كان يقدم الطاعة و الخضوع للحاكم السعيد! الخراب و التدمير أتخذ أسم البناء و الأعمار و بدأ يقذف بحممه البركانية على شعب أعزل كان البارحة يدعوهم أخوة مواطنون, و اليوم يدعوهم جرذان و يذبحهم أضحية لملكه كخرفان, و أفكاره الخضراوية تحولت الى رصاصات فحصدت شعب الجماهيرية الذي ذاق في عهده الذل و الحرمان..
النعيق و الزعيق أصبح الحسن و البشير و هو الذي فتح نيران بنادقه على جنوب السودان و نشر الموت و الدمار و لم يرحم حتى الولدان, الظلمة و التدمير أصبح النور لي و الملك له, فأعطى الضوء الأخضر لأعوان الظلام ليعبثوا بالعراق و يدخلوا بيوت الناس الأبرياء لقتلهم و ترويعم و الزامهم بدفع الجزية عن يدٍ و هم صاغرون في كل الأوقات واباح الموت حتى في بيوت الصلاة , و هو القادم من عالم الأماني على ظهر دبابات الأحباب و الخلان, فسلموه السلطة و جعلوه الآمر الناهي و هو صاحب الشأن.
قادة مصاصي دماء, أباحوا الأنسان, سلبوا الأرض, سرقوا الأحلام, أعادوا زمن العبودية, أستغلوا الشعوب, أحتكروا السلطة و الجاه, قمعوا الحريات و حبسوها في زنزانات النسيان بأقفال محكمة الإغلاق, فأطلقوا يد الكذب و التملق, فاعتلى سادتها المنابر, منابر الصحافة و الرأي, شرعوا القوانين و الدساتير التي تخدم جشعهم و ترضي غرورهم, زرعوا الأنظمة الصامتة لتنطق بالطاعة لهم و الركوع و السجود لأصنامهم التي هي من صنع إيديهم, لوثوا مياه أنهارهم, و شواطئ بحارهم و لم تسلم منهم حتى الرمال المتحركة في صحاراهم المترامية, و جعلوها مقابر لضحاياهم, و مخابئ لسمومهم و سموم الذين أشتروهم بحفنة من الدولارات.
اليوم, أُطلقت الحريات و فكوا أسرها و تحررت من سجونها, فكسرت الأقفال المتصدأة و فُتحت الأبواب, ثار الشعب ضد الطاغوت و لاحق الشباب الخفافيش و الغربان, ليعم الأمن و السلام في القاهرة, في بغداد في طرابلس, في الأسكندرية في الخرطوم و في أسوان, ثورة قادها الشبان فرفعوا الأقنعة عن الوجوه المزيفة و سارقي الأسماء البريئة و مستعبدي الغلابة و الفقراء و جعلوهم سخرية سُجلت في كتب التاريخ و لن تمحوها رياح الزمان, الثورة يجب أن تستمر و تلاحق حتى قادة الجيش الذين كانوا للدكتاتوريات العصا و خير الأعوان.
حان الآوان ايها الأخوات و الأخوة الشجعان أن تنصفوا شعب العراق و مصر و جنوب السودان و في كل الأمصار و البلدان, انصبوا منابر العدل و انشروا الأمن, حققوا العدالة و اجمعوا الحصاد و احرقوا الزوان, ليعيش الأنسان فى حبور و سعادة و أمن و سلام فُيرفع الظلم و تختفي الأحزان الى آخر الأزمان!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com