• د. إسماعيل سراج الدين: الثورة ضربت مثلا للعالم حيث تلاحم فيها الشعب بمختلف توجهاته الدينية والسياسية والفكرية
• علي مكاوي: لولا تضحية شهداء الثورة بحياتهم ما كانت مصر لتتحرر
• تامر بدر الدين: الثورة المصرية كانت مليئة بالابتكار والنظام والحوار والتكاتف
كتب: عماد توماس
قال الدكتور "إسماعيل سراج الدين"؛ مدير مكتبة الإسكندرية: إن الشباب المصري؛ أبطال ثورة 25 يناير، فجروا أعلى القيم السامية من خلال الثورة التي ضربت مثلا للعالم أجمع؛ حيث تلاحم فيها الشعب بمختلف توجهاته الدينية والسياسية والفكرية، رجالاً ونساءً، صغارًا وكبارًا، أغنياءً وفقراءً. كما نمّت الثورة ثقافة التطوع في المجتمع، وأظهرت أفضل ما لدى الشباب.
وأشار سراج الدين، خلال افتتاح مؤتمر "الشباب: ثورة التغيير" بمكتبة الإسكندرية أمس السبت، والذي تستمر فعالياته حتى يوم 28 فبراير، بمشاركة حوالي 600 شاب من مصر ومختلف الدول العربية، إلى أن مكتبة الإسكندرية خصصت مكانا بساحة الحضارات أمام قاعة المؤتمرات لإقامة نصب تذكاري لشهداء ثورة 25 يناير؛ حيث تعكف لجنتان على اختيار التصميم الملائم وحصر أسماء الشهداء الذين ستكتب أسماؤهم. وأضاف أن المكتبة تعمل حاليًا على توثيق ثورة 25 يناير من خلال الصور والفيديوهات والوثائق والمنشورات الرسمية وغير الرسمية وغيرها من المواد، مرحبا بأي مساهمات في هذا الإطار.
رؤى مستقبلية
من جانبه، قال الناشط "علي مكاوي"؛ أحد الشباب المشاركين في تنظيم المؤتمر، وأحد الفاعلين في ثورة 25 يناير، إن هذا اللقاء يأتي في وقت به حراك، وأنه لولا تضحية شهداء الثورة بحياتهم ما كانت مصر لتتحرر، لافتا إلى أنه حان وقت العمل وتنسيق الجهود والرؤى من أجل مستقبل أفضل لمصر والعالم العربي.
وأعرب مكاوي عن أمله في أن يخرج المؤتمر على مدار أيامه الثلاثة، بمجموعة من الرؤى التي يمكن تطبيقها تجاه بناء حاضر ومستقبل مصر والدول العربية، مضيفًا أن الثورة المصرية ارتكزت على المطالبة بالحرية والعدالة والمشاركة، منوها إلى أن المؤتمر يقوم على المشاركة الفعالة من كافة الحضور في النقاش.
وأكد أن ثورة 25 يناير لم تنتهِ لأنها لم تحقق كل مطالبها، مضيفًا أن شباب الثورة أسقط إلى حد ما نظامًا، مما يستدعي تضافر الجهود من أجل بناء نظام جديد يرقى لآمال وتطلعات الشعب المصري والشعوب العربية جمعاء؛ حيث إن مصر للعرب جميعًا.
ولفت الناشط "تامر بدر الدين"؛ أحد الشباب المشاركين في تنظيم المؤتمر، وأحد الفاعلين في ثورة 25 يناير، إلى أن الثورة المصرية كانت مليئة بالابتكار والنظام والحوار والتكاتف، منوهًا إلى أن النظام الذي استهدفت الثورة إسقاطه لا ينحصر في مجموعة أشخاص، وإنما أفكار وسياسات ورؤى، مما يعني أن إسقاطه يتطلب القضاء على الانغلاق والجمود الفكري.
وشدد "بدر الدين" على أن الجميع اليوم يؤمنون بأن الفرد يمكن أن يحدث تأثيرًا، وأنه بالحوار البنّاء في مختلف محافظات مصر، يمكن وضع رؤى واضحة ومحددة لمستقبل أفضل للبلاد، مؤكدًا أن مصر اليوم تقود الفكر الديمقراطي في العالم، وأنه يجب الحفاظ على ذلك.
ونوّه الناشط والمخرج الوثائقي "كريم الشناوي"، من جانبه، إلى أهمية الإعلام الاجتماعي الذي أثبتت الثورة ضرورة تفعيله، مضيفا أنه لا يحتاج إلى إمكانات تقنية معقدة؛ إذ إن أي شخص يمكنه أن يصور لقطات فيديو أو صورا فوتوغرافية بالهاتف المحمول، لتتداولها القنوات الفضائية والصحف، خاصة إذا كان هناك تعتيمًا إعلاميًا. وطالب الشناوي بمنتج إعلامي جيد يصل إلى أكبر عدد من الجمهور، من أجل توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم لتحقيق التغيير الذي استهدفته ثورة 25 يناير.
ثورة مصر الحضارية
وشهد مؤتمر "الشباب: ثورة التغيير" العديد من المداخلات من المشاركين المصريين والعرب؛ إذ أثنى أحد الحضور من الجزائر على الثورة المصرية الحضارية، لافتًا إلى أن قضية مصر وتونس وليبيا هي قضية كل العرب. كما دعا إلى التغيير الإيجابي القائم على العمل وليس الكلام، إضافة إلى القضاء على العقليات المتطرفة فكريًا التي لا تحترم الرأي المخالف.
وأشارت "مريم العامري" من سلطنة عمان إلى أنه تم مؤخرًا تغيير خمسة وزراء في بلادها، قائلة إن ذلك جاء نتاجا لثورة 25 يناير في مصر. كما حيّت مشاركة سودانية الشباب المصري والتونسي الذي استطاع تغيير الصورة النمطية السلبية عن الشباب بأنهم غير فاعلين، وأضافت أن الثورة الحقيقية ثورة تغيير وليست مطلبية.
وطالب "أحمد رجب" من مصر بضرورة التفكير في الغد والعمل بجد من أجل توعية الناس؛ إذ إنه ليس كل من شارك في ثورة 25 يناير يتسم بالوعي الكافي، مشيرا إلى نسبة الأمية المرتفعة في مصر، فالثورة القادمة ستتم عبر صندوق الانتخابات مما يستلزم رفع وعي الجمهور لاختيار الأفضل.
وفي ذات السياق، نادت "إيزيس فتحي" بالعمل على تثقيف شباب المناطق العشوائية والفقيرة من أجل تحقيق التغيير المنشود، موضحة أنه جاري العمل على مشروع في هذا الإطار تطوع به إلى الآن أكثر من 1500 شاب وفتاة.
وقال "أحمد مصطفى" إن ثورة 25 يناير هي نتاج تراكمات بعيدة، مشددًا على ضرورة أن تشهد المرحلة المقبلة وضع دستور قوي يؤسس للدولة المدنية. في حين رأى أحمد ريان أهمية أن تركز الثورة على الجوانب الاجتماعية إلى جانب السياسية، وهو ما أيدته نسمة الشاطر؛ حيث أكدت أن من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره، بينما اختلف معهما أحمد خلاف الذي دعم فكرة أن التغيير السياسي هو الذي يؤدي إلى التغيير الاجتماعي.
ونبّه أحد المشاركين إلى أهمية التركيز على التعليم الذي به تتقدم الأمم، مطالبا الحضور بدعم المرشحين الذين يضعون التعليم والبحث العلمي كركيزة أساسية في برامجهم الانتخابية.
وفي نهاية اليوم الأول من المؤتمر، أعلن مشارك في المؤتمر ممثلا عن المبادرة العربية للإعلام الإلكتروني عن مساهمة المبادرة بالعديد من الصور ولقطات الفيديو في مشروع توثيق ثورة 25 يناير الذي تضطلع به مكتبة الإسكندرية.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com