بقلم: نبيل المقدس
نداء إلي الشباب .. وانا هنا لا اقصد الشباب من الوجهه العمرية .. بل اقصد مصر بأكملها والتي بدأت تستعيد شبابها من بدائة صباح يوم 25 يناير 2011 ... وإكتمل شبابها في ليلة 11 فبراير 2011 ... بعد ما تخلي رئيسها السابق عن رئاستها لمدة ثلاثون عاما تقريبا . وعلي ما أتصور أن خطة النشل هذه كان يتم تخطيطها بواسطة جماعة الإخوان المسلمون منذ سنوات ... بعد ما سمح لهم نظام مبارك فرص التغلغل في جميع المؤسسات الحكومية ... وإعطائهم الشرعية المستترة في ظهورهم العلني وأخذ مواقع هامة في المؤسسة الإعلامية والتي تُعتبر أهم وأسرع وسيلة لبث الأفكار الخاصة بهم. كما أنهم أصبحوا هم المتحمكين في تسيير المظاهرات وتحديد مواعيدها وأهدافها .
كما أتعجب وقبل صدور اي قوانين تشير إلي السماح بقيام احزاب مرجعيتها دينية , نقرأ في الصحف عيني عينك اخبار عن قيام احزاب اسلامية يقودها جماعة الإخوان , وكأنهم يضعون الدولة بأكملها امام الأمر الواقع ... والعجيب لم نري أي رد فعل أو اي بيانا من المجلس الأعلي للقوات المسلحة تدين أو تمنع مثل هذه التصاريح والتي تساهم وتعضد علي بداية فتنة لا يعلم احدا مدي خطورتها علي البلاد . نريد استفسارا من رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن اسباب تغاضيهم عما تنشره الصحف من أخبار خطوات الإخوان يوم بيوم وخطوة بخطوة عما يخططون له .
كيف يتم نشر خبر في احد الصحف الخاصة ذات التوزيع علي نطاق واسع تقول فيه : " الإخوان تبدأ تجهيز مقار الحزب .. وإتجاه لإختيار وكيل المؤسسين من ( شوري الجماعة ) وليس من (مكتب الإرشاد)" . وانا لا اعرف ما الفرق بين شوري الجماعة ومكتب الإرشاد بالرغم أنهما انهما تحت قيادة واحدة .. هذا فقط لزوم التمويه . كما نقرأ ايضا خبرا يقول أن " العريان يتوقع تأسيس 4 أحزاب إسلامية أخري ." هل نستشف من هذه الإعلانات أن جماعة الإخوان متأكدين تماما بصدور قانون السماح بقيامة أحزاب ذات خلفية دينية .. وربما يحاولون ان تقتصر علي الديانة الإسلامية فقط.
هبوط القرضاوي في وسط ميدان التحرير لكي يئم الشعب الإسلامي والمحتشدين حوله .. هو ما إلا دليل واضح علي تخطيط كامل وبدقة وبسرعة لنشل ثورة 25 يناير من اصحابها الحقيقين , والتي راح منهم ضحايا بالمئات من خيرة الشباب المسلم والمسيحي . وانا اتصور وهذا يقين أن التعتيم علي إظهار ضحايا مسيحيين هو تخطيط متعمد وواضح من جماعة الإخوان و من الإعلام الذي تم إحتلاله من المقدمين والإعلاميين الذين ينتسبون إلي الجماعة.
قامت الثورة بشبابها طالبين بدولة قائمة علي حياة ديموقراطية أساسها المواطنة .. او ما نسميها نحن في مصر الدولة المدنية .. وهي فصل الدين عن الدولة .. لذلك أعيب تماما عن أداء الصلوات التي شاهدناها في ميدان التحريرمن كلا الفصيلين المسيحي و المسلم .. كما اعيب علي رفع الصلبان وكتب القرآن مع هتافاتهم .. فإن كنا ننادي بدولة مدنية علي المتظاهرين ترك اي رموز دينية .. وهذا خطأ وقعنا فيه كشعب مصري بأكمله .. فهذه التصرفات ربما يستغلها اعداء الوطن وإثارة الفتنة بين الشعب المصري .. علينا رفع اعلام مصر فقط ... علينا رفع شعارات مصرية صميمة موضحين فيها مطالبنا فقط.
في مواجهة هذه الجماعة التي تحاول نشل هذه الثورة .. علي مسيحي مصر أن تعمل علي السعي في بناء وحدة فيما بينهم .. اتركوا الطوائف لأصحابها داخل أماكن العبادة والكنائس .. ثانيا عليهم أن ينفصلوا تماما عن المؤسسات الروحية ( الكنيسة ) .. ولا ينتظروا ما سوف تعمله الكنيسة .. لأن الكنيسة لا تحجر علي شعبها .. وهذه هي من أهم بنود الكتاب المقدس حيث فيها حرية وإختيارات الفرد كاملة .. لذلك عليكم أن تبتعدوا ابتعادا كاملا من سيطرة الكنيسة , وهذا الكلام يسري علي جميع الطوائف . عليكم أن نندمج في مجتمعات لها سمة التعددية خالية من المرجعية الدينية .. لكن يجب علي مسيحي مصر أن يتمسك بأعلي المتطلبات وحقوقنا .. عليهم أن لا يتنازلوا علي اي حق .. فهم ابناء هذا الوطن .. مثلهم مثل إخوتهم المسلمين .. حقوقهم هي تماما مثل حقوق إخوتهم المسلمين .
نحن نرفض رفضا باتا البند الثاني في الدستور الجديد .. ويجب أن نصر علي هذا المطلب .. حتي ولو نقوم بمظاهرة المليون بالإشتراك مع المسلمين المعتدلين والذين ينشدون هذا الطلب ومع الذين هم بدأوا في تغيير وجه مصر من حالة الفساد إلي حالة الحرية والديموقراطية والإنطلاق في أجواء مقدسة بينهم وبيننا.
علينا من الآن التجمع في جماعات عن طريق احزاب معتدلة أو حركات مختلطة , وندوات ومنتديات تدور حول فكرة الحياة المدنية .. علينا ان لا نسعي إلي قيام دولة بسياسة مدنية عرجاء .. و بدستور مملوء الغاز , ومنافذ وحارات وتناقضات لكي تخدم الشريعة الخاصة بالأغلبية . وهذا ما يسعي إليه الإخوان .. فقد صرح اخيرا الدكتور عصام العريان في مؤتمر المصري اليوم عن " التحول الديقراطي " بتاريخ 23 – 2 – 2011 و قائلا : " الإخوان لا يريدون دولة دينية ويؤمنون بأن الإسلام السني ليس فيه دولة دينية .. وسنعارض أي توجه يصطدم بالقرآن ." هذا التصريح هو دلالة كبيرة علي تناقض سياسة الإخوان و علي إصرارهم ان تكون الدولة دولة دينية ..
أمامنا فترة يمكن فيها أن نهيئ أنفسنا لخوض إنتخابات .. لكن علينا أن لا نعتمد علي بعضنا البعض .. علينا ان نوقف التكاسل ومبدأ ان الرب معنا .. الرب يطلب منا العمل الجاد .. علينا ن نضع في نصب أعيننا أنه ربما نضطر أن نخرج إلي تظاهرات سلمية مليونية إلي ميدان التحرير .. وسوف نواصل الكفاح حتي ننول الحق بأن نعيش في أرضنا بحرية وبسلام .. نعيش مع إخوتنا المختلفين بسلام وهنيئة .. نحيا حياة سوية بدون فرق بيننا وبين إخوتنا . علينا ان نسرع في إستخراج الرقم القومي لكل الأعمار والذين يحق لهم إستخراجهم .. علينا تكويين مجموعات مسيحية بقيادات مدنية واعية بالأمور السياسية والسعي في الإندماج مع كل مجموعة تتبني وحدة الصف وتؤمن بدولة مدنية خلفيتها فقط المواطنة...........!!!
علينا أن نجري وراء كل من يحاول أن يسلب او ينشل هذه الثورة , وان نجبره أن ينضم معنا والعمل علي الدولة المدنية بدون مراوغة .. بل دولة مدنية واضحة ... وإن لم نفلح في ادماجه علينا بتجاهله في حساباتنا .!
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com