بقلم: نادية كاظم
لماذا التعتيم على الكارثه الانسانيه التي تعرّض لها شعب البحرين البطل؟
في طليعة هذا العام الاغر ، هب الشعب العربي البطل بالثورة ضد رموز العنجهية والطغيان مطالبا بحقه المشروع في حياة كريمة تسودها العداله والحريه والديمقراطيه .
بعض الحكام استجاب لرغبة شعبه حقنا للدماء او حفاظا على امن البلد ، كما حصل للرئيس زين العابدين بن علي الذي تعرض لازمة قلبية حاده تسببت له في غيبوبة طويله نتيجة الصدمة العنيفه التي تلقاها والتي لم تكن في حسبانه، ولكنه نال احترام الجماهير لموقفه البطل بتنحيّه السريع عن السلطه .
اما الرئيس حسني مبارك فقد تمسك بالسلطة بشده ، وحاول ارغام شعب مصر البطل على العدول عن رايه بحجة حماية امن مصر ،من خلال خطاباته المتواله بالتغيير والتعديل واقالة الحكومه ومحاسبة المقصرين ، والتي لم تنطل على شعب ارض الكنانه ثم من خلال استعماله العنف والدهس والهراوات في تفريق المتظاهرين والتي شاهدها العالم اجمع من خلال الفضائيات ، فكان نبض المشاهدين جميعا يهتف بنصرة الشعب المصري الجبارالذي قدم العديد من الشهداء لنصرة الحق والعدل والحرية والمساواة ، فأجج الثورة في قلوب الاحرار في دول الجوار فقام الشعب البحريني البطل بثورة شعبية عارمه ضد المستبدين واعداء الشعوب ، مطالبا بحقه المشروع في حكومة آلت على نفسها الا ان تتربع على كرسي الحكم الوثير فتقدم الهدايا الثمينه لحكام القمع في الدول العظمى ثمنا للسكوت على ظلمهم لابناء شعبهم ولتبتاع منهم الاسلحه للفتك بالشعب الاعزل المظلوم وتترك باقي ابناء الشعب نهبا للجوع والتشرد بحجة انتمائهم الى المذهب الشيعي .
وخوفا من ان يمتد الهلال الشيعي فيشمل دول الخليج كافة، بادر علماء الدين السعوديين بالافتاء والتحريض على قمع الثوره الشعبيه العملاقه بفتاويهم الرخيصه التي تفضح موقفهم الدنئ هذا والتفافهم حول الطغاة وقتلة الاحرار ، فاستباحوا الدم الطاهر بمساندة الجيوش السعوديه وأبادوا الصغير والكبير فكانت مجزرة وحشية يندى لها ضمير الانسانية .
لم تعرض لنا الفضائيات العربيه المواجهات العنيفه والبطش المريع الذي حصل للشعب المسالم الاعزل ، وانما انتشرت الصور من خلال المواقع الالكترونيه التي بعثت من قبل شهود عيان الى اصحاب الاقلام الشريفه الذين قاموا بتوزيعها لكافة احرار العالم ، فالدم البرئ يصرخ ويفضح الجناة على مر العصور ومهما حاول كتّاب التاريخ تزوير الحقيقه لا بد ان ينتصر الحق ويزهق الباطل وعلى الباغي تدور الدوائر.
ولقد سمعنا صوت الصحفيه الحزين المرتعش من الصدمة العنيفة التي واجهتها بمشاهدتها بأم عينيها المجاز الوحشيه التي تعرض لها ابناء البحرين من السنه والشيعه بسبب مطالبتهم العادله في اشاعة العدل والديمقراطيه والمساواة بين الجميع وذلك من خلال المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية البحرين والذي حاول اسكاتها طيلة الوقت ولكنها استمرت وبرباطة جأش في فضح ما شاهدت من جرائم بشعه ،حاول الوزير تبريرها بصلف (لاجل حماية الوطن) كما عودنا حكام الجور ذلك على مر العصور.
على احرار العالم كافة توجيه الضوء على معاناة الشعب البحريني البطل ، لانقاذ جرحى المجزرة الرهيبة التي شنها اعداء الانسانية في قلب الجماهير الحاشده فلم يميزو بين الصغير والكبير ، فاستعرت نيران غضبهم في الابرياء من المتظاهرين المطالبن بمساواتهم بباقي افراد الشعب كونهم ابناء هذا الوطن ولهم مالأخوتهم السنه فيه من حقوق وعليهم ماعلى اخوتهم من واجبات .
على الجمعيات الانسانيه (الهلال الاحمر ، الصليب الاحمر ، هيئة حقوق الانسان ) الانقاذ السريع للمصابين لامدادهم بالدم واجراء اللازم.
ان ماكتبته لا يمت للطائفية بصلة كوني علمانية حتى النخاع ، وكتاباتي تشهد لي بذلك ، ولكن قلت ماقلت احقاقا للحق بأنه من حق اي شعب المطالبه المشروعه في حقه في الحياة الكريمة بغض النظر عن معتقده او لونه عرقه او انتمائه ، فكلنا لادم وادم لتراب .
النصر والعز والشموخ لثورة الشعب البحريني البطل ، والموت لاعداء الشعوب والى الامام ياشعب البحرين فقلوب احرار وشرفاء العالم كلها تهتف لك بالنصر المؤزر.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com