بقلم نسيم عبيد عوض
لن نتوقف ان نكرر ونقول عن ثورة المصريين يوم 25 يناير ,انها ثورة شعبية تاريخية , انحنى العالم كله إحتراما وإجلالا وإبهارا لها , لأنها حررت وطن وأمة كبيرة , بدون سفك دماء , ولا حمل سيوف ولا متفجرات , بل قيل عنهم أنهم قاموا بالثورة ثم كنسوا الشوارع , وقيل الكثير وسيقال فيها أبحاث وكتب ومجلدات , هذه أعظم ثورات مصر التى أيقظتنا من سبات طويل ,فلن يقال بعد ذلك ثورة 52 بل يقال ثورة 25 يناير, ولكن تعالوا نفكر سويا فى هذه الثورة والغازها ونسأل أنفسنا عدة أسئلة :
من هم قادة الثورة ؟ ومن الذى صنعها , لقد مكث شباب هذه الثورة 18 يوما فى ميدان التحرير حتى تحققت مطالبهم , أسقطوا طاغية مصر الذى جثم على أنفاسها 30 سنة , لم يستطيع الجبابرة على تنحيته عن منصبه, هؤلاء أسقطوا مجالس العبودية الشعب والشورى , الذين كانوا يشرعون لدولة فاشلة ساقطة لثلاثين سنة , لا ترى النور بل ترى الفقر والجهل والمرض والجوع , وتجدهم يصفقون بأعضاء أميين لا يعرفون القراءة والكتابة , ويشرعون لبلد عريق , هؤلاء الشباب ظل حبيسا فى الميدان حتى رحل مبارك وحاشيته وكل رموز زمنه البغيض , وتولى مجلس قيادة الجيش المصرى -وهو الذى كان يحمى القيادة الفاسدة لثلاثين عاما- السلطة بصفة مؤقته حتى يصلح البلاد , ولكن هذا المجلس لم يقم بالثورة وإلا كانت إنقلابا عسكريا , ولكنه تسلمها من الجالس على العرش الذى أجبرته الثورة على الرحيل, ومن الطبيعى ان يشاهد العالم قادة الثورة , مهما كانت أعمارهم , وهم على مائدة المجلس العسكرى لتفرض عليهم او تعرض عليهم مطالبهم , والتى من أجلها قاموا بثورتهم , ومات منهم مايقرب من 400 شهيد للثورة , ولكن نعيد السؤال اين هم قادة هذه الثورة .
وللتاريخ نقول ان أول البدايات لهذه الثورة كان عام 2005 بمايسمى حركة كفاية , ثم حركة 6 أبريل وتلاحقت الحركات أو الجروبات , ثم حدثت واقعة خالد سعيد فكون الشباب جروب بإسمه , والتف حوله الآلاف من شعب مصر , ثم قام شباب العمرانية بثورته فى الطالبية وفى ميدان الجيزة , ومن أول يناير بعد تفجير كنيسة القديسين ثار الشباب القبطى والمسلم فى جميع المحافظات بثورات فى القاهرة أشهرها ثورة شباب شبرا ومازل منهم معتقلين حتى هذا اليوم , وفى الأسكندرية وباقى المحافظات , وجميعهم اشترك فى ثورة ميدان التحرير , أين هم , الذى يشاهده المصريون الآن مجلس قيادة الجيش برآسة وزير الدفاع , والذى تعهد بتحقيق كل مطالب الثوار , وكل شعب مصر يقف خلف مطالبهم , لأنها مطالب شعبية , فهل قادة الثورة هم المستشار طارق البشرى الذى سطع نجمه فجأة وسرق الأضواء من ثوار الميدان ومعه عضو إخوان مسلمين (صالح صبحى) ومجموعة من موظفى وزارة العدل ومساعد فتحى سرور , وأوكل لهم تغيير دستور مصر , ليواجه متطلبات العصر الديمقراطى المقبل , هل هم عمرو وعماد أديب او سليم العوا وأمثاله ,أين هم قادة ثورة 25 يناير ؟ أين ذهبوا؟ هل هم معتقلون ؟ , هل أودعوا غياهب السجون حتى لا نسمع صوتهم ويعرفهم الشعب ويلتف حولهم؟ , وأقول مرة أخرى مهما كانت أعمارهم , فعندما قامت الثورة البولندية ونجح العمال بإسقاط النظام , تولوا قيادة ورئاسة البلد وغيروا قوانينها ومعالم وجهها حتى تحررت من الشيوعية واصبحت دولة حرة ديمقراطية , وهم الذين كانوا بداية تحرر المعسكر الشرقى كله من براثن الإتحاد السوفيتى والماركسية , وحرروا تاريخا جديدا للعالم كله , والمهم ان الذين ضحوا بحياتهم وثاروا , تسلموا السلطة والمسئولية , وهم كانوا ومازالوا حكام بلدهم بأسلوب متحرر تماما من عقد الماضى.
أنا اريد ان يجيبنى أحد من هم ثوار 25 يناير؟ , فانا لا أرى سوى سليم العوا والذى أشعل البلد بنار الفتنة والطائفية , والعجيب فى الأمر ان الدولة تطرد قناة الجزيرة بما فيها بوق الإحتقان أحمد منصور رفيق العوا , ويبقى العوا ليركب موجة الثوار و ويشارك فى لجان الحكماء ليخطط لمستقبل مصر , وهو الذى عرض من جيبه 10 مليون دولار لشراء مجلة الدستور , لم نرى ثوار 6 أبريل ولا حركة كفاية يجلسون على الطرف الآخر امام المجلس العسكرى , ليقدموا مطالبهم , بل رأينا وجوها عفى عليها الزمان من أمثال البشرى وهو الذى أثرى مصر بكتباته الطائفية ضد المسيحيين وطالب لهم بان يكونوا أصاحب ملة , يحرمهم من لفظ المواطنه , وكل من معه على دربه يتبعونه.
أين هم صانعى الثورة الحقيقيون ؟ وهل وائل غنيم من ضمنهم , وهذا الشخص لغز كبير وعلامة إستفهام عريضة , فكلنا تتبعنا الثورة من أول أيامها وحتى نهايتها وفى ميدان التحرير وحتى بدأ الشهداء يسقطون برصاص الدولة و وبعد سقوط أمبراطورية العادلى ,ولم نسمع عن وائل غنيم , حتى ظهر خبر بان صاحب " الفيس بووك" فى أميركا يسأل عن شخص إسمه وائل غنيم مدير للفيس بووك فى الشرق الأوسط أختفى عن عمله, ولمدة 12 يوما لا نعرف عن وائل غنيم هذا إلا انه أختطف وانه شاب يعيش فى دبى , وقدم لمصر , حتى أخوه أنكر انه أختطف من وسط المظاهرات , وفجأة ظهر وائل غنيم مع المذيعة منى ذكى , يبكى ويولول ويحكى كلام تافه لا يقبله عقل , ولكن المهم انه خرج بعد تحقيق الثورة وذهب الى ميدان التحرير فى الصفحات الأخيرة لكتابها , ومن ثم ظهرت إدعاءات انه صاحب جروب خالد سعيد وانه المخطط لخروج الشباب وهذا كذب أكيد , لأننى تتبعت أحاديث هذا الشاب ولم أجد منه تصرح أكيد بذلك بل يحوم حول جروب خالد سعيد , حيث الشباب الحقيقى الواقف خلف الستار يصرح انهم لا يعرفون وائل غنيم هذا القادم من حياة الرفاهية فى دبى, ولم يشترك معهم لا فى الأسكندربة ولا القاهرة فى أية مظاهرات , فمن هو وائل غنيم هذا ؟ , وهذا علامة إستفهام أخرى , لأنه كون مجموعة من وجوه يعرفها الشعب المصرى جيدا لتكون مجموعة العقلاء او الحكماء ليتفاضوا مع السلطة , غموض وإستفهامات مخفية تظهر على الساحة , ولابد اننا سنعرف حقيقتها.
نريد من شباب الثورة وقطعا عرفوا بعضهم البعض فى الميدان , وتكاتفوا وخططوا للتحرك داخله , وعرفوا المشتركين معهم على الفيس بووك , وأيضا نريد من شباب 6 أبريل وحركة كفاية أن يخرجوا علينا ويكشفون لنا المخفى ويقررون مطالبهم وسنقف وراءاهم حتى تتحقق , والمفرض ان وسائل الإعلام هى التى تقوم بذلك , ولكنها قد سقطت قلاعها بعد الزيف التى عاشت فيه 30 عاما , وأيضا وسائل الإعلام بكل صورها لابد ان يتغير وجهها ويصعد شباب مصر ليتولى المسئولية , وليعرف العالم من هم صانعى الثورة الحقيقيين , اين هو جورج اسحق وصغار الفتيات من حركة 6أبريل الذين رماهم البوليس ومباحث أمن الدولة بعد تعذيبهم فى السجون , أين كل هؤلاء وكل مخططى الثورة وصانعوها قبل البرادعى ووائل غنيم.
ياشباب الثورة الحقيقى هل تخافون الظهور لعدم ثقتكم فى القيادة الحالية؟ , هل انتم تحت ضغط لعدم وجودكم فى الساحة , هل ستتركون أمر البلد التى قتل من أجلها المئات ليركب موجتها الذين خربوا مصر من خلف الستائر , هل تتركونها فى أيدى سليم العوا وطارق البشرى والسلفيين والوهابيين وآل أديب وسلالتهم , وأمثالهم من كل هذه الصفوف , التى يجب ان تختفى من العمل العام بالملايين المحشوة بها حساباتهم , , اين هو التطهير الذى جعلتمونا نحلم به , , لقد سقط حاجز الخوف حقا , ولا نخاف على مستقبل بلدنا بعد , ولأن الثورة ستظل مستمرة ولأعوام قادمة حتى نحقق إقامة دولة مدنية حرة ديمقراطية , لن يغير تعديل عدة مواد من الدستور وجه مصر , الأمر يحتاج الى دستور حضارى جديد , نحتاج للجان تطهير لتنظيف بلدنا من هؤلاء المفسدين , والحكم عليهم بالعدل , نريد إعادة ثروة مصر المنهوبة الى أصحابها الشرعيون , شعب مصر المحروم من أقل إحتياجات البشر.
نريدكم ياشباب مصر ان تحكموا مصر , فلتخرجوا للنور الآن وعلى الفور وعلى الفيس بووك أيضا ولتبدأوا بتكوين حزب سياسى يلتف حوله شعب مصر و ويحصل على الأغلبية فى الإنتخابات القادمة , وتكونون قيادة مصرالقادمة سواء لرئاسة الدولة او فى جميع مؤسساتها ,وكما كنستم ميدان التحرير طهروا مصر من العفن القديم , تقدموا ياصانعى ثورتنا , كملوا الطريق , ونحن جميعا خلفكم , نؤيدكم , لتعيدوا البسمة مرة أخرى على وجه مصر , وان لم تفعلوا فثورة مصر ستظل قائمة , وسيسقط شهداء آخرون , فقد عرفنا الطريق بلا خوف ..
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com