ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

لا للإرهاب.. كتاب يشبهه بجرثومة مرض خطير معد وسريع الانتشار!

ميرفت عياد | 2011-02-17 12:48:39

كتبت: ميرفت عياد
أصدر "دار ومكتبة الحرية للنشر" كتابًا تحت عنوان "لا للإرهاب" من تأليف الدكتور "جمال محمد أبو زيد"، و"عابد اسكندر باسليوس"، ومراجعة القس "فيلوباتير"، يقع الكتاب في حوالي 40 صفحة، وينقسم إلى خمسة أبواب هي "لا للإرهاب في المسيحية، لا للإرهاب في الإسلام، لا للإرهاب في القرآن الكريم، لا للإرهاب في السنة النبوية، الأمم المتحدة والإرهاب".

صور من القسوة والذعر
ويشير الكتاب إلى أن الإرهاب يشبه جرثومة مرض خطير معد سريع الانتشار، لأنه ينتقل بمختلف وسائل الانتقال والاتصال المقروءة والمسموعة والمنظورة، وخطورته في أنه يضعف جهاز المناعة الإنسانية، ومن ثم يهتكه حتى يدمره، خصوصًا إذا كان ضعيفًا أو مهزوزًا أو ساذجًا أو جاهلاً، وقد مر الإرهاب بمراحل عديدة، منها العصور القديمة، حيث أن النصوص التاريخية القديمة تشير إلى صور من العنف الذي مارسه الأفراد، فقد تحدثت الكتابات المصرية القديمة عن الصراع الدموي بين الكهنة وأبناء المجتمع، وبعض صور من القسوة والذعر التي سادت العصر الفرعوني، أما في العصور الوسطى فقد ظهرت في الشرق الأوسط جماعة تسمى جماعة الحشاشين، الذين سعوا إلى فرض آرائهم باستخدام الإرهاب، مستعينة بشباب يتم إعدادهم لهذا الأمر.

الإرهاب العابر للقارات
وظهر في العصر الحديث حركتان أيدولوجيتان، كانتا وراء العديد من العمليات الإرهابية، هذا على حسب ما ورد بالكتاب وهما الحركة الفوضوية، والحركة العدمية، اللتان ترفضان السلطة بمختلف أشكالها، أما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد ظهر الإرهاب الدولي العابر للقارات، والذي استعان بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، حيث شكلت هجمات 11 سبتمبر 2001، في نيويورك أهمية بالغة في أشكال وآليات الصراع، وتسببت في إعادة تشكيل السياسة الخارجية للدول الكبرى، كما تم إدراج الإرهاب على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عقود، وقد وضعت ثلاثة عشر اتفاقية دولية، في إطار نظام الأمم المتحدة المتعلق بأنشطة إرهابية محددة.

الاستهتار بالقيم الإنسانية
ويوضح الكتاب أن العمل الإرهابي، مثل غيره من الأعمال التي يرفضها الله، فالإرهاب صورة واضحة وصريحة تعبر عن الطبيعة الحقيقية للإنسان حين تهاوى وسقط في عصيان الله، وكان هذا السقوط هو امتداد لسقوط آدم أبو البشرية، حين خالف وصية الله وطرد من الجنة، فبعد أن سقط آدم حاول تبرير نفسه بالتمويه، ونحن أبناؤه نسير على ذات الدرب نتدين ونكذب، نتدين ونراوغ، نتدين ونلعن ونشتم، نتدين وننصب أنفسنا مكانًا الديان العادل، ونكفر الناس ونقول هذا للجنة وهذا للنار، فاستوطن الحقد في قلوبنا، ونزعة الشر في نفوسنا، وفي زحمة المبررات التي ندعيها غاب العدل، وساد الظلم والقهر، حتى وصل بالبعض أن يوزع الحلوى ابتهاجًا بمصائب الأبرياء، وتفشى الاستهتار بكل القيم الإنسانية التي ميزت الإنسان عن الحيوان.

التطرف وقتل الأبرياء
ويؤكد الكتاب على أن الحكم الشرعي للإرهاب واضح جدًا، فلا يجوز عقلاً ولا شرعًا إرهاب الآمنين، وقطع الطريق عليهم، وإخافتهم وتهديدهم، سواء كان مسلمين أو غير مسلمين، مستأمنين ومعاهدين بعهد وأمان من ولي الأمر، حتى لو كان التخويف على سبيل المزاح، فالإرهاب يفرض قيمه الجديدة تحت غطاء أو مسمى الدين، ويدعو إلى نشر تعاليم الإسلام الجديد الذي لا يمت بصلة للإسلام الحقيقي، إن دعوة الإرهاب إلى مواكبة التطور بأسلوب العنف، وقيم التطرف والتعصب، وقتل الأبرياء في محطات القطارات والمدارس والمستشفيات، ومحاولات اغتيال الدبلوماسين، وقطع الروابط والصلات الإنسانية بين الشعوب والمجتمعات، هي محاولات ذات بواعث نفسية بحتة، ربما تغيب عن الناس في تفسيراتهم، ولكن يرصدها علماء النفس بشكل دقيق ومجرد.

 

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com