- لا يوجد مصري حاصل على الماجستير أو الدكتوراة في القبطيات من أي جامعة مصرية
- الكنيسة القبطية رمز للطهارة والبتولية.
- الكنيسة القبطية أكبر كنيسة في العالم.
- قرَّرت أن أقدَّم حضارتنا القبطية العريقة إلى أوروبا وسد الفجوة العلمية الناتجة عن الجهل والعنصرية والتحيُّز.
- أنا كمصري مسلم أفخر بكنيستنا القبطية، رغم اختلاف الدين.
- دور "مصر" في العصر اليوناني والروماني يفوق أدوار جميع أقطار الإمبراطورية الرومانية.
أجرى الحوار: مايكل فارس
د. "نادر محمد" هو أول مسلم يتخصص في علوم القبطيات، حصل على ماجستير في الآثار المصرية والعلوم القبطية وحضارات الشرق الأدنى القديم بكلية الفلسفة جامعة "جوتنجن" بجمهورية "ألمانيا الإتحادية".. ذهب إلى "ألمانيا" لدراسة القبطيات، وتخصَّص فيها، بعد أن شغف بعلومها مما قرأه، وبعد محاولات التزييف التي تعرَّضت لها الحضارة القبطية.. أردنا أن نتعرف أكثر على الباحث وقصته مع القبطيات، فأجرينا معه هذا الحوار:
* في البداية، من هو "نادر محمد"؟
اسمي "نادر علي محمد"، 33 عامًا، ومن محافظة "الشرقية"، حصلت على ماجستير في الآثار المصرية والعلوم القبطية- حضارات الشرق الأدني القديم بجامعة "جوتنجن" كلية الفلسفة بجمهورية "ألمانيا الإتحادية".
التحقت بعد الثانوية العامة بكلية الزراعة جامعة "الزقازيق"، ولكنني أحببت العمل في مجال السياحة، ودرست في المعهد الفني للسياحة وإدارة الفنادق في "القاهرة"، وحصلت علي تقدير جيد جدًا. ثم حصلت علي بكالوريوس في السياحة وإدارة الفنادق من جامعة "قناة السويس" في "الإسماعيلية" بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف، ثم حاولت الدراسة في "النمسا" أو "ألمانيا"، فأرسلت شهاداتي لجميع جامعات "ألمانيا" وجامعة "فيينا" في "النمسا"، ثم قرَّرت السفر إلى أوروبا.
* متى بدأ إهتمامك بدراسة علوم القبطيات؟
بدأ إهتمامي بالدراسة في العلوم القبطية أثناء عملي كمرشد سياحي، وأثناء دراستي لاحظت أن هذه الفترة مهملة، حيث لم يكن يوجد أستاذ واحد للعلوم القبطية بالجامعات المصرية.
* وما هو سبب تخصُّصك في دراسة الآثار والدراسات القبطية؟
سبب إتجاهي للدراسات القبطية الفنية والأثرية، هو النقص الشديد في مصادر تاريخ وآثار وفن وحضارة الأقباط، حيث تتركز معظم الأبحاث في المجالات اللغوية، وترجمة النصوص القبطية، مما أدَّى إلى الجهل بحضارتنا القبطية، وهو جهل ليس من جهتنا نحن المصريين فحسب، بل جهل الغرب أيضًا، وقد لمست ذلك من خلال زياراتي المتكرِّرة للجامعات الأوروبية سواء "النمسا" أو "هولندا" أو "ألمانيا" أو "سلوفاكيا" أو "سويسرا" أو "الدنمارك"، والإتصال بالأستاتذة في "بلجيكا" و"السويد" و"التشيك"، ولذا قرَّرت أن أقدِّم حضارتنا القبطية العريقة إلى أوروبا، وسد الفجوة العلمية الناتجة عن الجهل والعنصرية والتحيز، حيث أن أساتذة أوروبا يتحيَّزون بشكل كامل وأعمى لـ"روما" و"القسطنطينية" على حساب كنيسة "الإسكندرية" العظيمة التي هي فخر لكل المسيحيين في العالم. فدور "مصر" في العصر اليوناني والروماني يفوق أدوار جميع أقطار الإمبراطورية الرومانية، ليس اقتصاديًا فحسب، بل علميًا واجتماعيًا ودينيًا..
مثلاً، ثلت القمح اللازم لإطعام الإمبراطورية الرومانية كان يأتي من "مصر"، ومكتبة "الإسكندرية" وعلمائها كانت فخرًا للإمبراطورية، ودور "مصر" في بداية الديانة المسيحية دور رئيسي من خلال المشاركة في المجامع المسكونية أو الترجمة السبعينية (سبتواجينثا) للتوراة التي تمت في "الإسكندرية"، والتي تمت منها الترجمة لجميع أنحاء العالم، كما قدّمت "الإسكندرية" شهداء من أجل التمسك بالايمان المسيحي والحفاظ على التقاليد الكنيسة واستمرارها حتى الآن.
"مصر" المسيحية هي الفخر في التصدي للحملات الصليبية، فكما هو ثابت تاريخيًا، كان توجد عناصر قبطية في الجيوش الإسلامية لصد الحملات الصليبية. كما أن الكنيسة القبطية لم تقتل السحرة أو المرتدين من خلال محاكم التفتيش كما فعلت الكنائس الأخري..
ومن عظمة كنيستنا القبطية، هي السمعة الجيدة، فالكنيسة القبطية كانت رمزًا للطهارة والبتولية، وأنا كمصري مسلم أفخر بكنيستنا القبطية رغم اختلاف الدين، ولكن الثقافة والحضارة القبطية هي مكوِّن أساسي للفرد المصري أيًا كان ديانته، فكلنا نفتخر بأننا فراعنة وهم كانوا "وثنيين"، ولكننا نحن- مسلمين ومسيحيين- علينا الافتخار بأجدادنا..
* لماذا لا توجد جامعات متخصِّصة في "مصر" لدراسة الآثار والفن القبطي، مقارنةً بدول أوروبا؟
المسألة تحتاج لقرار جمهوري لدراسة جزء من تاريخنا وحضارتنا، فالتخصص القبطي مظلوم وضائع بين المتخصصين في الآثار اليونانية والرومانية من ناحية، وبين المتخصصين في الآثار الإسلامية من ناحية أخري، فلا يوجد شخص في "مصر" حاصل على الماجستير أو الدكتوراة أو الأستاذية في القبطيات من أي جامعة مصرية.
* كيف يتم الاستفادة من دراساتك داخل "مصر"؟
أكتب حاليًا رسالة الدكتوراة في الأيقونات القبطية بكلية الفلسفة جامعة "جوتنجن" بجمهورية "ألمانيا الإتحادية"، وأأمل في العمل بجامعة "القاهرة" بعد حصولي علي درجة الأستاذية في العلوم القبطية لأكون أول أستاذ للقبطيات في الجامعات المصرية. وأتمني أن أقوم بعمل توثيق لآثارنا القبطية واستكمال مسيرة الأساتذة الذين جروا في هذا السياق، مثل د. "جودت جبرا"..
* هل كان للكنيسة دور في مساعدتك في دراسة الآثار أو التاريخ القبطي؟
ساعدتني الكنيسة، وتحديدًا الأنبا "دميان"- أسقف "ألمانيا"، والذي كان له دور رئيسي في دعمي في استكمال رسالة الدكتوراة، فهو الذي توسَّط للسفارة المصرية لإعطائي نصف منحة دراسية لاستكمال الدراسة، حيث أن المنحة تم رفضها مرتيين من قبل المستشار الثقافي، فتدخَّل لإعطائي نصف منحنة من مؤسسة "نجيب ساويرس" وليس من الحكومة المصرية.
وأود أن أشكر المستشار الثقافي بـ"ألمانيا" د. "السيد تاج الدين" لحسن تعاونه وتوجيهه لي، وللأنبا "دميان" الذي أرشدني لكيفية التخلص من النظام البيروقراطي العقيم، بالرغم من عدم قدرته على إتخاذ قرار لإعطائي منحة دراسية كاملة مثل زملائي المصريين. ولكن الروتين المصري أقوى من جميع المستشارين الثقافيين بكل السفارات المصرية. وأشكر المهندس "نجيب ساويرس" الذي إتصل بي شخصيًا، وتدخَّل لدى د. "هاني هلال" لإزالة العقبات الروتينية.
* بعد دراساتك وأبحاثك، ما تقييمك للكنيسة القبطية الأرثوذكسية؟
الكنيسة القبطية أكبر كنيسة في العالم، وإن كان علماء أوربا قد وجدوا "روما" و"القسطنطينية" هي الكنائس الرئيسية في العالم، محاولةً منهم لتجاهل الكنيسة القبطية. ولكن عملي هو أن نظهر للعالم كله عظمة الكنيسة القبطية في جميع الميادين، مثل الفن، وعلم الآثار، والهندسة المعمارية والحضارية.. إلخ.
* انقلب الإعلام المصري رأسًا على عقب عند مقتل "مروة الشربيني" ولم يُفعل المثل عند مقتل "كمال قلادة" الشاب المسيحي، ما تفسيرك لذلك، خاصةً وأن بعض المتأسلمين أكَّدوا أنها حرب على الإسلام؟
لم تكن حربًا علي الإسلام، فهناك بعض العنصريين الألمان لازالوا موجودين ويكرهون العرب عمومًا وليس الإسلام ولا المسيحية، بدليل أن العنصري الذي قتل "مروة الشربيني" المسلمة، جاء عنصري آخر يحمل نفس أفكاره وقتل "كمال" القبطي.
جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون
© 2004 - 2011
www.copts-united.com