ÇáÃÞÈÇØ ãÊÍÏæä
طباعة الصفحة

ثورة أم زمان افتقاد

د. تيتو غبريال | 2011-02-09 00:00:00

بقلم: تيتو غبريال
مع إشراقة الشمس يبدأ يوم جديد للأنسان و لا يدرى الإنسان ما هى نهايته سوى روح الأنسان الساكن فيه . فالإنسان لم يكن فى مقدوره تحديد نهايته لكن فى مقدرته تحديد نهايته و قديما قال سارتر " الإنسان يسعى لتحقيق قدره " و ها هى ثورة 25 يناير 2011 لم يكن أحد يعلم و لم أبالغ إن قلت حتى ممن دعوا إليها هذا النجاح . لكن المهم أن تنتهى هذه الثورة بنهاية يرضى عنها الشعب و بداية لعهد جديد و لعلها الثورة  التى كان ينشدها و لعلنا نتسائل هل هذه الثورة هى زمان إفتقاد مصر الإجتماعى و أولى خطوات نتائج نصر اكتوبر التى تأخرت كثيرا و لعل الأيام القادمة تجيب على هذا السؤال . غير أن هذه الثورة ألقت الضوء على كثير من النقاط أهمها : -
أولا : الأقباط إن المتتبع لما يجرى فى هذه الثورة و مما صاحبها  من تعليقات داخليا و خارجيا على وجود شرخ بين مؤيدى المتظاهرين الطالبين المصرين على رحيل مبارك و نظامه و بين مؤيدى الحوار و خطوات التغيير – التى لم يشعر بها الشعب بعد نظرا لضيق الوقت لكنه سيشعر بها فى القريب العاجل– التى قال الكثير عنها انها تجاوزت 90% من المطالب ... سوف يدرك أن الأخوان المسلمون منظمون بطبيعتهم و لهم اجندتهم الخاصة ، كذلك الأحزاب التى بدأت تتوحد مع الأحتفاظ بأجندة كل منها ، أما الأقباط فينبغى أن نعلم أن هناك انقسام بينهم و هذا الأنقسام يتلخص فى الآتى : -
1-    لم يحاولوا أن يتوحدوا رغم أن الإختلاف فى الرأى شىء صحى  و مطلوب لكننى أتكلم هنا عن الفصيل المطالب و المنضم للمعتصمين ستجد أنهم غير متحدين و غير منظمين و كنت أتمنى أن ينتظموا و لعل عدم انتظامهم و توحدهم لأنهم مثل شباب ثورة 25 يناير بلا رأس و السبب فى ذلك هو انفصاهم فكريا و ليس روحيا عن الكنيسة و هذه هى النقطة الثانية .
2-    لقد نجح النظام فى إحداث شرخ  بين بابا الكنيسة قداسة البابا شنودة الثالث و كثير من شعبه خاصة الشباب و ذلك عن طريق رفض النظام للجوء الشعب القبطى للكنيسة و لقداسة البابا محتجين و متظاهرين لما يحدث ضدهم من إضطهاد و قسوة غير مبررة من أجهزة الدولة و على رأسها وزارة الداخلية ووزيرها الذى يطالب الشعب المصرى كله بمحاكمته عسكريا و جنائيا لما إرتكبه من جرائم ضد الأقباط خاصة و شعب مصر و جماعة الأخوان عامة  هذا بالأضافة الى مؤامرته الأمنية ضد الأمن القومى للبلد التى تعد بحق خيانة عظمى . و لعلا موقف الدولة هذا جعل كثير من الأقباط يطالبون الكنيسة و قادتها أن يبقوا فى عملهم الروحى فقط ( لأن عملهم لم يكن كافيا و قابلا لأستيعاب اراء شعب الكنيسة و خاصة الشباب المخالف لرأيهم و هذا خطورة  الرأى الواحد ) و الأعجب أن إنضم لهؤلاء الشباب عدد غير قليل من الكهنة ...
3-    عدم الإتحاد و التنظيم ليس فقط الأرثوذوكس فقط بل شمل الطوائف المسيحية كلها اورثوذوكسية و كاثولوكية و بروستانتية  و أخشى ما أخشاه أن تكون الخلافات الروحية  إمتدت الى الخلافات السياسية و هذا شىء غير صحى ..
لهذا كله أناشد الأقباط بجميع طوائفهم الثلاث داخلياً وخارجياً أن ينضموا و يتحدوا ليس هم فقط بل أن ينضم إليهم أيضا معظم إخوتهم المسلمين فى هذا الوطن الذين لهم نفس المطالب و هو تحويل الدولة من دينية إلى مدنية و إلغاء خانة الديانة من البطاقة  كما أننى أناشد الأقباط أن يتكلم نيابة عنهم مجموعة من الأشخاص يثقوا فيهم و فى مطالبهم على أن تكون هذه المجموعة همزة الوصل بينهم و بين كل من الدولة و الكنيسة و ليس هذا الكلام موجه فقط لأ قباط الداخل بل أيضا لأقباط الخارج و كلمة قبطى هنا تعنى مصرى فحينما يكون الخارج متوافق مع الداخل يتحقق إفتقاد مصر و يكون 25 يناير 2011  هو بحق زمان افتقاد مصر ..
4-    شباب مصر  شباب مصر الجميل الذى فجر هذه الثورة المباركة بدأ ينقسم و يستقطب من قبل الأحزاب و جماعة الأخوان فاننا نرى الأحزاب الآن بدأت تتصارع و كل منها له اجندته الخاصة  و كذلك الأخوان المسلمين و قد بدأ كل من هذه  و تلك يركب الموجة و كذلك تجد من يهرول ليكون له دور و الغريب أن الدور الذى يسعى إليه هو أن يكون رئيسا للبلد و كأن البلد لم ينقصها إلا الرؤساء فكل أنظمتها و مؤسساتها و هيئاتها كاملة لا ينقصها سوى رئيس للبلد و هناك من شخصن المسألة بينه و بين الرئيس و إبنه و لماذا لا فمصر فتاة صارخة الجمال الكل يود إغتصابها مثلما اغتصبت منذ القدم و أشد أيام اغتصابها و اختطافها منذ عام 1952 و الكل يود لو أخذها لنفسه  و لم يفكر أحدً أبدً فى أن يضحى من أجلها كي يراها ملكة فى قصرها .. كل هذا كان سببه هو أن الثورة بلا رأس كل منهم يريد أن رأسا لهذا الجسد و ليعلم الجميع أن الجسم يلفظ كل ما هو غريب عنه فإن لم يكن الرأس متناسبا مع الجسد فلا يكون هناك إكتمال و تناغم و عافية لهذا الكائن الوليد الجديد . فيا شباب مصر إن كنتم تريدون بلداً قوياً فعليكم أن تدركوا ماهية الرأس التى سترضوها لجسد ثورتكم و فى النهاية ليس أمامنا خيار سوى إتحاد شباب مصر أقباطه و مسلميه لتشكيل بلدهم الجميل مصر و سيكونن عام 2012 بداية جديدة لمصر جديدة وعليكم أن تعطوا فرصة للسيد اللواء / عمر سليمان ننائب رئيس الجمهورية وللسيد الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وثقوا أن ألله سيفتقد شعبه مصر ..

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع

جميع الحقوق محفوظة للأقباط متحدون © 2004 - 2011 www.copts-united.com